نجح فريق “لانجون هيلث” بجامعة نيويورك في زرع قلبين لخنازير معدلين وراثيًا في البشر المتوفين مؤخرًا في الشهر الحالي والماضي، ما يمثل أحدث تقدم نحو معالجة نقص الأعضاء وتطوير بروتوكول سريري من شأنه أن يوفر إمدادات بديلة من الأعضاء للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب المهددة للحياة.
تأتي التجارب التي أعلن عنها معهد “لانجون” لزراعة الأعضاء بجامعة نيويورك، في 12 من تموز الحالي، بعد محاولة تاريخية، باءت بالفشل في وقت سابق من هذا العام، لاستخدام قلب خنزير لإنقاذ رجل يحتضر من ولاية ماريلاند في الولايات المتحدة.
أُجريت العمليات الجراحية، الخميس 16 من حزيران الماضي، والأربعاء 6 من تموز الحالي، في جامعة “نيويورك لانجون”، وقاد الدكتور، نادر معظمي، المدير الجراحي لزراعة القلب في معهد “لانجون”، الإجراءات الاستقصائية باستخدام قلوب حُصل عليها من منشأة على بعد مئات الأميال وزُرعت في متبرعين متوفين مؤخرًا، بحسب ما ترجمته عنب بلدي عن المعهد.
قال الدكتور معظمي، “تعلمنا الكثير من الأولى أن الثانية أفضل بكثير”، وأضاف، “أنت تقف هناك في رهبة” عندما يبدأ قلب الخنزير بالخفقان في جسم الإنسان،
واستخدم الباحثون، طرقًا جديدة خاصة للتحقق من وجود أي فيروسات حيوانية مقلقة قبل خياطة القلب في صدر كل متوفى، وهم: محارب قديم في فيتنام من ولاية بنسلفانيا، لديه تاريخ طويل من أمراض القلب، وامرأة من نيويورك كانت قد استفادت من عملية زرع في وقت مبكر من حياتها.
وجاءت ثلاثة أيام من الاختبارات المكثفة أكثر مما يمكن أن يتحمله المرضى الأحياء، بما في ذلك الخزعات المتكررة من العضو، قبل أن يفصل الأطباء أجهزة دعم الحياة.
تدرس إدارة الغذاء والدواء بالفعل ما إذا كانت ستسمح لعدد صغير من الأمريكيين الذين يحتاجون إلى عضو جديد بالتطوع لإجراء دراسات صارمة إما لقلوب الخنازير أو الكلى.
تعد جامعة “نيويورك لانجون”، من بين ثلاثة مراكز لزراعة الأعضاء تخطط لإجراء تجارب، وسيُعقد اجتماع مع إدارة الغذاء والدواء في آب المقبل لمناقشة المتطلبات، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.
قال الدكتور ديفيد كلاسين من الشبكة المتحدة لمشاركة الأعضاء، التي تشرف على نظام زراعة الأعضاء في الولايات المتحدة، إن إجراء الاختبارات على المتوفى يمكن أن يساعد في ضبط كيفية تصميم التجارب الأولى في الأحياء، وأوضح أنها “بمثابة نوع مهم من نقطة الانطلاق”.
أعرب صديق قديم لأحد المتوفين، عن ابتهاجه من التجربة، في حديث للصحفيين، في 12 من تموز الحالي، قائلًا إن صديقه، الذي عانى من أمراض القلب معظم حياته، “سيكون سعيدًا جدًا لمعرفة مقدار مساهمته في هذا البحث التي ستساعد أشخاصًا مثله”، في المستقبل.
جُرّبت عمليات زرع الأعضاء من حيوان إلى إنسان، على مدى عقود دون جدوى، إذ تهاجم أجهزة المناعة البشرية على الفور تقريبًا الأنسجة الغريبة.
وتُعدل الخنازير الآن وراثيًا، بحيث تكون أعضائها أكثر شبهًا بالبشر، ما يزيد الأمل في أنها قد تساعد يومًا ما في سد النقص في الأعضاء المتبرع بها.
يوجد أكثر من 100 ألف شخص على قائمة الانتظار الوطنية لعملية الزرع، معظمهم من مرضى الكلى، ويموت الآلاف كل عام قبل أن يحين دورهم.
كانت المحاولة الأكثر طموحًا حتى الآن في كانون الثاني الماضي، عندما زرع الأطباء في المركز الطبي بجامعة “ماريلاند” قلب خنزير، لرجل يحتضر يبلغ من العمر 57 عامًا.
نجا المريض، ديفيد بينيت، لمدة شهرين، وهو دليل على أن زرع الأعضاء الخارجية كان ممكنًا على الأقل، لكن الاختبار الأولي لم يخف أن العضو كان يؤوي فيروسًا حيوانيًا.
ولا يزال غير معروف ما إذا كان الفيروس، سببًا في فشل قلب بينيت الجديد، حسب ما أفاد باحثو “ماريلاند”، مؤخرًا في مجلة “نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين“.
يعتبر استمرار التجارب الدقيقة على المتوفى أمر بالغ الأهمية لاكتشاف أفضل الطرق في بيئة تكون فيها حياة الشخص غير معرضة للخطر، وفقًا لجراح زراعة الكلى، الدكتور روبرت مونتغمري، من جامعة “نيويورك لانجون”، الذي تلقى عملية زرع قلب.
لم تشر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إلى متى ستقرر ما إذا كانت ستسمح بمثل هذه الدراسات، في اجتماع عام استمر ليومين مؤخرًا، لكن المستشارون العلميون للإدارة، قالوا إن الوقت حان للمحاولة رغم قائمة طويلة من الأسئلة، تشمل أفضل السبل لتعديل الخنازير وراثيًا.
ليس من الواضح أي عضو يجب تجربته أولًا في تجربة إكلينيكية، ففي حالة فشل كلية الخنزير، يمكن للمريض دائمًا البقاء على قيد الحياة على غسيل الكلى، ومع ذلك، قال بعض مستشاري الإدارة، إن البدء بالقلب قد يكون أفضل.