موجة جديدة من النزوح تضرب دير الزور ولا طريق للعيد

  • 2016/01/03
  • 4:36 ص

شارع الوادي في مدينة دير الزور

سيرين عبد النور – دير الزور

“الموت أحسن من هالعيشة”، هكذا تصف أم حسين إحدى النازحات من حي “هرابش” حالها بعد خروجها مسرعة من الحي، بعد تقدم تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة دير الزور، في أواخر كانون الأول، والذي طال أحياء الصناعة والرصافة والطحطوح.

أسفرت عمليات التنظيم عن تشريد عشرات العوائل التي كانت تسكن في هذه الأحياء، بعد أن خرجوا مبتعدين عن القصف المتواصل عليها وخوفًا من سيطرة العناصر.

ثوبان مختلفان في اللون ترتديهما أم حسين لتدفع بهما برودة الجو، وتضع يدها على جبينها وهي تكمل كلامها “خرجنا حافين بما علينا من ثياب، يادوب لحقنا حالنا”، وتصف السيدة ما يجري بالمشهد المكرر لما حدث لها قبل عدة سنوات حين خرجت من بيتها في حي الجبيلة ولم تستطع بعدها العودة إليه.

ربما كانت أم حسن محظوظة أكثر من غيرها كونها استطاعت أن تلجأ إلى إحدى دور الإيواء في حي القصور، كما أنها وجدت من يعطيها بعض الثياب والمال، لكن كثيرات مايزلن يبحثن عن مكان يسترهن، بينما وٌزعّت عدد من العوائل المشردة على بعض البيوت والمساجد.

مثنى، أحد العاملين في جمعية الهلال الأحمر السورية يصف الأوضاع بالعسيرة “لدينا 7 دور إيواء في المناطق المحاصرة وجميعها وصلت إلى حالة الاستيعاب القصوى”.

ويرى الشاب أن “الجميع هنا عاجز عن استيعاب أي صدمة جديدة أو موجة نزوح بسب ظروف الحصار التي أرهقت الجميع وبسب زيادة أعداد النازحين وضعف الإمكانيات”.

أمنيات معلقة

“من وين يجي العيد وكل الطرقات مغلقة”، تقول نسرين، إحدى الطالبات الناجيات من قصف تنظيم الدولة لحي هرابش قبل أسبوعين، حين قتل 9 طالبات بعد استهداف التنظيم لمدرسة إعدادية في الحي، وتكمل حديثها عن أوضاع الحي “لم يبقَ الكثير من الأشجار لنعلق عليها الزينة وأجراس العيد”.

لا حديث في الأحياء المحاصرة عن أعياد الميلاد ورأس السنة، فالعم أبو وليد، أحد سكان حي القصور، يصف ما يجري بـ “الإبادة”، ويضيف “2015 كانت سنة من الموت والجوع والحصار”.

يجهد الرجل الستيني ليخفي دموعه، ويشير إلى المارة من أهالي الحي “وبعدين؟ الناس هلكت”.

الأسعار “نار”

على بعد أمتار من بيت “أبو وليد” تصطف عدد من محلات الحي التي أغلق أغلبها لغياب البضائع، ويجهد أغلب أهالي هذه الأحياء في البحث عن رغيف خبز، بعد أن عزّت عليهم بقية المواد التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير فقد وصل سعر كيلو الزعتر إلى 6000 ليرة سورية وليتر الزيت إلى 3000 ليرة.

ويصف صاحب أحد المحلات (رفض نشر اسمه) هذا الوضع بقوله “أعوام خراب وشؤم”؛ ويضيف معلقًا “لا يعرف الرجل معنى كلمة عام جديد … احنا هون قام نعد أيام ومابي شي قام يتغير، إلا الأسعار كل شي يرتفع، النفط والغاز والخبز وحتى الحطب وصل سعر الكيلو إلى 250ليرة”.

وفيما يشكل قصف تنظيم “الدولة الإسلامية” للأحياء المحاصرة تهديدًا مستمرًا على رقاب الأهالي الذين باتوا يرون الموت في كل خطوة، تعلّق إحدى بنات دير الزور على قدوم العام الجديد “ربما سيبدأ عندما أعود إلى بقايا جدار بيتي وأكمل نزع الأوراق من تلك الروزنامة المنسية”.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع