اعتصام “فاشل” في حمص وشعارات الثورة حاضرة في حناجر مؤيدي الأسد

  • 2016/01/03
  • 4:53 ص

عبد اللطيف الحمصي – حمص

“كل شيء كان حاضرًا في الاعتصام اليوم إلا جرح الزهراء النازف، كنت أعتقد أننا سنكون أمام وقفة احتجاجية تضع حدًا للفساد وتوقظ الضمائر النائمة في مكاتب المسؤولين… ما شاهدناه هو مجموعة من الشباب والشابات لا يعلمون ما يفعلون، ومن كان منهم صوت حق فقد ضاع وسط الفوضى”، بهذا علق الإعلامي أحمد العاقل، وهو مراسل قناة سما الموالية وأحد أبرز إعلاميي النظام في مدينة حمص على الاعتصام قرب دوار الرئيس، الثلاثاء 29 كانون الأول، والذي دعا إليه الموالون احتجاجًا على سلسلة التفجيرات في الأحياء الموالية.

وضربت سيارتان مفخختان حي الزهراء، الاثنين 28 كانون الأول، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، حسبما نشرت وكالة سانا الرسمية.

وتبنّى تنظيم “الدولة الإسلامية” التفجيرات، ونشر المكتب الإعلامي لولاية حمص، كما يسميها التنظيم، بيانًا قال فيه “في عملية يسر الله أسبابها انطلق أمس فارس من فرسان الشهادة بسيارة مفخخة مستهدفًا تجمعًا للنصيرية في حي الزهراء”.

“سيلفي” في اعتصام الدم

وتابع العاقل عبر صفحته في فيسبوك، منتقدًا الأعداد القليلة التي لم تتجاوز ألفي شخص، إضافة للفوضى وغياب التنظيم وضياع الأهداف، واستلهامهم جميع الشعارات من شعارات الثورة السورية كـ “يا زهرا.. حنا معاكي للموت، الشعب يريد إسقاط المحافظ ، لا دراسة ولا إعمار حتى يسقط المحافظ”.

وأضاف “في الاعتصام، شاب وفتاة يلتقطون السيلفي للذكرى، شاب يغني العتابا للزهراء على أكتاف زميلته، هتافات طائفية تذكرنا بهتافات ما سمي بالثورة السورية، شعارات ثورتهم المزعومة مع تحريف بعض المفردات، فوضى في المكان دون وجود من يوجه الاعتصام للطريق الذي يمكن من خلاله الوصول للمطالب المحقة، ضحكات و قهقهات لا تشبه وجع الأمس، فتيات بكامل أناقتهن ومكياجهن وسط الحشود لا ندري ما هي مطالبهن”.

بدورها، شنت بعض الصفحات الموالية حربًا على الإعلامي العاقل، وهو ابن حي الزهراء، لتتحول القضية من مطالب لإيجاد وسائل لحماية الأحياء إلى قضية شخصية واتهامات متبادلة بين بعض الإعلاميين والصفحات، وخاصة صفحة الدفاع الوطني التي وجهت كلامًا قاسيًا لمراسل قناة الميادين، طارق علي، واصفةً إياه بـ “المرتزق”، ووجهت له تهديدًا مباشرًا بعد أن لمّح لفساد مجموعات الدفاع الوطني متهمًا إياها بشكل مبطّن بتسهيل حدوث التفجيرات مقابل مبالغ مالية.

خطوات للحد من التفجيرات

تبعات الانفجار والاعتصام لم تتوقف عند هذا الحد، فقد سقط في الانفجار عددٌ من العسكريين بعضهم كان عائدًا من مطار كويرس في حلب كالجندي غيث بلول، إضافة لعضو اللجنة الأمنية ومدير شبكة أخبار حمص الأولى علي النقري، ما زاد سخط الموالين الذين تخبطوا في توجيه الاتهامات وكَيل التهم.

وتوزعت التهم تارةً إلى محافظ حمص طلال البرازي، بالاستهتار بحياة المواطنين وسعيه لإنجاز المصالحة أكثر من حرصه على تأمين وسائل الحماية والأمان من أجهزة كشف متفجرات وكاميرات مراقبة وغيرها، وتارةً كان التحريض على منظمة الهلال الأحمر العاملة في حمص، وأخرى إلى اللجنة الأمنية والدفاع الوطني، إلا أنها لم تتجاوز تلك الخطوط نحو القيادة في دمشق، ومن يتعدى الخطوط في تعليقاته على فيسبوك كانت تحذف تعليقاته فورًا.

حملات مناصرة لا تنجح

إلى ذلك، دعا مدير أوقاف حمص، عصام المصري الخطباء والمشايخ وبعض الأهالي من أحياء الإنشاءات والحمرا والغوطة وكرم الشامي لوقفة تضامن في حي الإنشاءات، الخميس 31 كانون الأول، إلا أن الوقفة فشلت واضطر العديد من أصحاب المحلات لإغلاقها حتى لا يجبرهم الأمن على المشاركة.

ويعود رفض المشاركة في الحملة لعدة أسباب أهمها أن سكان الأحياء الموالية منقسمون ولم يخرج في اعتصامهم إلا مئات، كما أن الأحياء “الثائرة” تضررت قبل عامين من العمليات العسكرية في حمص وسط “شماتة” الموالين.

وتبقى تفجيرات الأحياء الموالية لغزًا عصيًا على الفهم في ظل سيطرة النظام الكاملة على مدينة حمص والتدقيق الشديد على الحواجز، إذ لا تمر سيارة دون أن تفتش ولا يكاد يمر مواطن دون أن يتم التدقيق في هويته، فكيف لانتحاريين ومفخخات بأطنان المتفجرات أن تخترق كل هذا التحصينات؟

رغم فشل الاعتصام إلا أن أصداء الانفجار، أدت حسب صفحة أخبار المنطقة الوسطى إلى اتخاذ القرارات التالية:

  • فتح باب التطوع لعددٍ من الرجال في كل حي بعقد مؤقت وراتب شهري، ستكون مهمتهم مؤازرة الحواجز والتدقيق مع صلاحيات كامله.

  • وضع بطاقات تعريف (باركود) لسيارات كل حي لتمييز أي سيارة غريبة من خارج الحي.

  • وصول أجهزة كشف المتفجرات أصبح مسألة وقت، والأجهزة في طريقها إلى حمص.

  • منع كل المظاهر المخلة بالأمن أيًا كان مرتكبها، وقمع أي مخالف (سيارات بلا نمر وما شابه ذلك).

  • وضع وتركيب فوري لكاميرات على الحواجز وفي الشوارع الرئيسية والحساسة.

  • محاسبة المقصرين بغض النظر عن انتمائهم.

مقالات متعلقة

سياسة

المزيد من سياسة