جمان الحسن – بيروت
يعمل الشاب السوري تامر تركماني على توثيق وتكريم شهداء سوريا، من خلال لوحة ضخمة ستعرض في عددٍ من الدول الأوروبية.
وتضم اللوحة صور شهداء وأسماءهم ومعلومات عنهم، مصنفة حسب تاريخ الاستشهاد، وتميز الصور ألوانًا تدل على الطريقة التي قضى فيها الشهيد، إضافة إلى 5 آلاف صورة من ملف “سيزر” المسربة، والتي قضى أصحابها تحت التعذيب في سجون النظام.
قد يصل طول اللوحة إلى 2500 متر بارتفاع 150 سنتيمترًا، أما بالنسبة لمصادر التوثيق فيقول تركماني لعنب بلدي، إنه اعتمد على تنسيقيات المدن والقرى السورية، وبشكل أساسي أهالي الشهداء وأصدقائهم “ترسل كل صورة شهيد مع اسمه وتاريخ استشهاده ومعلومات أخرى أحتاجها في عملي”، ويضيف أنه تواصل مع منظمات حقوقية لتسهيل عمله دون تجاوب حتى الآن.
ستعرض اللوحة في تركيا ضمن معرض يُحضّر لإنشائه في وقت قريب، وقد حصل المشروع على تراخيص نظامية للعمل بعد تأسيس شركة رسمية للطباعة بشكل قانوني.
ولم يحدد تامر تاريخ العرض بدقة، ويتابع “سأحاول أن يكون العرض في ذكرى الثورة، ولكن همة الناس هي من تحدد ذلك، فيوميًا أستقبل صورًا للشهداء بشكل كثيف، وأظن أن العدد سيكون ضخمًا”.
وحول الدعم الذي تلقاه تامر يقول “سابقًا كان الدعم من بعض الأصدقاء والشبكة السورية لحقوق الإنسان، أما حاليًا فهو عن طريق رجل أعمال سعودي مساند للثورة، وتكفّل بجميع المصاريف اللازمة للطباعة والنقل والعرض وتأسيس الشركة وترخيصها”.
“بدأت الناس تيأس من هكذا أعمال، لكن برأيي سيكون لها تأثير كبير، فصورة طفل غريق أيقظت مشاعر الناس، فكيف بلوحة فيها آلاف الشهداء”، يضيف تامر “أظن أن عرض هذه اللوحة في عدة بلدان سيجلب تضامنًا مع اللاجئين السوريين في دول لجوئهم… أؤمن بشدة بعملي فأي عملٍ حقيقي وصادق وموثق يتضامن العالم معه”.
صنع تركماني لوحة تكريمية لشهداء سوريا قبل عام ونصف، احتوت حوالي 50 ألف صورة وعرضت في عدة مدن أوروبية وأمام البيت الأبيض في واشنطن، وحازت على تفاعلٍ واسعٍ في الأوساط السورية الثورية.