كيف نسيطر على الكوليسترول في الدم

  • 2022/07/31
  • 11:11 ص
كيف نسيطر على الكوليسترول في الدم

Image Source: Canva

د. أكرم خولاني

يشكّل ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم أحد أهم عوامل الخطورة للأمراض القلبية الوعائية، لذلك أصبح تحليل مستوى كوليسترول الدم من التحاليل الروتينية التي تُطلب بشكل دوري للأشخاص البالغين، ومع أن ارتفاع الكوليسترول قد يكون وراثيًا، فإنه يمكن علاجه عن طريق تغيير نمط الحياة واستخدام الأدوية في بعض الحالات.

متى يعتبر مستوى كوليسترول الدم مرتفعًا؟

تختلف المستويات الطبيعية للكوليسترول في الدم باختلاف العمر والجنس، فتكون مستويات الكوليسترول الكلية منخفضة لدى الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة بسبب ارتفاع معدل النمو والاستقلاب المرتفع للشحوم لديهم، ومع التقدم في السن يقل معدل الاستقلاب، وكذلك تستقر معظم عمليات النمو أو تتوقف، ولذلك ترتفع مستويات الكوليسترول الكلية في الجسم، كما أن مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) لدى النساء تكون أعلى منها لدى الرجال، بسبب زيادة تصنيع الهرمونات الجنسية والتغيرات المستمرة في مستويات هذه الهرمونات.

وعادة يتم قياس مستويات الكوليسترول الكلي والسيئ (LDL) والجيد (HDL) في الدم بعد صيام 12 إلى 14 ساعة، وتفسر النتائج كما يلي:

الكوليسترول الكلي:

  • مستوى مثالي إذا كان أقل من 200 ملغ/دل.
  • ارتفاع بسيط (خطورة معتدلة) إذا كان بين 200 و239 ملغ/دل.
  • ارتفاع شديد (خطورة عالية) إذا كان 240 ملغ/دل أو أكثر.

الكوليسترول “LDL”:

  • مستوى مثالي إذا كان أقل من 100 ملغ/دل (ولكن يجب أن يكون الهدف العلاجي للأفراد المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية هو أقل من 70 ملغ/دل).
  • مستوى شبه مثالي إذا كان بين 100 و129 ملغ/دل.
  • الحد الأعلى للمستوى الطبيعي إذا كان بين 130 و159 ملغ/دل.
  • ارتفاع بسيط إذا كان بين 160 و189 ملغ/دل.
  • ارتفاع شديد إذا كان 190 ملغ/دل أو أعلى.

الكوليسترول “HDL”:

  • تعتبر النسبة منخفضة (تصبح أحد عوامل الخطورة) إذا كانت أقل من 40 ملغ/دل عند الرجال وأقل من 50 ملغ/دل عند النساء.
  • تعتبر النسبة جيدة إذا كانت بين 40 و59 ملغ/دل عند الرجال، وبين 50 و59 ملغ/دل عند النساء.
  • تعتبر النسبة جيدة جدًا (تساعد على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية) إذا كانت 160 ملغ/دل أو أعلى.

ما أعراض ارتفاع الكوليسترول في الدم

ليست هنالك أعراض لارتفاع الكوليسترول في الدم، ويتم اكتشاف قيم الكوليسترول المرتفعة فقط عن طريق إجراء فحص الدم، لذلك يعتبر عامل خطر خفيًا، يمكن أن يحدث من دون علمنا حتى فوات الوقت.

وننوه هنا إلى أن المستويات المنخفضة من الكوليسترول في الدم (Hypocholesterolemia)، أي عندما يكون الكوليسترول الكلي أقل من 120 ملغ/دل، ترتبط بالكآبة، والعصبية، وصعوبة اتخاذ القرار، وتغيرات في المزاج أو نمط النوم، والنزيف الدماغي الأولي الذي يحدث عادة عند كبار السن، كما يرتبط بزيادة مخاطر حدوث الولادة المبكرة عند النساء الحوامل أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة.

ما أسباب ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم

تشمل العوامل التي قد تؤدي لارتفاع الكوليسترول في الدم إلى مستويات غير صحية ما يلي:

  • العوامل الوراثية: هناك عوامل وراثية يمكن أن تمنع خلايا الجسم من التخلص بصورة فعالة من الكوليسترول الضار الزائد الموجود في الدم أو أن تجعل الكبد ينتج كميات فائضة من الكوليسترول، ولذلك يُعتقد أن مستويات الكوليسترول تورث من الآباء للأبناء.
  • النظام الغذائي السيئ: يؤدي تناول الكثير من الأطعمة الحاوية على الكوليسترول والدهون المشبعة أو المتحولة إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، وتوجد الدهون المشبعة في اللحوم الحمراء ومشتقات الحليب كاملة الدسم، أما الدهون المتحولة فغالبًا ما توجد في التسالي المعبأة أو الحلويات.
  • البدانة: خاصة إذا كان مؤشر كتلة الجسم ‏30 كغ/م2 أو أكثر.
  • قلة النشاط البدني: تساعد الحركة وممارسة التمارين الرياضية على تعزيز الكوليسترول “HDL” في الجسم.
  • التدخين: يؤدي تدخين السجائر إلى انخفاض مستوى الكوليسترول “HDL” في الجسم.
  • المشروبات الكحولية: يؤدي الإفراط في شرب الكحوليات إلى زيادة مستوى الكوليسترول الكلي.
  • العمر: ارتفاع الكوليسترول أكثر شيوعًا لدى الأشخاص فوق سن الـ40، إذ إنه مع التقدم في العمر، يصبح الكبد أقل قدرة على التخلص من الكوليسترول “LDL”.

ما مضاعفات ارتفاع الكوليسترول في الدم

يمكن أن يسبب ارتفاع الكوليسترول في الدم تراكمًا خطيرًا للكوليسترول والرواسب الأخرى على جدران الشرايين (تصلب الشرايين)، ما يؤدي إلى تضيّقها وقلة تدفق الدم عبرها، وهذا يسبب مضاعفات مثل:

  • آلام الصدر: إذا حدث التضيّق في بعض الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب فقد يحدث ألم في الصدر (الذبحة الصدرية).
  • النوبة القلبية: إذا تمزقت اللويحات المترسبة على جدار الشريان التاجي يمكن أن تتشكّل جلطة دموية في موقع تمزق اللويحة وتسد الشريان
  • وتمنع تدفق الدم فيه إلى جزء من عضلة القلب، ما يؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية.
    السكتة الدماغية: على غرار النوبة القلبية، تحدث السكتة الدماغية عندما تمنع الجلطة الدموية تدفق الدم إلى جزء من الدماغ.

ما عوامل الخطورة التي تزيد احتمال حدوث مضاعفات ارتفاع كوليسترول الدم

هنالك بعض العوامل التي تزيد من خطر حدوث مضاعفات ارتفاع كوليسترول الدم، وتشمل:

  • التقدم بالسن: كلما تقدم السن تصبح الأوعية الدموية أكثر عرضة للتلف وحدوث التضيّقات.
  • الجنس: الذكور الشباب أكثر إصابة بأمراض القلب والأوعية من النساء الشابات، ولكن تتساوى النساء بعد سن اليأس مع الرجال.
  • التاريخ العائلي: إذا كان أحد الوالدين أو أحد الأشقاء قد عانى مرضًا قلبيًا قبل بلوغه الـ50 من العمر، فإن المستويات المرتفعة من الكوليسترول ترفع احتمال الإصابة بمرض قلبي وعائي.
  • التدخين: تدخين السجائر يؤذي جدران الأوعية الدموية فتصبح أكثر قابلية لتجمع الترسبات الدهنية في داخلها.
  • ضغط الدم المرتفع: ضغط الدم المرتفع على جدران الشرايين يتلف الشرايين، الأمر الذي من الممكن أن يسرع عملية تراكم الترسبات الدهنية في داخلها.
  • الداء السكري: مع أن السكري غير المضبوط يزيد خطورة الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، فإنه حتى مع انضباط نسبة السكر تبقى احتمالات الخطورة موجودة.

ما علاج ارتفاع كوليسترول الدم

يشمل العلاج محورين:

  1. تغيير نمط الحياة: ويتضمن القيام بنشاط بدني بشكل دائم (المشي 30– 60 دقيقة يوميًا) والمحافظة على تغذية صحية ومتوازنة.
  2. العلاج الدوائي: مثل الستاتينات (Statins) التي تعوق إفراز المادة اللازمة لإنتاج الكوليسترول في الكبد، أو مثبطات امتصاص الكوليسترول في الأمعاء الدقيقة كالإيزتيميب (Ezetimibe)، ويمكن الدمج بين إيزتيميب وستاتين.

وإذا كانت مستويات الشحوم الثلاثية مرتفعة أيضًا فقد يكون علاج الكوليسترول هو الفيبرات Fibrates)) أو نياسين Niacin)) ويمكن الدمج بين نياسين وستاتين.

ما سبل الوقاية من ارتفاع كوليسترول الدم ومضاعفاته

  • نظام غذائي صحي: التركيز على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة واللحوم البيضاء وزيت الزيتون، والحد من كمية الدهون الحيوانية، واللحم الأحمر (الهبرة)، والوجبات السريعة، والسمن، والزبدة، وصفار البيض، والكبدة، والجبن الدسم، والجمبري والصدفيات والكابوريا.
  • وزن مثالي: التخلص من الوزن الزائد.
  • الإقلاع عن التدخين والكحوليات.
  • ممارسة التمارين الرياضية أو المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا على الأقل معظم أيام الأسبوع.

مقالات متعلقة

  1. الكوليسترول.. متى يجب أن نقيسه ولماذا
  2. ما الذي نعرفه عن دواء أتورفاستاتين
  3. ما الذي نعرفه عن دواء روزوفاستاتين
  4. أزمات قلبية وسكتات دماغية.. احذروا ارتفاع الشحوم الثلاثية

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية