“إعلان القدس”.. تعهد أمريكي- إسرائيلي لكبح “إيران النووية”

  • 2022/07/14
  • 6:36 م

وقع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، على تعهد مشترك، اليوم، الخميس 14 من تموز، بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، في إظهار للوحدة بين الحلفاء المنقسمين منذ فترة طويلة بشأن الدبلوماسية مع طهران.

جاء هذا التعهد، وهو جزء من “إعلان القدس” الذي يتوج زيارة بايدن الأولى لإسرائيل كرئيس، بعد يوم من تصريحه لـ”قناة 12″ الإسرائيلية، بأنه مستعد لاستخدام القوة ضد طهران كملاذ أخير، إذا لزم الأمر.

وصل بايدن، إلى إسرائيل، أمس الأربعاء، في أول رحلة له إلى الشرق الأوسط منذ توليه منصبه أوائل 2021، كمحطة ضمن رحلة شديدة الأهمية على المستويين الإقليمي والدولي، حيث تنصبّ الجهود فيها على إقناع الحلفاء الخليجيين بضخ المزيد من النفط، والتقريب بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، كما كان الملف النووي الإيراني حاضرًا على الطّاولة.

ويقضي بايدن، يومين في القدس لإجراء محادثات مع القادة الإسرائيليين، قبل الاجتماع بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الجمعة 15 من تموز الحالي، بالضفة الغربية المحتلة، وسيجري محادثات مع زعماء السعودية وحلفاء خليجيين آخرين في جدة بالمملكة العربية السعودية، السبت 16 من تموز.

في مؤتمر صحفي عقب توقيع الإعلان، قال بايدن، “لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”، وأوضح بايدن، أن الولايات المتحدة وضعت للقيادة الإيرانية طريقًا للعودة إلى الاتفاق النووي ولا تزال تنتظر ردًا، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.

تتناقض رغبة بايدن، في حل دبلوماسي مع لابيد، الذي قال إن إيران يجب أن تواجه تهديدًا حقيقيًا باستخدام القوة من أجل التخلي عن طموحها النووي.

وقال لابيد في المؤتمر الصحفي، “يجب أن يعلم النظام الإيراني أنه إذا استمر في خداع العالم فسوف يدفع ثمنًا باهظًا، مضيفًا، “الطريقة الوحيدة لمنعهم هي وضع تهديد عسكري ذي مصداقية على الطاولة”.

شكلت المحادثات الثنائية حجر الزاوية في زيارة استمرت 48 ساعة لبايدن، بهدف تعزيز العلاقات المتينة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وأصدر القادة بيانًا مشتركًا، أكدت الولايات المتحدة فيه، دعمها لتفوق إسرائيل العسكري الإقليمي وقدرتها على “الدفاع عن نفسها بنفسها”.

وأضاف البيان، أن الولايات المتحدة، تؤكد أن جزءًا لا يتجزأ من هذا التعهد هو الالتزام بعدم السماح لإيران أبدًا بامتلاك سلاح نووي، وأنها مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان هذه النتيجة.

وفي حديثه إلى جانب لابيد، وصف بايدن، منع “إيران النووية” بأنه “مصلحة أمنية حيوية لإسرائيل والولايات المتحدة، ولبقية العالم أيضًا”، حسب قوله.

وافقت إيران والقوى العالمية عام 2015 على الاتفاق النووي، الذي أدى إلى تقييد طهران بشكل كبير لصنع سلاحها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، لكن واشنطن انسحبت من الاتفاق عام 2018، في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي اعتبره غير كافٍ، ورحّبت إسرائيل بالانسحاب.

منذ ذلك الحين، انتهكت طهران، العديد من قيود الاتفاق على أنشطتها النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة النووية، إذ قامت بتخصيب نسبة كبيرة من اليورانيوم تصل إلى 60% نقاء، وهي خطوة فنية تسبق تصنيع الأسلحة النووية عند نسبة 90% من درجة النقاوة المطلوبة.

وتُحذر القوى الغربية من اقتراب إيران نحو صنع قنبلة نووية، في حين، تُصر إيران على أن برنامجها مخصص للأغراض السلمية، رغم أن خبراء الأمم المتحدة ووكالات المخابرات الغربية يقولون إن إيران كان لديها برنامج نووي عسكري مُنظم حتى 2003.

إسرائيل ليست طرفًا في المفاوضات النووية، لكن مخاوفها بشأن عدوها اللدود، والتهديدات المستمرة باتخاذ إجراء عسكري استباقي مع انسداد الطرق الدبلوماسية، تُبقي العواصم الغربية متيقظة.

إلى جانب تعزيز شعور الحلفاء بالردع والالتزام المتبادل، قد يقدم الاتفاق لبايدن، دفعة عندما يواصل طريقه إلى السعودية، فلدى الرياض مخاوفها الخاصة تجاه إيران، ويأمل بايدن استغلال ذلك في تقارب سعودي- إسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة، وفقًا لوكالة الأنباء “رويترز“.

بعد اجتماعه الفردي مع لابيد اليوم، قال بايدن للصحفيين إنه ناقش مدى أهمية “اندماج إسرائيل بالكامل في المنطقة”. بدوره، اعتبر لابيد أن رحلة بايدن إلى السعودية “مهمة للغاية لإسرائيل”.

شجبت “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس)، هذه الخطوات، وأصدر القيادي في “حماس” إسماعيل هنية، بيانًا دعا فيه إلى تشكيل “تحالف سياسي لحماية المنطقة من الهيمنة والتطبيع والاستيلاء على ثرواتها”.

في مقابلة تلفزيونية إسرائيلية، أمس الأربعاء، قال بايدن، إن الاتفاق يمثل أفضل فرصة لتعطيل محاولات إيران لتطوير قنبلة نووية، مضيفًا، “الشيء الوحيد الأسوأ من إيران الموجودة الآن هو وجود إيران بأسلحة نووية وإذا تمكنا من العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، فيمكننا تقييدها”.

قال مسؤول رفيع في إدارة بايدن، في وصفه للإعلان المشترك للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف، إن الاتفاقية ستتوسع في العلاقة الأمنية طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وردًا على سؤال حول ما إذا كان الإعلان يتعلق بشراء بعض الوقت مع إسرائيل بينما تواصل واشنطن المفاوضات مع إيران، قال المسؤول، “إذا أرادت إيران توقيع الاتفاق النووي الذي تم التفاوض عليه في فيينا، فقد أوضحنا أننا مستعدون للقيام بذلك”.

وأوضح المسؤول في السياق ذاته، أن الولايات المتحدة ستستمر في الضغط بعقوباتها، إن لم توقع طهران على الاتفاق، وستواصل زيادة عزلة إيران الدبلوماسية.

وقال المسؤول إن الاتفاق المشترك اليوم، سيتعهد بتقديم مساعدة عسكرية أمريكية مستمرة لإسرائيل وسيؤكد دعم “اتفاق إبراهيم” بشأن التطبيع، (أبراهام بالإنجليزية) والاتفاقات بين إسرائيل وعدد قليل من الدول العربية التي ساعدت إدارة ترامب في التوسط فيها.

يعتقد بعض المسؤولين الإسرائيليين والخليجيين أن تخفيف العقوبات بموجب الاتفاق النووي الإيراني، سيوفر لإيران، المزيد من الأموال لدعم القوات بالوكالة في لبنان وسوريا واليمن والعراق، كما أنهم متشككون بشأن ما إذا كانت إدارة بايدن ستفعل الكثير لمواجهة أنشطة إيران الإقليمية.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي