منظمة حقوقية تطالب بفرض عقوبات أمريكية على “أبو عمشة”
دعا “المركز السوري للعدالة والمساءلة” صانعي السياسات الدوليين إلى متابعة العقوبات المستهدفة كوسيلة للحد من جهات فاعلة محددة ضالعة في النزاع السوري، في محاولة لمواصلة استهداف منتهكي حقوق الإنسان.
وبموجب تقرير نشره المركز الحقوقي، الخميس 14 من تموز، تعمّق فريق التوثيق التابع للمركز في أنماط معيّنة من الانتهاكات من أجل تحديد مصادر معيّنة للنشاط الإجرامي، وظهر أحد هذه الأنماط فيما يتعلق بالانتهاكات التي ارتكبتها الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا في عفرين شمالي سوريا، وتحديدًا تلك التي ارتكبها عناصر فصيل “فرقة السلطان سليمان شاه” المعروف باسم “العمشات” في شيخ الحديد.
واستدعت الطبيعة الممنهجة لهذه الانتهاكات في التقرير إلقاء نظرة فاحصة على أثر الجرائم التي خلّفها قائد الفصيل محمد الجاسم (أبو عمشة)، التابع لـ”الجيش الوطني السوري”.
وبحسب التقرير، فإن “أبو عمشة” وفصيله يتحمّلان مسؤولية التهجير القسري للسكان الكرد في عفرين، إلى جانب مصادرة ممتلكاتهم الخاصة.
اقرأ أيضًا: هل يقع “أبو عمشة” في مصيدة المحاكم الأوروبية
وعرضت تحقيقات المصادر المفتوحة، التي أجراها فريق التحقيق التابع لـ”المركز السوري”، إلى أي مدى سمحت هذه الممارسات لـ”أبو عمشة” بمتابعة المساعي الاقتصادية التي “تولد إيرادات تزيد على 30 مليون دولار أمريكي سنويًا”.
وأوصى المركز خلال التقرير مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الولايات المتحدة (OFAC) بمعاقبة “أبو عمشة” بسبب ضلوعه في الأمر والإشراف على انتهاكات حقوق الإنسان.
مصادر تمويل الفصيل
من الركائز الأساسية لتوليد ثروة “أبو عمشة”، بموجب التقرير، تجارة زيت الزيتون المنهوب، للاستفادة من وفرة أشجار الزيتون في منطقة شمالي حلب، حيث يجمع “أبو عمشة” حوالي “ثمانية دولارات عن كل شجرة من مالكي الأراضي، غير المنتسبين إلى (قوات سوريا الديمقراطية)، بالإضافة إلى أخذ 15% من محصولهم”.
ويُطلب من الأفراد الذين يُزعم أنهم ينتمون إلى “قسد” تسليم كل محصولهم إلى الفصيل، وفي إحدى المناطق، “تم دفع إتاوة بقيمة 250 دولارًا أمريكيًا لكل معصرة زيت زيتون من أصحاب المعاصر، بينما تم في مناطق أخرى أخذ ما يزيد على نصف الأرباح من أصحاب المعاصر”، وفق التقرير.
تموّل هذه الرسوم عمليات “فرقة السلطان سليمان شاه”، وتُثري شخصيًا “أبو عمشة” وأتباعه، وجمع الفصيل غرامات قدرها 15 مليون دولار خلال الأعوام الثلاثة الأولى من سيطرته على المنطقة. على هذا النحو، يعتبر الزيتون في عفرين حافزًا ومكافأة على سلب ملكية السكان الأكراد في المنطقة، بحسب التقرير.
وفي أواخر حزيران الماضي، عرض تحقيق لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” الحقوقية اليوم، المصادر المالية المختلفة التي يعتمد عليها فصيل “السلطان سليمان شاه” في تمويل نفسه، بمنطقة عفرين.
وسلّطت المنظمة الضوء على الأساليب والأشخاص الذين يعتمد عليهم “أبو عمشة”، وطرق الكسب المالي غير المشروعة، وإحكام قبضته العسكرية خاصة في منطقة شيخ الحديد بمدينة عفرين.
وقالت المنظمة، إن حجم الدخل السنوي الذي يحققه “أبو عمشة” يصل إلى أكثر من 30 مليون دولار أمريكي سنويًا، من خلال عدة طرق غير شرعية لكسبها، أبرزها أشقاؤه الخمسة من خلال تفويضهم بإدارة مشاريعه واستثماراته في سوريا وتركيا وليبيا، بعد تسليمهم مناصب كبيرة في الفصيل.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :