تعيش أندية كرة القدم منافسات خارج إطار المستطيل الأخضر، تتجلى بسعي كل فريق للظفر بخدمات لاعبين يعززون منظومة لعب النادي، على أمل تحقيق البطولات.
المنافسة للتعاقد مع لاعبين لا تقل حماسة عن تلك التي تحدث على أرض الملعب في 90 دقيقة، فضم اللاعب المنشود بعد عدة عروض من أندية مختلفة، يعد بمثابة الانتصار.
وشهدت فترة الانتقالات الحالية تنافسًا بين نادي تشيلسي الإنجليزي ونادي برشلونة الإسباني، ورجحت الكفة للأخير بضمه لاعبًا من صفوف تشيلسي، وفوزه بخدمات لاعبَين وجدّد تعاقده مع ثالث، أرادهم البلوز جميعًا، ولا تزال عين البارسا على لاعبين في صفوف النادي اللندني.
كوندي.. انتصار النهايات
نجح نادي برشلونة بالتعاقد مع اللاعب الفرنسي جول كوندي (24 عامًا)، بعد منافسة كبيرة مع نادي تشيلسي، استمرت لأسابيع بينهما للحصول على خدمات المدافع الذي يلعب لنادي إشبيلية.
وتصدّرت أخبار انتقال كوندي بين الناديين أبرز الصحف والمواقع الرياضية، عدا عن تفاعل جماهير الناديين، التي سرعان ما تفرح لمؤشر عن انتقال كوندي لناديها، لتهدأ بظهور تقرير آخر يثبط الفرحة بعدم انتقال اللاعب.
انضمام كوندي لكتيبة مدرب برشلونة، تشافي هيرنانديز، بعد هذه المنافسة كان هدف انتصار يُسجل في الدقيقة الأخيرة من مباراة نهائية.
وأعلن نادي برشلونة تعاقده مع قلب الدفاع كوندي، في بيان على موقعه الرسمي، مساء الخميس 28 من تموز، قال فيه إن إدارة النادي اتفقت مع إدارة نادي اشبيلية، بخصوص انتقال الفرنسي إلى البارسا بدءًا من هذا الموسم.
وخضع اللاعب اليوم، الجمعة 29 من تموز، للفحص الطبي، بانتظار توقيع العقد خلال الساعات القليلة المقبلة.
صفقة بين كرٍّ وفر
اختلطت الأوراق وتسارعت الأحداث حول مصير كوندي الذي كان مجهولًا، بعد سجال ومحاولات ومنشورات لخبراء انتقالات اللاعبين، وتقارير صحفية بعضها اعتبر كوندي لاعبًا لتشيلسي وبعضها الآخر جعل أمر انتقاله لبرشلونة أمرًا محسومًا.
بداية تموز الحالي، كشف المدير الرياضي لنادي إشبيلية، مونشي، عدم وجود مفاوضات مع برشلونة للتعاقد مع المدافع كوندي، نافيًا وجود أي اتصالات مع برشلونة بشأن كوندي في “الوقت الحالي”.
ظهرت بعدها رغبة الكتالوني ومدربه تشافي بالتعاقد مع كوندي إلى العلن، والسعي لتدعيم الخط الخلفي، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.
وذكرت صحيفة “ماركا” الإسبانية أن إشبيلية لا يمانع بيع كوندي هذا الصيف، لكنه حدد سعره بـ60 مليون يورو، وأن برشلونة غير قادر على دفع هذا المبلغ، وسيحاول نادي برشلونة تخفيض المبلغ قدر المستطاع، وإدراج لاعبين في الصفقة لتخفيض التكلفة.
تبعها تقارير صحفية ذكرت أن مدرب برشلونة تشافي طلب من رئيس النادي خوان لابورتا ضم اللاعب الفرنسي، مع وجود الرغبة لدى كوندي في أن يلعب في مقر النادي “كامب نو” في كتالونيا.
من جهته نادي تشيلسي كان قد بدأ حوارًا منذ فترة مع جول كوندي، وقدم له عرضًا بقيمة 50 مليون يورو، بالإضافة إلى 5 مليون كتعويضات، ليصبح كامل المبلغ 55 مليون يورو.
ونشر خبير الانتقالات في أوروبا، فابريزيو رومانو، عبر “تويتر“، في 22 من تموز الحالي، أن تشيلسي أرسل أوراقًا إلى إشبيلية للحصول على صفقة كوندي، تضمن تفاصيل الصفقة قيمة 55 مليون جنيه إسترليني، بعقد لمدة خمس سنوات، وأن تشيلسي ينتظر موافقة إشبيلية النهائية لتجنب محاولات جديدة من برشلونة.
رافينيا ضمن الصفوف
واجه نادي برشلونة تنافسًا مع عدة أندية حول التعاقد مع نجم ليدز يونايتد الإنجليزي، النجم البرازيلي رافينيا، بدأت مع نادي آرسنال ولم تستمر طويلًا، وحسمها بخطف اللاعب بعد تنافس أقوى مع تشيلسي.
في البداية، اعترض إتمام الصفقة متطلبات نادي ليدز يونايتد المالية المرتفعة، وسط أزمة اقتصادية يعاني منها البارسا.
وبينما كان تشيلسي يحاول إبرام اتفاق بشأن الشروط الشخصية مع رافينيا، كان وكيل اللاعب يتحدث مع برشلونة محاولًا إقناعهم بزيادة عرضهم ومنح رافينيا الحلم بالانتقال إلى “كامب نو”.
وأعلن نادي برشلونة في 13 من تموز الحالي، التعاقد بشكل رسمي مع النجم رافينيا، ونشر بيانًا ذكر فيه وصول النادي إلى اتفاق مبدئي مع نادي ليدز يونايتد لانتقال رافينيا (26 عامًا)، بعد إجراء الفحص الطبي.
ولم يعلن البارسا عن قيمة العقد أو مدته مع الجناح البرازيلي، في حين نشر فابريزيو رومانو، عبر “تويتر“، أن قيمة العقد ستكون 58 مليون يورو، بالإضافة إلى المتغيرات الأخرى التي قد تصل بالصفقة إلى 67 مليون يورو.
ديمبلي باقٍ حتى 2024
شهدت الفترة الأخيرة في حزيران الماضي قبل انتهاء عقد اللاعب الفرنسي عثمان ديمبلي، مصيرًا مجهولًا للاعب الذي وضعته أكبر أندية أوروبا تحت المجهر، قبل أن يجدد البارسا عقده حتى عام 2024.
غياب الوجهة حينها ترافق مع الحديث عن إمكانية خروج اللاعب وعدم تجديد عقده مع البارسا، الأمر الذي جعل المنافسة تحتدم بين كل من نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، ونادي تشيلسي الإنجليزي، للحصول على توقيعه في الميركاتو الصيفي.
وأفادت تقارير صحفية فرنسية بأن القطري ناصر الخليفي، رئيس النادي الباريسي، يقود بنفسه المفاوضات للتعاقد مع ديمبلي، وتواصل في حزيران الماضي مع وكيل اللاعب، موسى سيسوكو.
تفكير النادي الباريسي في التعاقد مع ديمبلي، قوبل برغبة قوية من قبل نادي تشيلسي الذي سعى لأن يكون ديمبلي ضمن صفوف النادي اللندني.
وارتفعت حدة ووتيرة التقارير الصحفية التي أشارت إلى أن تشيلسي يبدو المرشح الأوفر حظًا والأقرب للتعاقد مع ديمبيلي.
وانتظرت جماهير البلوز أن تسفر الصفقة عن إعادة لم الشمل بين ديمبيلي ومدرب تشيلسي، الألماني توماس توخيل، بعد عملهما سويًا في نادي بوروسيا دورتموند الألماني، لكن برشلونة قطع الطريق بتجديد عقد ديمبلي في 14 من تموز الحالي لمدة عامين.
كريستينسن في “كامب نو”
الاحتكاك مع نادي تشيلسي والصراع معه على التعاقد مع الاعبين لم يتوقف على كوندي، وديمبلي، ورافينيا، إذ تعاقد البلوغرانا مع مدافع تشيلسي، اللاعب الدنماركي، كريستينسن في 4 من تموز الحالي، خلال صفقة انتقال حر.
ويمتد عقد المدافع الدنماركي مع البارسا أربع سنوات حتى 30 من حزيران 2026 بقيمة شرط جزائي بلغت 500 مليون يورو.
وفي تسجيل مصور عرضه الحساب الرسمي لبرشلونة عبر “تويتر”، أعرب كريستينسن عن سعادته بالالتحاق ضمن صفوف البارسا، مضيفًا أنه انتظر طويلًا حتى الوصول إلى النادي، وأنه متحمس جدًا للبدء، وأنها فرصة كبيرة له.
وقدّم برشلونة نجمه الجديد كريستينسن (26 عامًا) في 7 من نفس الشهر، بعد أن خاض الدنماركي مع البلوز 160 مباراة، وفاز معه بالدوري الأوروبي 2019، وبدوري أبطال أوروبا 2021، وكأس السوبر الأوروبي 2021، وكأس العالم للأندية 2021.
أزبيليكويتا وألونسو تحت الأنظار
قائمة اهتمامات برشلونة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ يسعى النادي لنيل خدمات كل من الإسبانيين الدوليين، سيزار أزبيليكويتا، وماركوس ألونسو، اللذين يلعبان في صفوف تشيلسي أيضًا.
رغبة برشلونة التي تسارع الحديث عنها مؤخرًا قوبلت بكلام شديد اللهجة من قبل مدرب تشيلسي، الألماني توماس توخيل، الذي شدد على أهمية وجود المدافع الإسباني أزبيليكويتا ضمن صفوف فريقه.
وقال توخيل إنه يرى أزبيليكويتا قائدًا ولاعبًا دوليًا، لكن برشلونة لا يراه بنفس القدر، مرجّحًا عدم إمكانية منح اللاعب ما يريد، والأهم ما يريده تشيلسي وليس برشلونة أو سيزار، حسب توخيل.
وأضاف أن ما يفعله نادي برشلونة مع أزبيليكويتا “أمر مزعج”، إذ يحاول البارسا تشتيت اللاعب وهذا أمر “ليس فيه احترام كافٍ لنا”.
الحديث عن أزبيليكويتا لم يكن بنفس الاهتمام والوتيرة، حول ظهير نادي تشيلسي، ماركوس ألونسو، إذ لا يريد البلوز خسارة أخرى في الانتقالات الحالية، خصوصًا بعد مغادرة كريستنسن وأنطونيو روديجر، إلى برشلونة وريال مدريد على التوالي.
وارتبط ماركوس ألونسو بالعودة مرة أخرى إلى إسبانيا من بوابة برشلونة، ورغم أن اللاعب لديه الرغبة القوية في اللعب داخل أسوار “الكامب نو”، لا يبدي البلوز نيه في التخلي عن اللاعب بسهولة .