زادت حدة التوترات الأمنية والعسكرية التي تشهدها خطوط التماس المشتركة بين مناطق سيطرة النظام السوري وحلفائه، وما يقابلها من مناطق سيطرة فصائل المعارضة شمالي سوريا، خلال الأسبوع الماضي.
وأعلن كلا الطرفين عن استهداف مواقع وعناصر في صفوف الطرف الآخر، على خطوط التماس التي تشمل أرياف إدلب وجزءًا من ريف حلب الغربي وسهل الغاب، شمال غربي حماة.
الفصائل تكثّف القصف
واستهدفت “سرايا القنص الحراري” في “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في عدة مناطق شمالي سوريا، ثلاثة عناصر من قوات النظام السوري على محور قرية كفر حلب بريف حلب الغربي اليوم، الاثنين 18 من تموز.
وأعلنت “الهيئة” استهداف قوات النظام على محور بلدة حير دركل بريف حلب الغربي بقذائف من نوع “AGS-17” والرشاشات الثقيلة.
وأعلن فصيل “أنصار التوحيد” في الشمال السوري، الأحد 17 من تموز، استهداف تجمع لقوات النظام بقرية الدار الكبيرة جنوبي إدلب، بالقذائف والصواريخ، وتحقيق إصابات مباشرة.
لحظة إستهداف أنص ار التوح يد تجمع لعصابات الأسد والروس داخل قرية الدار الكبيرة بريف إدلب الجنوبي وتحقيق إصابات مباشرة ولله الحمد pic.twitter.com/wz71kImoKG
— المرصد أبو أمين 80 (@Najdat567) July 17, 2022
وفي 16 من تموز الحالي، أشار القائد العام لـ”تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني“، إلى وجود عمليات “تحرير مناطق قريبًا”، دون الحديث عن عملية عسكرية أو معركة، وذلك خلال لقائه أعضاء حكومة “الإنقاذ” المظلة السياسية لـ”الهيئة”.
وفي 14 من الشهر نفسه، أعلنت غرفة عمليات “الفتح المبين” التي تدير العمليات العسكرية في عدة مناطق شمالي سوريا، صد محاولة تسلل لبعض عناصر قوات النظام شمال شرقي إدلب، وقتل وإصابة عدد منهم.
ونشرت شبكات محلية ومراصد عسكرية عاملة في المنطقة، معلومات عن مقتل عناصر من قوات النظام على محور بلدة معارة النعسان شمال شرقي إدلب بعد محاولتهم التسلل إلى إحدى النقاط المتقدمة، واستهدافهم بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة.
ولم يعلن الإعلام الرسمي للنظام السوري مقتل عناصر له في ريف إدلب، في حين نعت عدة صفحات موالية عسكريَّين برتبة ملازم أول هما فادي خضور وغيث حيدر، بريف حلب الغربي.
استهداف شبه يومي من النظام
من جانبها، كثّفت قوات النظام وحلفاؤها استهدافها مدنًا وبلدات شمال غربي سوريا منذ بداية تموز الحالي، واستهدفت القوات المتمركزة في الحواجز المحيطة بخطوط التماس، اليوم، قرية الهباطة بريف حلب الغربي بصواريخ من نوع “الفيل”.
واستهدفت قوات النظام، الأحد 17 من تموز، بقذائف المدفعية حرش قرية بينين، ومحيط قرية الفطيرة بريف إدلب الجنوبي، ونشر “الدفاع المدني السوري” تسجيلًا مصوّرًا حول قصف مدفعي لقوات النظام وروسيا استهدف أطراف مدن وبلدات بريف إدلب الجنوبي، وهي كنصفرة والفطيرة وبينين، وقريتي كفر تعال وتديل بريف حلب الغربي، دون تسجيل إصابات.
وفي 16 من تموز الحالي، تعرضت بلدة البارة بريف إدلب الجنوبي لقصف مدفعي من قبل قوات النظام وروسيا، وفق ما نشره “الدفاع المدني”، دون الحديث عن تسجيل أي إصابات، وسبق القصف بيوم، استهداف قريتي آفس ومعارة عليا شرقي إدلب بقذائف الهاون، وتفقدت فرق “الدفاع المدني” الأماكن المستهدفة، وتأكدت من عدم وقوع إصابات بين صفوف المدنيين.
وتزامنت عمليات القصف والاستهداف مع تحليق طائرات الاستطلاع في المنطقة.
وعادت الطائرات الروسية للتصعيد منذ مطلع تموز الحالي، إذ استهدفت، في 6 من تموز الحالي، مواقع مختلفة بريف إدلب الجنوبي بعد هدوء استمر لأشهر على الصعيد الميداني دون معلومات عن أضرار.
وفي 12 من تموز الحالي، استهدفت طائرات روسية بغارات جوية محيط قرى بلشون ومرعيان جنوبي إدلب بالتزامن مع قصف مدفعي من قبل قوات النظام وروسيا يستهدف محيط قرى مجدليا وبينين والفطيرة في المنطقة نفسها.
وتخضع محافظة إدلب لاتفاق “موسكو”، الذي جاء عقب محادثات بين روسيا وتركيا، ونص على وقف إطلاق النار في إدلب على خط التماس الذي أُنشئ وفقًا لمناطق “خفض التصعيد”، وإنشاء ممر آمن بطول ستة كيلومترات إلى الشمال والجنوب من طريق “M4” في سوريا.
وبحسب الاتفاق الموقّع في آذار 2020، يتم العمل على توفير حماية شاملة لكل السوريين وإعادة النازحين، وتسيير دوريات تركية وروسية، على امتداد طريق حلب- اللاذقية (M4) بين منطقتي ترنبة غرب سراقب وعين الحور بريف إدلب الغربي.
–