أخطار صحية كثيرة.. التعرض للحر الشديد

  • 2022/07/24
  • 10:49 ص
أخطار صحية كثيرة.. التعرض للحر الشديد

Image Source: Canva

د. أكرم خولاني

ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير في بعض أيام فصل الصيف، ولكن عند حدوث موجات حر شديد أكثر من المعتاد، فإنها قد تؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية، فقد تتعرض الأطعمة للفساد، سواء المحضرة في المنزل أو بالمطاعم أو الأغذية التي يتم نقلها وتوصيلها، كما أن التعرض المفرط للحر الشديد يؤدي إلى آثار صحية سلبية على الجسم، خاصة عند الأطفال الصغار والمسنين.

كيف يؤثر الحر الشديد على جسم الإنسان؟

عند ارتفاع درجة حرارة الجو في الظل إلى 32 درجة مئوية أو أكثر يعتبر الجو حارًا، ويتفاعل الجسم مع ذلك بفقدان الشهية للطعام، لأنه لم يعد بحاجة إلى سعرات حرارية كثيرة، وبضخ كميات أكبر من الدم إلى سطح الجلد، وذلك حتى يتم طرد حرارة الجسم الداخلية إلى السطح، وهو ما يؤدي إلى حدوث التعرق، ومع تبخر ذلك العرق، تبدأ حرارة الجسم بالانخفاض مرة أخرى.

ولرطوبة الجو دور مهم في تحديد كمية التعرق التي يفرزها الجسم، فإذا ما كانت معدلات الرطوبة مرتفعة في الجو، تكون قدرة الجسم على التعرق ضعيفة، وهو ما يجعل الشخص يشعر بالضجر والضيق، أما إذا ما كان الجو حارًا وجافًا فيمكن للتعرق أن يكون عاملًا مساعدًا على تخفيض حرارة الجسم.

إلا أن التعرض المباشر لحرارة الشمس المرتفعة لفترة طويلة، أو البقاء في جو مرتفع الحرارة لأكثر من 40 درجة مئوية مع رطوبة عالية، قد يؤدي إلى فشل آلية تنظيم الحرارة في الجسم، فيتوقف تدفق الدم إلى الجلد، وهذا يؤدي إلى الشعور بالبرودة وإلى عدم إفراز العرق الذي يبرد الجسم، وبالتالي ارتفاع درجة حرارة الجسم بسرعة، والإصابة بـ”ضربة الشمس”.

إذا ارتفعت درجة حرارة الجسم لتصل إلى 39- 40 درجة مئوية، فإن الدماغ يقوم بإرسال إشارات إلى العضلات حتى تبطئ من حركتها، وهو ما يجعل المرء يبدأ بالشعور بالإعياء، وعند ارتفاع درجة حرارة الجسم لتتراوح ما بين 40 و41 درجة مئوية، فإنه يصاب بالإعياء الحراري، وإذا ما ارتفعت الحرارة عن 41 درجة يبدأ ذلك الارتفاع في درجة الحرارة بالتأثير على العمليات الكيماوية داخل الجسم، وتبدأ الخلايا داخل الجسم بالتدهور، وهذا يؤدي إلى فشل في عمل الأجهزة الحيوية كالقلب والرئتين والكبد والكليتين والعضلات والدماغ، وقد تحدث الوفاة في حال عدم العلاج.

وننوه إلى أن “ضربة الشمس” تحدث نتيجة التعرض لحرارة الشمس، إلا أنه ليس بالضرورة التعرض لأشعة الشمس المباشرة لحدوث الإصابة، بل يمكن أن تحدث نتيجة العمل بظروف غير ملائمة من الحرارة والرطوبة، كالبقاء في مكان حار ومغلق وسيئ التهوية، أو العمل الشاق أو ممارسة التمارين الرياضية الشاقة في جو حار مثلًا.

ما أعراض الإصابة بـ”ضربة الشمس”؟

قد تتطور الأعراض خلال أيام، أو خلال ساعات، فيلاحَظ عند المصاب ارتفاع حاد بدرجة حرارة جسمه حتى 40 درجة مئوية أو أعلى، ويعاني من صداع، ودوار، وغثيان، وقيء، وزيادة سرعة التنفس، وتسارع ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى ثم انخفاضه في المراحل المتقدمة، وإعياء شديد، وهلوسة، وصعوبة الكلام أو فهم ما يقوله الآخرون، وأخيرًا إغماء وتضيّق حدقات العينين و تشنج العضلات، ويكون جلد المصاب حارًا وجافًا عند لمسه ومائلًا للاحمرار، وذلك في حالات كون “ضربة الشمس” ناجمة عن التعرض المباشر لأشعة الشمس، أما في “ضربة الشمس” الناجمة عن ممارسة التمارين الرياضية الشاقة في الجو الحار فقد يكون الجلد رطبًا.

