فيلم “النفق”.. قصة قصيرة لثلاثة لاجئين يسابقون الموت
يركض ثلاثة لاجئين في سباق حياتهم من بلدة كاليه شمالي فرنسا إلى دوفر جنوبي بريطانيا، عبر نفق “المانش” الذي يربط فرنسا بالمملكة المتحدة تحت الماء، في محاولة للتغلب على سرعة القطارات، والتغلب على رعبهم من أجل الوصول إلى الحرية التي يريدونها، وبدء حياة جديدة في المملكة المتحدة.
ينجح الفيلم القصير “النفق“، خلال 16 دقيقة، في التقاط المخاطر الدرامية والنفسية المخيفة للاجئين يحاولون العبور نحو بريطانيا بشكل غير قانوني، ومدى استعداد ثلاثة رجال لتهديد حياتهم بخوف متزايد مع اقتراب القطار في النفق من أجل البحث عن حياة أفضل.
أحداث الفيلم، الذي أخرجه أراش أشتياني، مبنية من عدة روايات حقيقية، واستطاع المخرج أن يصوّر قصة واحدة من ملايين قصص الأشخاص الذين يسعون إلى حقوقهم الإنسانية وسط ظروف شديدة الصعوبة، ومع ذلك، تقف قصة الفيلم لوحدها أمام الجمهور كي تقرّب المشاهد من خطورة رحلة اللجوء.
يصف أشتياني القصص التي سمعها في أثناء التحضير لهذا الفيلم بأنها “مركبة” من التحديات الجسدية والعاطفية، وخلال الفيلم، يتم التقاط هذا الشعور ببراعة من خلال تصوير النفق نفسه، والهدوء المخيف لمحطة القطار.
وتكون هذه التحديات العاطفية واضحة أكثر بالنسبة للجمهور في أثناء تصوير مشاهد الجري والحركة داخل النفق، الذي يبدو كمساحة سوداء لا نهائية، ولا يُسمع فيه سوى صوت الخطوات السريعة للرجال الثلاثة مع نفَسهم المتصاعد والمنهك والخائف من اقتراب القطار.
وبسبب المدة الزمنية القصيرة للفيلم، لم يكن بإمكان الجمهور العيش مع شخصياته، والارتباط معها أكثر عبر عرض خلفية كل شخصية لوحدها، والظروف التي أوصلتها إلى داخل هذا النفق، وبإمكان صنّاع الأفلام تطوير مثل هذه الأفكار لإعداد أفلام روائية طويلة تحكي قصص ومعاناة اللاجئين في أثناء رحلة لجوئهم إلى أوروبا بحرفية عالية، رغم صعوبة إيجاد المنتجين المهتمين بدعم هذه القضايا وتصديرها في الأعمال السينمائية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :