بعد البحيرات.. جفاف مياه الآبار العشوائية ينذر بكارثة زراعية في درعا

  • 2022/07/17
  • 10:11 ص

آثار الجفاف على الأراضي الزراعية بريف درعا الغربي في 15 من تموز 2022 (عنب بلدي/ حليم محمد)

عنب بلدي- حليم محمد

يعاني سكان ريف درعا الغربي منذ أشهر، حالة قلق وتخوف إثر جفاف مصادر مياه ري أراضيهم المتمثلة بالمياه الفائضة عن حاجة الشرب بالنسبة للينابيع، ومياه الآبار العشوائية التي تحولت إلى مصدر رئيس لمياه الري خلال السنوات العشر الماضية.

ولا تولي حكومة النظام السوري قضية تأمين مياه السقاية أو الشرب في محافظة درعا أي اهتمام، رغم توسع الجفاف الذي ينال من الآبار والينابيع، ووصوله إلى مستويات مهددة لفقدان المياه.

الجفاف قد ينهي “خضار” الريف

يضرب علي (35 عامًا) كفًا بكف بعد عجزه عن سقاية محصول الرمان، وميلان أوراق النبات للاصفرار، وذلك بعد أن جفت البئر التي كان يعتمد عليها في سقاية محصوله، على مساحة نحو 15 دونمًا، منذ ما يقارب عشر سنوات، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

وأضاف علي، وهو من سكان بلدة تل شهاب، أن العام الحالي شهد المرة الأولى التي تجف فيها البئر بشكل كامل، إذ كان منسوبها يتراجع تدريجيًا خلال الأعوام الماضية، موضحًا أن قلة مياه السقاية تركت آثارها على محصول الرمان لديه، إذ من المفترض أن يرويه مرة كل 20 يومًا تقريبًا بدءًا من مطلع أيار.

حسين (28 عامًا) مزارع من قرية زيزون، قال لعنب بلدي، إن جفاف الآبار بالمنطقة دفعه لإهمال سقاية ما يقارب 20 دونمًا، والإبقاء على عشرة دونمات فقط، قد لا يتمكن من سقايتها بالكامل كما يجب.

وأضاف حسين أنه منذ مطلع تموز الحالي والأخبار تتوارد عن جفاف آبار جديدة كل يوم، ما ينذر بكارثة على الغطاء الأخضر أقصى الريف الغربي، معتبرًا أن سبب جفاف الآبار العشوائية يعود لكثرتها دون مراعاة الشروط الفنية لإنشائها.

إنذارات سابقة بالجفاف

بحسب ما رصدته عنب بلدي، بدأ مزارعو درعا يتخوفون على مصير مياه الآبار بعد جفاف بحيرة “المزيريب” في صيف 2017، ولكنها عادت في شتاء 2018، ورغم أن المزارعين لم يعودوا يعتمدون عليها في السقاية، فإن البحيرة لم تعد مطلقًا في شتاء العام الحالي.

كما امتد الجفاف في العام الحالي ليشمل بحيرة “العجمي” و”عيون العبد” وبحيرة “زيزون” و”عيون البجة” في نوى، وتراجع منسوب “عيون الساخنة” لمستويات تنذر بقرب جفافها، وهي المصدر الرئيس لمياه الشرب في بلدة تل شهاب.

مدير الموارد المائية بدرعا، منير العودة، أرجع في حديث إلى الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، في تموز 2020، أسباب جفاف بحيرة “المزيريب” إلى وجود أكثر من 100 بئر في الحرَم المائي للبحيرة.

وقدّر العودة عدد الآبار المخالفة في محافظة درعا بحوالي أربعة آلاف بئر، أسهمت في جفاف 13 نبعًا بالمحافظة، في حين قدّر مزارعون قابلتهم عنب بلدي وجود أكثر من عشرة آلاف بئر عشوائية في المنطقة.

الجفاف يهدد مياه الشرب أيضًا

لم يقتصر أثر جفاف الينابيع والآبار “المنذر بالخطر” في ريف درعا الغربي على الزراعة فقط، إنما طال مياه الشرب أيضًا، فبعد جفاف الينابيع منذ مطلع حزيران الماضي، اتجه عدد من السكان لاستخدام مياه الآبار رغم مخاطرها الصحية، في ظل غلاء تكاليف الحصول على مياه الشرب من الصهاريج.

اقرأ أيضًا: جفاف ينابيع في ريف درعا الغربي يهدد السكان بالعطش

وفي آب 2021، حذرت منظمات إغاثة دولية من أن ملايين الأشخاص في سوريا والعراق معرضون لخطر فقدان الوصول إلى المياه والكهرباء والغذاء، وسط ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات المياه بشكل قياسي، بسبب قلة هطول الأمطار والجفاف.

وبحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس” عن المنظمات، فإن الدولتين بحاجة إلى تحرك سريع لمكافحة النقص الحاد في المياه، كما سيؤدي الجفاف أيضًا إلى تعطيل إمدادات الكهرباء، إذ يؤثر انخفاض مستويات المياه على السدود، ما يؤثر بدوره على البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المرافق الصحية.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية