“منعطف خطر”.. هل يكشف “المقدم هشام” الحقيقة؟
في زحمة سوق الأعمال الدرامية المصممة على مقاس منصات العرض المأجورة، من حيث طول الحلقة، وعدد حلقات العمل ككل، وارتفاع منسوب الترفيه أو التسلية في العمل عن غيره، يبرز مؤخرًا مسلسل “منعطف خطر” الذي يُعرض عبر منصة “شاهد”.
العمل الذي يتكوّن من 15 حلقة، عُرض أقل من نصفها (حتى إعداد المادة)، يحمل للقائمين عليه تباشير نجاح واسع، رغم صعوبة إطلاق أحكام على عمل درامي لم يكمل عرض نصف حلقاته على الأقل، لكن عناصر عديدة مجتمعة في العمل، أثبتت جدوى شراكتها دراميًا في أعمال سابقة.
على صعيد الفكرة، العمل مقتبس من مسلسل الجريمة والدراما الدنماركي “Forbrydelsen“، الذي عُرضت مواسمه الثلاثة بين عامي 2007 و2012، وحظي بتقييم 8.4 على موقع “IMDB”، لتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية.
وكون العمل لاقى نجاحًا وقبولًا في نسخته الاسكندنافية، أعادت استوديوهات “فوكس” التلفزيونية الأمريكية إنتاجه ضمن ثلاثة مواسم عُرضت بين 2011 و2013، من تطوير فينا سود، وتحت اسم “The Killing”.
وتأتي النسخة المصرية التي تُعرض حاليًا نتيجة جهد مصري وسوري معًا، إذ يجسّد الممثل السوري باسل خياط دور البطولة الرئيس والأكثر جذبًا في العمل، بشخصية “المقدم هشام منتصر”، ضابط مصري، يتولى التحقيق في قضية مقتل شابة من “مؤثري” وسائل التواصل الاجتماعي.
يحمل العمل بصورته وأسلوبه الإخراجي لمسة مختلفة تبعده عن سياق المحلي وما درجت عليه العادة بصريًا، مع ميل واضح لتخفيف الإضاءة، والتعتيم أكثر، بما يمنح العمل المناخ النفسي المطلوب عند متابعة أحداث جريمة قتل، وُجدت بعدها الجثة في سيارة رجل متنفذ على أبواب الوصول إلى رئاسة نادٍ رياضي واسع الشعبية.
العمل غير متعجل، ولا ينشد الاستعراض، ولا يزال في طور فتح أبواب المواضيع الموازية للموضوع الرئيس، أو الجانب الأكثر جذبًا في الحكاية، فالمقدم الحازم، قوي الشخصية، خشن الصوت، يواجه أيضًا مشكلات عائلية، لا تمنحه طبيعة عمله الوقت الكافي للتعامل معها بأفضل الطرق.
“منعطف خطر” سبقته أعمال درامية أخرى قصيرة سجّلت حضورًا سوريًا في دور البطولة، مثل مسلسل “60 دقيقة”، لكن ما يميز نوعية الحضور السوري في الأعمال المشتركة، أنه غير مربوط باللهجة السورية، فالدراما المصرية لا تتعكز على العنصر السوري، بل تجرّده من هويته داخل الحكاية ليؤدي دورًا مصريًا بامتياز، بما يؤكد أن المهم في هذه الحالة الاسم الفني الذي يتحول بتتابع النجاحات وتصاعدها إلى علامة تجارية، وهو ما لا يُطبق في الأعمال المشتركة (سورية- لبنانية)، التي لا يغامر منتجوها بإبعاد الممثل السوري عن أدوار البطولة الرئيسة.
العمل حصد منذ حلقاته الأولى استحسانًا وقبولًا من الجمهور، رغم طرح منصات العرض العربية العديد من الأعمال بشكل متزامن، ما قد يخلق حالة من التشتت لدى المتلقي الذي يلجأ إلى مفاضلاته الخاصة، التي يمكن أن تقوم على القصة أو البطولة أو الإخراج، وحتى ترشيحات موثوقة، في حال عزّ اجتماع كل ما سبق في عمل واحد.
يشكّل “منعطف خطر” التعاون الثاني بين باسل خياط والمخرج السوري السدير مسعود، الذي أخرج سابقًا مسلسل “قيد مجهول”، وهي تجربة لفتت الانتباه إلى منظور إخراجي شاب لآلية المعالجة، وخلق التأثير.
اقرأ المزيد: مسلسل “قيد مجهول”.. البحث في اضطرابات النفس ضمن عالم مضطرب
ورغم أن العمل نسخة معرّبة عن آخر دنماركي، فإن المعالجة الدرامية منحته مسحة تهجين أزالت الحاجز بينه وبين الشارع، فما يجري في “منعطف خطر” ليس قابلًا فقط للحدوث، بل إن حدوثه لن يكون مفاجئًا، باعتبار أن التعطش للسلطة والنفوذ، أو لمزيد منها، وامتطاء ظهور البسطاء والفقراء في سبيل ذلك، والقتل والجريمة، والتزاوج بين أنواع السلطة، والاستسهال، والاستهانة بالأرواح، عناصر درامية ومواضيع لم تهبط على المسلسل من السماء.
تولى المعالجة الدرامية عن العمل الأصلي محمد المصري وأحمد جودة، وهو من إخراج السدير مسعود، وإنتاج “كايزما بيكتشرز”، التي حصلت على حقوق إعادة إنتاج العمل الأصلي من “دكتور سيلز” (DR Sales).
وإلى جانب باسل خياط، يؤدي بطولة العمل كل من ريهام بعد الغفور، وباسم سمرة، وتامر نبيل، وآدم الشرقاوي، ومحمد علاء.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :