فاز الكاتب السوري المغيرة الهويدي بجائزة “غسان كنفاني للرواية العربية” بنسختها الأولى، وذلك عن روايته “قماش أسود”.
وأعلنت لجنة الجائزة عن الفائز، مساء الأحد 17 من تموز، عبر فعالية نظمتها وزارة الثقافة الفلسطينية في الذكرى الـ50 لوفاة الأديب غسان كنفاني، بقصر “الثقافة” في مدينة رام الله.
وفي كلمة لها خلال حفل الإعلان عن الجائزة قالت رئيسة اللجنة، رزان إبراهيم، إن “الرواية رصدت وجع السوريين وعذاباتهم في منطقة الرقة من خلال حبكة روائية متقنة تمكنت وباقتدار من تسليط الضوء على معاناة المرأة في أماكن النزاع المسلح”.
وأضافت، “يُحسب للرواية تركيزها على مناحٍ إنسانية متنوعة تراوحت بين القلق النفسي الناجم عن التشرد والخوف من القتل والاعتقال، وبين مشاعر الحب والتعاطف والتفاهم التي شهدناها بين ضحايا تواطأت عليهم ظروف الحرب القاسية التي لا ترحم”.
واختتمت وصفها للرواية قائلة، “عبرت الرواية بلغة أدبية بديعة وأساليب حوارية شائقة تأخذنا في نهاية المطاف نحو نهاية مشحونة تشبه جرحًا سوريًا لم ينقضب بعد”.
من جانبه، قال الهويدي في تسجيل مصوّر عُرض خلال الحفل، إن “هذه الجائزة فرصة رائعة للتذكير بالرواية العربية ودورها الوظيفي بالتعبير عن واقع الإنسان، إنسان هذه المنطقة وهمومه ومشكلاته ورؤاه إلى العالم”.
كما منحت وزارة الثقافة الكاتب والروائي السوري حيدر حيدر درع جائزة “غسان كنفاني”، تقديرًا لأعماله الأدبية.
ووفق وزارة الثقافة، فقد تقدم 150 عملًا روائيًا للجائزة من مختلف الدول العربية، ثم فرزت اللجنة المختصة فرزًا أوليًا أسفر عن اختيار 50 رواية انطبقت عليها شروط الجائزة.
ولاحقًا اُختصر العدد إلى 18 رواية بعد قراءة وانتقاء من أعضاء لجنة التحكيم قبل إعلان القائمة القصيرة التي ضمت أربع روايات فقط.
وأطلقت وزارة الثقافة الفلسطينية رسميًا، في كانون الثاني الماضي، “جائزة غسان كنفاني للرواية العربية”، ووصفتها بأنها “واحدة من أرفع الجوائز التي تمنحها فلسطين” قياسًا على اسم صاحبها وقيمة أعماله.
الأديب غسان كنفاني
ولد غسان كنفاني في عكا عام 1936، وعاش كثيرًا من سنوات عمره القصير موزعًا حضوره على دمشق وبيروت والقاهرة، وموزعًا جهده بين العمل السياسي والأدبي، والحب كتجربة خالدة سطّرتها رسائله إلى الكاتبة السورية غادة السمان، التي أبصر بعضها النور ضمن كتاب “رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان”.
ومن أبرز مؤلفاته، “القميص المسروق”، وهي مجموعة قصصية طرح غسان عبرها مجموعة من القيم والمفاهيم، وفصّلها لا باعتبارها قيمًا ثورية فقط، بل أخلاقية ضرورية لنجاح كل ثورة، ولا بد منها من أجل حياة مطمئنة.
ومن أبرز أعمال غسان كنفاني أيضًا، “عالم ليس لنا”، و”موت سرير رقم 12″، و”رجال في الشمس”، و”ما تبقى لكم”، و”أرض البرتقال الحزين”، ورواية “العاشق”، وهي رواية ناقصة، لم تكتمل، إذ في عام 1972، اغتال “الموساد” الإسرائيلي غسان كنفاني في شارع الحازمية بالعاصمة اللبنانية، ليرحل تاركًا خلفه حضورًا لم تمحُه 50 عامًا من الغياب.
–