هيثم بكار – الغوطة الشرقية
“لأن المرأة هي نصف المجتمع واللبنة الأساسية في نهوض المجتمعات”، بدأت منظمة “اليوم التالي” بالتعاون مع “مركز شام” الحقوقي، حملة لتمكين المرأة في الغوطة الشرقية، ونُظمت الجلسة الثالثة منها، الاثنين 28 كانون الأول، في مكتب “مركز شام” الذي يهدف بفرعه النسائي إلى تدريب وتطوير النساء.
وتهدف الحملة إلى تفعيل دور النساء في المجتمع وإشراكهم في العمل المؤسساتي، وسط نقص الكوادر البشرية المؤهلة للعمل في المؤسسات الفاعلة في ظل سوء الوضع الأمني داخل مدن وبلدات الريف الدمشقي، وفقًا لمسؤول التواصل في منظمة “اليوم التالي”، محمد الثائر.
عنب بلدي التقت الثائر وقال إن فكرة إطلاق الحملة جاءت “بسبب حاجة القطاع المؤساتي لكوادر نسائية مؤهلة للنهوض بالمجتمع، في ظل غياب دورها الفاعل في الوقت الحالي”.
وأخذت المنظمة على عاتقها العمل على تطوير مهارات النساء وحثهم على أخذ دورهم الفاعل في كافة مجالات الحياة من خلال العمل على مهارات تطوير الذات واكتساب الخبرات اللازمة، وفقًا للثائر، الذي لفت إلى أن الحملة تهدف أيضًا إلى “طرح المشاكل التي تعترض تفعيل دور المرأة وإيجاد الحلول المناسبة لتتمكن من الاستفادة والإفادة في المجتمع”.
الحملة تستهدف ثلاث فئات نسائية
ونظم القائمون على العمل استبيانًا وجلسات مصغرة مع مسؤولات و مديرات المراكز النسائية الفاعلة في الغوطة الشرقية، بعد وضع قائمة فيها، إضافة إلى تدارس وانتقاء المواضيع التي تهم المرأة، وإمكانية إيجاد حلول للمشاكل التي تعترضها.
وأقر العمل ضمن ثلاث ندوات في تمكين المرأة، بحسب الثائر، الذي أضاف “سنستهدف ثلاث فئات وهي فئة الطالبات والناشطات إضافة إلى ربات المنازل”.
الندوات تضمنت طرحًا لأسئلة عدة، من بينها المعوقات التي تقف في وجه المرأة، وكيف أثرت الحرب والحصار عليها، “حتى تتمكن منظمة اليوم التالي من دعم الحلول من خلال تنفيذ مشاريع تدريب وتطوير مهارات أو حرف”، وفقًا للثائر.
الحملة لاقت “صدىً إيجابيًا”
وعن دور “مركز شام” الحقوقي في الحملة، تحدثت مديرة المكتب النسائي في المركز، بيان ريحان، وقالت “استضفنا منظمة اليوم التالي في مركزنا ونسقنا في توجيه الدعوات وفقًا للمواضيع التي طرحت في الندوات”.
ولاقت الحملة “صدىً إيجابيًا” بين المجموعات النسائية في الغوطة الشرقية التي حضرت الندوات، وفقًا لريحان، التي أشارت في حديثها لعنب بلدي إلى أن أغلب النساء الحاضرات طلبن طرح حملات ومواضيع جديدة مستقبلًا، معتبرةً أن الحملة “موفقة مقارنة مع الظروف التي تعيشها مدن وبلدات الغوطة الشرقية في الوقت الراهن”.
عنب بلدي التقت وفاء، وهي مدربة وناشطة في الحملة، وقالت إن “الشيء الجميل” فيها، هو أنها تطرقت إلى مواضيع لم تطرح من قبل، مشيرةً “تنظم عادة دورات تأهيل بغض النظر عن الشريحة المستهدفة أما في هذه الحملة فقد فرقت المنظمة بين الفئات، وهذا مهم لأن لأن كل فئة لديها عقلية مختلفة”.
وقاربت الحملة بين الفئات، وفقًا لوفاء، التي أشارت إلى أن كل فئة تعرفت على هموم ومشاكل الفئات الأخرى، وتناقشت في الحلول، مردفةً “لاحظت أن الكثير من ربات المنازل يتعلمون، وهذا دليل على محاولة كسر الهوة بينهم وبين طبقة المثقفات”.
أم عبيدة، ربة منزل تحدثت عن الفائدة التي حققتها من الحملة واعتبرتها “إضاءة لنافذة من الأمل نحو توسيع آفاقنا كنساء كي نستطيع أن نتغير ونغير ونكون فاعلين في هذا المجتمع رغم كل الظروف الصعبة التي نعيشها من قتل وحصار في الغوطة”.
وأضافت أم عبيدة لعنب بلدي أنها أخذت على عاتقها موضوع تطوير الذات وزيادة الثقافة، إضافة إلى تعلم كل ما هو مفيد لتربية أطفالها تربية صالحة وإنشاء جيل متعلم مثقف وخلوق يستطيع بناء سوريا المستقبل.
تأسست منظمة اليوم التالي مطلع عام 2012 بهدف المساهمة في “إنجاح” المرحلة الانتقالية ما بعد الأسد، ويقودها مجلس إدارة من الناشطين والأكاديميين السوريين المتطوعين.
وتعمل المنظمة على تنفيذ استراتيجية وطنية شاملة لجميع التراب السوري، مركزةً معظم جهودها على تنظيم حملات ذات طابع مدني داخل الأراضي السورية المحررة وإحداها الغوطة الشرقية.