وصف القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، الجهود الأمريكية للحد من الهجمات التركية على مناطق سيطرة قواته بـ”الإيجابية لكن غير كافية للحد من هذه الهجمات”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أجراه عبدي، الجمعة 15 من تموز، في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا حول العملية العسكرية المرتقبة على الحدود، إذ صرّح أن التهديدات ضد مدن منبج وتل رفعت وكوباني بدأت منذ 23 من أيار الماضي ولا تزال مستمرة، وأن تركيا و”مرتزقتها”، بحسب وصفه، يستعدون، وسيهاجمون شمال شرقي سوريا عندما تسنح لهم الفرصة.
وقال إنه خلال الشهرين الماضيين، كانت لدى “قسد” لقاءات مكثفة مع الحلفاء مثل أمريكا وروسيا بهدف وضع حد لهذه الهجمات، “وهناك مواقف من جانب التحالف الدولي لكنها لا ترقى لوقف هجمات الاحتلال التركي على المنطقة”، حسب تعبيره.
ورحّب عبدي بالجهود الروسية التي اعتبرها “مهمة لإيقاف التصعيد”، إضافة إلى تعزيز النظام السوري قواته الموجودة على حدود المناطق المهددة في كوباني/عين العرب وتل رفعت، موضحًا أن التعزيز مستمر على منبج بالتنسيق مع روسيا.
ووفق القائد العام، هناك تحشيدات للقوات التركية على خط التماس مع “قسد” وتحضيرات لـ”غزو جديد”، مشيرًا إلى أن تركيا لم تلتزم باتفاقية تشرين الأول من عام 2019، قائلًا، “يتذرع الأتراك بخرق قواتنا اتفاقات عام 2019 لإطلاق عمليتهم، إلا أن حقيقة الأمر هي أنها تستهدف التجربة الديمقراطية في شمالي وشرقي سوريا عامة، والوجود الكردي بشكل خاص، وتقسيم سوريا واحتلال شمالها، وإغلاق الطريق أمام الحل السياسي للأزمة السورية”.
وأكد أن “قسد” “تلتزم ببنود اتفاقية عام 2019، ومنها تراجع القوات عن الحدود السورية مع تركيا مسافة 30 كيلومترًا، وفتح الطريق أمام قوات الحكومة السورية للتمركز في المناطق الحدودية، بالإضافة إلى استمرار تسيير الدوريات الروسيةـ التركية في تلك المناطق.
وأضاف، “لا نرغب بالحرب، ونسعى للحفاظ على خفض التصعيد، ومحاولاتنا مستمرة في هذا المنحى”.
وحول القمة الثلاثية المرتقبة مع ضامني مسار “أستانة”، روسيا وتركيا وإيران، في 19 من تموز الحالي، أبدى عبدي تفاؤلًا بأن الأطراف الأخرى لن تسمح للقوات التركية بتنفيذ هجماتها على مناطق “قسد”.
وفي حديثه، أثار عبدي قضية محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في مناطقه، وذكر أن من الصعب على قواته “المحاربة على جبهتين ضد (داعش) وضد تركيا”، مشيرًا إلى أنه، بحسب معلومات استخباراتية، هناك استعدادات للتنظيم للهجوم على مخيم “الهول”.
وكان الطرف الأمريكي، الداعم لـ”قسد” في سياق التحالف الدولي، أبدى، في 13 من تموز الحالي، رفضه للعملية التركية، إذ صرحت نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشرق الأوسط، دانا سترول، عن معارضة بلدها للعملية العسكرية التركية المرتقبة على شمالي سوريا.
وقالت خلال ندوة نظمها معهد “الشرق الأوسط”، “إننا نعارض بشدة أي عملية تركية في شمالي سوريا، وقد أبلغنا تركيا بهذا بوضوح، لأن تنظيم (داعش) سيستفيد من تلك الحملة، ناهيك عن التأثير الإنساني”.
وأضافت، “أي هجوم تركي على شمال شرقي سوريا، يعرض القوات الأمريكية في المنطقة للخطر، ويلفت أنظار (قوات سوريا الديمقراطية) عن مواجهة (داعش) التي هي هدفنا الرئيس”.
وكانت “الإدارة الذاتية” المظلة السياسية لـ”قسد” أعلنت، في 6 من تموز الحالي، حالة الطوارئ في مناطق نفوذها، بسبب “التهديدات” التي تتعرض لها المنطقة من قبل تركيا.
ونص البيان الذي نُشر في الموقع الرسمي لـ”الإدارة الذاتية“، على إعلان حالة الطوارئ وإعداد خطط الطوارئ في المنطقة من قبل جميع الجهات التابعة لها المدنية منها والعسكرية، إضافة إلى وضع “جميع الإمكانيات لحماية الشعب من هجوم عدواني على مناطق شمال شرقي سوريا”.
–