بدأ المستهلكون بتقليص استهلاك الشوكولاتة، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة في أوروبا والولايات المتحدة، وفقًا لبيانات جديدة، وتعليقات من المديرين التنفيذيين في أكبر شركات الشوكولاتة في العالم.
وبحسب تقرير نشرته وكالة “رويترز” اليوم، الأربعاء 13 من تموز، قالت شركة “هيرشي” (Hershey Co) المختصة في تصنيع الشوكولاتة، إن أحجام مبيعات التجزئة للشوكولاتة الأمريكية، بشكل عام، كانت “متقطعة” بنسبة 2 إلى 3%، خلال الشهرين الماضيين.
وقالت نائبة الرئيس لعلاقات المستثمرين في الشركة، ميليسا بول، لـ”رويترز”، “نتوقع خلال العام الحالي أن نشهد بعض التراجع في حجم المبيعات”، إذ أشارت “هيرشي” سابقًا إلى أنها تتوقع تراجعًا في الطلب، إلا أنه حتى مع الانخفاض الأخير في المبيعات، لم يخفض المستهلكون استهلاكهم كثيرًا، وفق بول.
وتضخمت مبيعات الشوكولاتة، لا سيما في الولايات المتحدة، جنبًا إلى جنب مع عمليات شراء العديد من المنتجات الاستهلاكية في المراحل اللاحقة من جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، مع دعم المتسوقين لمدفوعات التحفيز الحكومية، والتمسك بعادات “نمط الحياة المنزلية” مثل الشراء بكميات كبيرة.
لكن شركات الشوكولاتة تشهد الآن بعض التغيرات في سلوك المستهلك، على سبيل المثال، يختار المتسوقون قطع حلوى فردية للشراء، بدلًا من شرائهم عدة ألواح شوكولاتة بآن واحد.
ووفقًا لشركة لتحليل البيانات وأبحاث السوق “IRI”، مقرها في الولايات المتحدة، انخفض حجم منتجات الشوكولاتة المباعة في الولايات المتحدة بنسبة 1.5% مقارنة بالعام الماضي، وخلال 13 أسبوعًا قبل تاريخ 13 من حزيران الماضي، ارتفعت أسعار منتجات الشوكولاتة بنسبة 8.2%.
وقال أحد مديري شركة “IRI”، دانييل سادلر، “سنرى الشوكولاتة متأثرة بتقلّب الأسعار، ولن يمتنع المستهلكون عن شرائها لكن بكميات وأحجام أصغر، ولهذا نرى انخفاضًا في المبيعات”.
وأظهرت بيانات “IRI” أيضًا أن حجم مبيعات الشوكولاتة ذات العلامات التجارية الأمريكية أو “العلامة التجارية الخاصة”، وهي جزء ثانوي من السوق الإجمالي الأرخص من الشوكولاتة التي تحمل علامة تجارية، نما بنسبة 8% في الأشهر الستة الماضية.
ففي بريطانيا، وجد المستشارون في شركة “McKinsey”، أن 40% من البريطانيين يبتاعون منتجات أرخص في كل من الوجبات الخفيفة والحلويات في الأسابيع الأربعة إلى الستة المنتهية في منتصف شهر أيار الماضي.
تحتوي الشوكولاتة الأرخص ثمنًا على محتوى أقل من الكاكاو، ما يعني أنه حتى لو بقي حجم مبيعات صانعي الشوكولاتة على حاله في فترة الانكماش، فإن الطلب على الكاكاو سينخفض.
ويقول التجار والخبراء، إن “الغزو” الروسي لأوكرانيا قد أثر أيضًا على الطلب، حيث يمثّل البلدان معًا 5% من الطلب العالمي المعتاد على الكاكاو.
وانسحب بعض صانعي الشوكولاتة، بما في ذلك الشركات الكبرى “Lindt” (ليندت) و”Nestle” (نستلة)، أو خفضوا المبيعات في روسيا هذا العام، احتجاجًا على “الغزو”، لكن “ليندت” قالت إن تأثير تلك الخطوة على مواردها المالية سيكون ضئيلًا.
وتوقع صانعو الشوكولاتة في الأصل أن ينمو الطلب على الكاكاو بنحو 2.5% هذا العام، لكنهم يشهدون الآن نموًا بنسبة 1% فقط، يليه عدم نمو العام المقبل إذا استمر التضخم واستمرت الحرب الروسية على أوكرانيا، كما يقول التجار والخبراء.
وقالت المتحدثة باسم شركة “مونديليز” التي تصنع شوكولاتة “كادبوري” و”ميلكا”، تريسي نوي، إن الشركة “اتخذت قرارًا بتقليل وزن بعض المنتجات بشكل طفيف”، إذ أصبحت ألواح “Cadbury Dairy Milk” التي تباع في المملكة المتحدة الآن أصغر حجمًا.
وبحسب ما صرّح به الرئيس التنفيذي لشركة “مونديليز”، ديرك فان دي بوت، الشهر الماضي، فإن الشركة “تفعل كل ما في وسعها للاستعداد للمستهلك المحتمل الذي يتأثر بارتفاع الأسعار والركود الاقتصادي، بما في ذلك الاستثمار بالإعلانات”.
–