هدد زعيم “حزب الله اللبناني” حسن نصر الله، بأنه لن يتمكن أحد من استخراج الغاز والنفط في الحقول البحرية إذا مُنع لبنان من حقوقه في الاستخراج من مناطق قبالة سواحله.
ويخوض لبنان مفاوضات بوساطة أمريكية مع إسرائيل لترسيم حدود بحرية مشتركة من شأنها أن تساعد في تحديد موارد النفط والغاز التي تنتمي إلى أي من الجانبين.
وبدأت إسرائيل بالفعل العمل في حقل نفط “كاريش” من خلال سفينة تديرها شركة “إنرجيان” ومقرها لندن.
وقال نصر الله في خطاب متلفز عرض مساء الأربعاء، 13 من تموز، الذي يصادف الذكرى السنوية الـ16 لحرب تموز 2006، “إذا لم تعطونا الحقوق التي تطلبها دولتنا.. فيمكننا أن نقلب الطاولة على الجميع”، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز” للأنباء.
وأضاف “إذا كنتم تريدون الوصول إلى معادلة تمنع لبنان من الاستفادة من هذه الحقول، فلن يستطيع أحد أن يستخرج ويبيع غازًا ونفطًا”.
وفي إشارة إلى هجوم بثلاث طائرات مسيرة باتجاه سفينة”إنرجيان” اعترضتها إسرائيل في 2 من تموز الحالي، قال نصر الله إن الهجوم هو الأول من نوعه، والهدف منه تنبيه العاملين على متن السفينة بأنها “ليست منطقة آمنة”.
وألمح إلى مزيد من الهجمات، قائلًا إن الحزب قادر على نشر عدد كبير من الطائرات المسيرة “في آن واحد وزمان واحد وعلى هدف واحد”.
وكرر نصر الله تهديدًا كان أطلقه قبل حرب تموز 2006 عندما هدد بضرب “حيفا وما بعد حيفا”، إذ قال “كاريش وما بعد كاريش وما بعد بعد كاريش.. سجلوا هذه المعادلة الجديدة”.
ووفقًا لما قاله نصر الله، فإن لدى لبنان “فرصة ذهبية” في الشهرين المقبلين لتأمين حقوقه البحرية قبل أن تكمل إسرائيل العمل في كاريش، معتبرًا أن “حزب الله” هو “القوة الوحيدة” في لبنان، ويجب على المسؤولين اللبنانيين استخدام الحزب كوسيلة ضغط.
في 22 من حزيران الماضي، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، على ضرورة الإسراع في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
وكان وزير المال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ردّ في 9 من حزيران الماضي، على تصريحات لنصر الله هدد فيها بأن “حزب الله” سيمنع إسرائيل من استخراج الغاز من حقل “كاريش”.
وقال ليبرمان “لن يملي علينا أحد ما إذا كنا سنستخرج الغاز من مياهنا أم لا (..) نصر الله يواصل الاختباء، ومقاطع الفيديو الخاصة به من هناك لا تثير إعجاب أحد”.
مطلع تشرين الأول 2021، أوكل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لآموس هولشتاين الذي ينحدر من أصول يهودية، مهمة التوسط بين إسرائيل ولبنان بشأن النزاع حول الحدود البحرية واحتياطيات الغاز في البحر المتوسط، ليجري أول جولة محادثات بين بيروت وتل أبيب خلال الشهر نفسه.
وعقدت لبنان وإسرائيل عدة جولات مفاوضات، بين تشرين الأول وتشرين الثاني 2020، لترسيم الحدود البحرية بينهما، لكن الجولات توقفت بعد أسابيع بسبب الخلاف على المساحة موضع النقاش.