أسماء رشدي
في مرحلة ما من حياة طفلك، من المرجح أن يتعرض للمضايقات والسخرية من قبل زملائه في المدرسة، أو سيتحول إلى شخص يمارس هذه المضايقات ويسخر من زملائه، أو ربما الاثنان معًا.
من المهم أن يعرف الأطفال ما الذي يجب عليهم القيام به إذا وجدوا أنفسهم يتعرضون لمثل هذه المعاملة السيئة، وأن يتعرف الآباء على دورهم تجاه أطفالهم عندما يضايقون أطفالًا آخرين، أو يتعرضون هم أنفسهم لمثل هذه المضايقات.
كيف يتعامل الأهل مع ما يتعرض له أبناؤهم؟
أخبر طفلك أنه من الطبيعي ومن المسموح له الحديث عن المضايقات والإزعاجات التي قد يسببها له بعض زملاء المدرسة، فمعظم الأطفال لا بد أن يمروا بمثل هذه الأمور في حياتهم بمرحلة ما. وهنا يأتي دور الاستماع إلى الطفل وعدم تجاهل شكواه.
صدق الطفل ولا تستهزئ به، فإن ذلك سينعكس سلبًا عليه ويجعله أكثر انطواء على ذاته.
قد يشعر طفلك بالخزي والعار من المضايقة، سواء كان الضحية أو الجاني، فمن الصعب على الطفل تحمل مثل هذه المشاعر، لذلك فهو بحاجة لمساعدتك للتعبير ومواجهة مثل هذه المشاعر. علّمه أن المدرسين موجودون لمساعدته في حال تعرضه للمضايقات، ووجّهه بتفادي المكوث حيث يكون الأطفال مثيرو المشاكل.
علّم طفلك وشجعه على مواجهة الطفل الذي يزعجه، والنظر في عينيه، وإخباره بالتوقف عن تصرفاته، وذلك من خلال لعب الأدوار في البيت حتى يشعر الطفل بالثقة بنفسه وبقدرته على القيام بذلك.
في حال استمرار المضايقات بين الأطفال، قد يكون من المفيد للطفل الضحية ترك المكان ومغادرته، والعمل على إشغال نفسه بالتفكير مثلًا بعدّ خطواته، وذلك لمساعدته في السيطرة على مشاعره.
من الضروري أن يدرك الطفل أنه ليس سبب المشكلة، وأن الطفل الآخر الذى يضايقه يريده أن يشعر بالانزعاج، وإذا لم ينجح في هذا فإنه سوف يتوقف عن هذه المضايقات.
أما في حال كان الطفل هو الذي يضايق الآخرين، فعلى الوالدين بذل قصارى جهدهم لفهم القصة كاملة وتتبعها بالعودة إلى جذورها. فهو قد يرى مثلًا أن الطفل الذى يضايقه ضعيف من الناحية النفسية أو الجسمانية ولذلك فإن مضايقة الآخرين ستشعره أنه قوى. وأحيانًا قد يتصرف الطفل بطريقة سيئة مع زملائه لأنه يرى أن تلك هي طريقة التعامل في المنزل، وأن أفراد العائلة يعبرون عن غضبهم بالصراخ والسباب.
علم طفلك كيف يعتذر من الطفل الضحية، أخبره أن ذلك عمل شجاع ومقدر، واقرأ له كتبًا عن الناس الذين يختلفون عنه وشجعه على تقبل اختلافهم.