وقد يحدث أن تبدأ الإصابة بسقوط مفاجئ مع فقدان للوعي وسرعة وعمق في التنفس، بالإضافة إلى بقية الأعراض المذكورة سابقًا، ويمكن أن تتلاشى هذه الأعراض ويعود الشخص إلى حالته الطبيعية قبل أن يُصاب بانتكاسة جديدة.

ما خطوات الإسعاف الأولي الواجب إجراؤها عند الإصابة بـ”ضربة الشمس”؟

تتوقف خطورة الإصابة ومضاعفاتها على سرعة إسعاف وعلاج المصاب، وتشمل خطوات الإسعاف الأولي:

  • إبعاد المصاب عن أشعة الشمس والجو الحار ووضعه في مكان مظلل أو مكيف، والانتباه إلى إبقائه مستلقيًا على ظهره مع رفع الرأس والكتفين قليلًا، بينما يقوم شخص آخر بطلب سيارة الإسعاف لنقل المصاب إلى المستشفى.
  • تبريد جسم المصاب من خلال إزالة الملابس غير الضرورية، واستخدام قطعة إسفنج أو كمادة ماء بارد لتبريد الرأس والأطراف وتحت الإبطين وبين الفخذين، كذلك لف الجسم بقطعة قماش مبللة بالماء البارد، أو صب الماء على الجسم، ويمكن تغطيس الطفل في حوض ماء بارد بدرجة حرارة 15 مئوية مع تجنب استخدام الثلج خشية أن يسبب تقلّص الأوعية الدموية ما يفاقم الحالة.
  • تعريض الجسم لمصدر هوائي أو مروحة حتى يتبخر الماء بسرعة ما يخفض من حرارة الجسم.
  • إذا كان المصاب واعيًا فيجب إعطاؤه ماء أو مشروبًا مثلجًا لشربه، مع ضرورة تجنب المشروبات الساخنة أو المنبهة.
  • يجب قياس درجة حرارة الجسم بشكل متكرر في أثناء الإسعاف، ويجب التوقف عن تبريد الجسم في حال هبطت حرارته إلى ما دون 38 مئوية.
  • يجب الاستمرار بتبريد جسم المصاب في أثناء نقله إلى المستشفى، وفيه يُعطى السوائل عن طريق الوريد، وقد يصف الطبيب الأدوية التي تقلل من الارتعاش (الارتجاف)، لأن عملية التبريد تسبب الارتعاش الذي يزيد حرارة الجسم ويجعل العلاجات المستخدمة أقل فعالية.

كيف يمكن الوقاية من تأثير الحر الشديد على الجسم؟

عند إحساس الشخص بأعراض تشير إلى احتمال الإصابة بـ”ضربة الشمس” عليه اتخاذ تدابير فورية، كالذهاب إلى مكان مكيف أو مظلل، ورش الجسم بالماء البارد، وشرب السوائل غير السكرية أو الحاوية على الكحول أو الكافيين، مع الانتباه إلى تجنب السوائل الشديدة البرودة، وبهذا يمكن منع تطور الحالة.

وبشكل عام، للوقاية من تأثير الحر الشديد على الجسم يُنصح بما يلي:

  • تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة ومتواصلة، والبقاء قدر الإمكان في الأماكن المظللة والجيدة التهوية.
  • الحرص على شرب السوائل بمختلف أنواعها في أيام الحر، ويفضّل المياه والعصائر الطازجة والمثلجات بأنواعها لتبريد الجسم.
  • تخفيف الملابس للأطفال عند الخروج للأماكن غير المكيفة، وتغطية الجسد في الأماكن الباردة حتى لا يتعرضوا لانخفاض مفاجئ لحرارة الجسم.
  • الانتباه إلى عدم ترك الطفل داخل السيارة لوحده حتى لا يتعرض للضرر الذي قد يؤدي إلى الوفاة نتيجة احتباس الهواء الساخن داخلها.
  • تجنب ممارسة الأنشطة الرياضية في الطقس الحار، وإنما ممارسة التمارين في الصباح الباكر أو في المساء، مع الحفاظ على شرب كمية كافية من السوائل (مياه أو أي مشروب آخر) قبل التمرين بساعتين، وشرب كمية قبل التمارين مباشرة وكذلك في أثناء التمرين يجب شرب كميات من المياه كل 20 دقيقة حتى إذا لم تشعر بالعطش.
  • ارتداء ملابس فضفاضة فاتحة اللون تعكس أشعة الشمس.
  • ارتداء القبعات العريضة الحواف التي تقلل من تأثير أشعة الشمس على الرأس.
  • استخدام واقٍ شمسي إن أمكن.

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية