أحمد حاج بكري – ريف اللاذقية
تقدمت قوات الأسد خلال الأسبوع الماضي على أكثر من جبهة في ريف اللاذقية، وسيطرت على تلة جبل غزالة في محيط قمة النبي يونس، وجبل النوبة، إضافة إلى مرصد برج القصب في جبل الأكراد، المشرف على طريق حلب-اللاذقية، وجبل 46 بالقرب من برج 45 في جبل التركمان.
التقدم كان بدعم جوي روسي كثيف، وقصف مدفعي وصاروخي استهدف مناطق مختلفة من ريف اللاذقية المحرر، وشاركت جميع مراصد النظام المشرفة على قرى الريف فيه.
وأفاد أبو علي، أحد قياديي الفرقة الأولى الساحلية، أن سبب تقدم النظام هو الدعم الجوي الروسي بالدرجة الأولى في مختلف جبهات الساحل، إذ يشن الطيران تقريبًا أكثر من 60 غارة جوية يوميًا، يستهدف خلالها قرى وبلدات جبلي الأكراد والتركمان والطرق المؤدية إلى الجبهات والمشافي الميدانية.
وأردف أبو علي في حديثه لعنب بلدي، أن الطيران يستهدف السيارات التي تحاول إسعاف الجرحى من خطوط الاشتباك، “ورغم ذلك تمكن الثوار من صد أكثر من هجوم للنظام باتجاه برج القصب وباقي المناطق التي خسرناها مؤخرًا”.
العدد الكبير لعناصر الاقتحام الذي يزج بهم النظام في معارك ريف اللاذقية الأخيرة، هو ما ساعده في التقدم، وفقًا لـ”أبو علي”، الذي لفت إلى عمليات عسكرية نفذها “الثوار” لاسترجاع بعض المناطق التي سيطر النظام عليها.
ومكّنت العمليات العسكرية، الجيش الحر وباقي الفصائل في المنطقة، من قتل عدد من عناصر النظام واغتنام أسلحة وذخائر مختلفة، إضافة إلى أسر بعض الجنود، بحسب “أبو علي”، وأشار “لم نتمكن من البقاء في تلك المناطق بسبب القصف الجوي والمدفعي العنيف الذي استهدفها من مراصد النظام”.
الأهمية الاستراتيجية لبرج القصب
وحول أهمية المناطق التي سيطرت عليها قوات الأسد، أضاف أبو علي أنها ذات أهمية كبيرة باعتبار أن أغلبها قمم مرتفعة تشرف على قرى الريف المحرر، مثل جبل النوبة وبرج القصب وتلة غزالة وجبل زاهية.
ولفت أبو علي إلى أن هدف قوات الأسد من الحملة العسكرية كان في البداية السيطرة على مصيف سلمى، ولكن بعد فشل أكثر من 30 هجومًا على المصيف وجبل القلعة خلال الأشهر الماضية، تقدمت من محاور جديدة في محاولة لفرض الحصار على مدينة سلمى من ثلاث جهات.
القوات قطعت أغلب الطرق الواصلة إلى المدينة، ثم أكملت باتجاه برج القصب، الذي اعتبره أبو علي، “ذو الأهمية الاسترتجية الكبيرة”، كونه يشرف على طريقي حلب-اللاذقية القديم والجديد وعلى أغلب قرى جبل الأكراد.
كانت قوات الأسد تتمركز في البرج وتستهدف منه مناطق في ريف اللاذقية، قبل أن يحرره الجيش الحر عام 2012، ليعود النظام ويسيطر عليه من جديد، الثلاثاء 29 كانون الأول الماضي.
رصد نهاري ومعارك ليلية
من جهته قال أبو حسين، القائد العسكري لكتيبة المهام الخاصة في الفرقة “نعمل بالتنسيق مع الفصائل العسكرية في الساحل على منع قوات النظام من تحقيق أي تقدم جديد إضافة إلى محاولة استعادة السيطرة على المناطق التي خسرنها ونتعمد أن تكون هجماتنا ليلية”.
وحول الهدف من الهجمات الليلية لفت أبو حسين إنها “لتحييد سلاح الجو الروسي الذي شكل دعمًا قويًا لقوات النظام في معاركه على مختلف الجبهات في سوريا”، مردفًا “نرصد تحركات عناصر النظام في النهار، ثم نتسلل ونضرب في الليل لمنعهم من تعزيز أماكن وجودهم في الجبال والمراصد التي يسيطرون عليها”.
أبو حسين أشار إلى تحقيق مكاسب من الهجمات، “قتلنا عددًا من قوات النظام واغتنمنا السلاح والذخيرة بعد تدمير عدد من المحارس وحرق خيامهم وأماكن تمركزهم ثم الانسحاب بأقل الخسائر”، مردفًا “نقوم بكل ذلك على الرغم من أن الطيران الروسي يستهدف القرى وبعض المناطق بغارات ليلية”.
أعداد كبيرة من الروس في قمة النبي يونس
المعارك في جبهة تلة غزالة مكنت الجيش الحر من أسر عدد من جنود نظام الأسد. عنب بلدي تحدثت مع أحد الأسرى وقال إن عددًا كبيرًا من الجنود الروس يقودون المعارك على الأرض، يتمركزون في قمة النبي يونس التي تشرف على ثلاث محافظات سورية (اللاذقية، حماة، إدلب).
وقال الأسير إن الروس يخططون للمعارك ويدربون جنود قوات الأسد على القتال واستخدام الأسلحة، مردفًا “جهزت قوات النظام مشفىً خاصًا للمصابين الروس في حال أصيب أحد منهم في المعارك، ويشرف عليه أطباء وكوادر روس”.
وأشار إلى أن دور الجنود هو الاقتحام وحراسة النقاط التي يسيطر عليها النظام، بينما يدير المعارك من المناطق الخلفية إيرانيون وروس وميليشيات الدفاع الوطني.
وشنّت قوات الأسد هجومًا واسعًا على ريف اللاذقية، منذ أكثر من ثلاثة أشهر، من جميع المحاور في جبلي الأكراد والتركمان، وسيطرت حتى الآن على مرتفعات في محاور نبع المر، وبرج 45، والقصب، والزويك، وغمام، وجبل النوبة، إضافة إلى محيط قمة النبي يونس، لكنها فشلت في التقدم باتجاه مصيف سلمى من محوري حسيكو والقلعة رغم محاولاتها اليومية حتى الآن.