قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إنه لم يتحدث أحد مع الطرف الأردني حول أي حلف بمعنى “الناتو”، وإن الملك الأردني، عبد الله الثاني، سُئِل عن إمكانيات التعامل مع شيء شبيه لـ”الناتو” في المنطقة، وليس كامتداد للحلف القائم بين دول الأطلسي الآن.
جاء ذلك خلال مقابلة أجراها الصفدي مع قناة “الشرق” للأخبار، الخميس 14 من تموز، تطرق خلالها إلى عدّة ملفات، ومنها ملف حلف “ناتو شرق أوسطي”، إذ أكد أن المنطقة العربية تحتاج إلى “آليات تعاون مؤسساتية جديدة تساعد في مواجهة تحدياتنا”، وأن “أي طرح وأي جهد يسهم في تعزيز العمل العربي المشترك بما يخدم المصالح العربية المشتركة شيء ندعمه وشيء دائمًا دعونا إليه”.
وأشار الوزير إلى أن سياق التعاون لا يشمل فقط التحديات الأمنية، بل أيضًا الأمن الغذائي والمائي، والتحديات الاقتصادية، وتحديات إيجاد فرص العمل للشباب في المنطقة، معتبرًا أن “كل هذه التحديات إذا ما تعاملنا معها بشكل جماعي، وإذا ما عززنا التكامل بيننا، نكون أكثر قدرة على مواجهتها وتحقيق ما نسعى له جميعًا، وهو الأفضل لشعوبنا وللأمن والاستقرار والرخاء والإنجاز في منطقتنا”، حسب قوله.
وكان الملك الأردني أثار قضية حلف شرق أوسطي، في 24 من حزيران الماضي، إذ أبدى رغبته برؤية المزيد من بلدان المنطقة تدخل في هذا المزيج، وأن بلاده ستكون من أوائل الدول التي تؤيد إنشاء “حلف شمال أطلسي” في الشرق الأوسط.
علاقة صحية مع إيران
وحول التخوفات الأردنية من زيادة النفوذ الإيراني في المنطقة، صرّح الصفدي أن بلاده وكل الدول العربية تؤكد أنها تريد علاقات “صحية” مع إيران قائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعلاقات حسن الجوار، والحوار هو السبيل الأفضل لمعالجة أي توترات موجودة.
ولفت إلى أن في المنطقة “ما يكفيها من الأزمات، ولا نحتاج إلى المزيد من التوتر، ولا بد من معالجة حقيقية لأسباب التوتر حتى نصل إلى العلاقات الصحية التي نريدها جميعًا مع إيران”.
وسبق أن أبدى الأردن تخوفه من أن تملأ إيران و”وكلاؤها” الفراغ الذي ستتركه روسيا في الجنوب السوري، وما قد ينتج عنه من تصعيد لمشكلات محتملة على حدودها، وفق ما قاله الملك الأردني في أيار الماضي.
واعتبر الصفدي أنه فيما يتعلق بالوضع في سوريا، فثمة حال “غير صحية” على الحدود، وأن هناك عمليات تهريب “ممنهجة” للمخدرات، مؤكدًا أهمية الحاجة إلى وجود مقاربات تثبّت الأمن والاستقرار في الجنوب السوري، قائلًا، “نحن نقوم بما يجب أن نقوم به، وهو حماية مصالحنا وحماية حدودنا، وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية تقوم بهذا الدور، ونحن سياسيًا نتواصل مع الجميع من أجل حل أي إشكاليات”.
وشدد على أن استقرار الجنوب السوري هو مصلحة وطنية أردنية، وأن الأردن يتعامل مع كل أسباب عدم الاستقرار في الجنوب والتي تنعكس عليه.
إنهاء الأزمة في سوريا أولوية للأردن
وفي رده على سؤال عما إذا كان ملف سوريا سيحضر في القمة التي ستستضيفها السعودية بحضور الرئيس الأمريكي، جو بايدن، السبت المقبل، يرى الصفدي أنه “سيتحدث القادة بما يرونه مناسبًا، ولكن هذه أزمات قائمة في المنطقة لا بد من حلول لها”، حسب قوله.
وأشار إلى أن “الأزمة السورية كارثة يجب أن تنتهي”، مؤكدًا أن موقف بلاده الدائم هو ضرورة التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة وفق قرار مجلس الأمن “2254”، وبما يحمي وحدة سوريا وتماسكها، ويخلصها من الإرهاب ويحفظ سيادتها ويهيئ أيضًا الظروف التي تسمح بالعودة الطبيعية للاجئين السوريين.
وأضاف أن إنهاء “المعاناة” في سوريا هو هدف سياسي وأولوية بالنسبة للأردن، داعيًا المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم للاجئين السوريين في الأردن.
–