“الإدارة الذاتية” ترفع سعر “محروقات النقل”.. أصحاب الشركات يوقفون الرحلات
ألغى جبران (45 عامًا)، وهو صاحب شركة لنقل الركاب بين الرقة ومدن سورية أخرى، رحلات كان من المفترض أن تتوجه إلى العاصمة السورية دمشق منذ مطلع تموز الحالي، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات التي لم تتناسب مع تعرفة النقل.
وقال جبران لعنب بلدي، إنه اضطر لإلغاء هذه الرحلات وإعادة النقود للركاب بعد أن أخبره مسؤولون في “مكتب النقل” بـ”الإدارة الذاتية”، أن “المكتب” رفع سعر ليتر المازوت المخصص لحافلات النقل (البولمان).
وشهد كراج انطلاق الحافلات في مدينة الرقة، الذي يقع في أحياء المدينة الجنوبية، توقفًا شبه تام لحركة النقل تجاه المدن السورية الأخرى، بعد أن رفعت “الإدارة الذاتية” سعر المحروقات المخصصة للنقل.
ولم يطل إيقاف الرحلات التي تنظمها شركات النقل، إذ رفعت بعض الشركات سعر تذاكر الركاب بمعدل الضعف، وأبلغت زبائنها بأنها مجبرة على رفع التسعيرة لكي لا تلغي السفر بشكل نهائي كما فعلت شركات أخرى.
وتتراوح تسعيرة نقل الراكب الواحد بين مدينة الرقة والعاصمة دمشق بين 20 ألفًا و25 ألف ليرة سورية قبل رفع سعر المازوت من قبل “الإدارة”، وتختلف من شركة نقل إلى أخرى تبعًا لحداثة آلية النقل (الباص) والخدمات المقدمة للركاب خلال الرحلة.
ويخصص “مكتب النقل” في “إدارة المحروقات العامة” بـ”الإدارة الذاتية” كمية من المازوت للحافلات المرخّصة لديه، وتختلف الكمية من منطقة لأخرى، كما تتوزع على أساس مسافة الرحلات، وتصرف المخصصات في محطات الوقود التابعة لـ”الإدارة” أو المتعاقدة معها.
وكان سعر ليتر المازوت الذي يباع من خلال تصاريح النقل المعروفة باسم “رخص السير” لأصحاب الحافلات بـ410 ليرات سورية لليتر الواحد، لكن “مكتب النقل” أبلغ أصحاب شركات النقل أن التسعيرة أصبحت 1500 ليرة سورية لليتر الواحد.
الخيارات مضاعفة التكلفة
أرسل محمد (40 عامًا) زوجته وأمه المريضة إلى مدينة دمشق مُجبرًا على دفع مبلغ 100 ألف ليرة سورية للراكب الواحد لأصحاب سيارات الأجرة الذين ينقلون الركاب بين محافظات الرقة ودمشق.
قال محمد لعنب بلدي، إنه كان مجبرًا على دفع هذا المبلغ، بعد أن وصل إلى كراج الانطلاق، وعلم من مدير مكتب شركة النقل التي سبق وحجز تذاكره منها أن الشركة ألغت رحلاتها بشكل نهائي إلى حين إعادة سعر المازوت إلى التسعيرة القديمة.
وقال أحد العاملين في “مديرية المحروقات” بالرقة، لعنب بلدي، إن قرار رفع تسعيرة مازوت الباصات ليس قرارًا خاصًا بالرقة وحدها، إنما شمل كامل مناطق شمالي وشرقي سوريا دون إعلان رسمي.
وأشار الموظف في “المديرية”، الذي تحفظ على اسمه كونه لا يملك تصريحًا بالحديث لوسائل الإعلام، إلى أن “الإدارة الذاتية” تدرس تقسيم المازوت الذي يباع في مناطقها لعدة شرائح.
وتراعي هذه الشرائح احتياجات السكان الأساسية في الزراعة والتدفئة والمازوت الخدمي كما تحاول تأمينها بسعر معقول، بينما ترفع أسعار شرائح أخرى مثل مازوت “السير” ومازوت المنشآت الصناعية.
رفع غير رسمي لأسعار المحروقات
خلال جولة أجراها مراسل عنب بلدي على عدة محطات للوقود بمدينة القامشلي في وقت سابق، لوحظ أن زيادة طرأت على أسعار المازوت، إذ لم تعد هناك شريحة مازوت تباع بـ85 ليرة سورية لليتر الواحد، وحل بدلًا منها شريحة تباع بـ410 ليرات سورية، وبنفس النوعية والجودة السابقة.
زيادة الأسعار هذه تسببت بازدحام أمام بعض محطات الوقود التي بقيت تبيع بالأسعار السابقة لفترة محدودة، لكن سرعان ما رفعت هذه المحطات أسعارها لاحقًا.
كما خفّضت “الإدارة الذاتية” كميات المازوت المخصص للتدفئة من 400 ليتر لكل عائلة إلى 300 ليتر لكامل فصل الشتاء المقبل، كما زادت سعر الليتر إلى 180 ليرة سورية بعد أن كان يباع بـ85 ليرة سورية.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في الرقة حسام العمر
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :