يغري عملاء “عديمو الضمير” نساء نيباليات للذهاب إلى مناطق النزاع ويعدونهم بفرص عمل جيدة، لكنهم يستغلونهم لساعات طويلة وبأجر زهيد، وفق تقريرٍ لصحيفة الغارديان نشر الجمعة 1 كانون الثاني.
وتعمل بعض النيباليات خدمًا في دمشق التي لايعرفون أنها في حالة حرب، كحال كايانو رشمي ماغار (25 عامًا)، وقالت للصحيفة إن “سوريا مثل أمريكا”، ولا تعرف عنها شيئًا.
كان من المفترض أن تعمل ماغار في دبي، بعد تهريبها عن طريق الهند ثم عمان وأخيرًا وصلت إلى الإمارات، وحاولت العودة إلى نيبال لكن الوكيل طلب منها إعادة مبلغ 6 آلاف دولار، لتجد نفسها تعمل في العاصمة دمشق.
يقول دبلوماسي نيبالي، للصحيفة إن “التجارة بالنساء من نيبال إلى سوريا مزدهرة ويوجد تدفق كبير من النساء إلى دمشق، والأعداد في ازدياد عن العام الماضي”، مؤكدًا “بلغ عدد النيباليات العاملات في سوريا العام الماضي 300 امرأة ويقدر العدد بين 500 لـ 600 هذا العام (2014)”.
أضاف الدبلوماسي أنه من السهل للوكالات في دمشق أن تحجز النساء وتخدعهن، فهم يقدمون طلبات للعمل في دبي ولا تعرف النيباليات أنهن ذاهبات إلى سوريا، مردفًا “يرسلونهم بالإضافة إلى سوريا، نحو العراق وبعض مناطق في إفريقيا”.
لايوجد سفارة لنيبال في سوريا أو العراق، لكن متحدثًا باسم السفارة النيبالية في باكستان قال إن 3 آلاف امرأة تعمل في كردستان والعراق، ولا يستطيع تحديد ما إذا ذهبوا بملء إرادتهم أم خدعوا.
قالت ماغار “قطعت عن العالم، كنت أعمل وأنام ولم أستطع التواصل مع أحد ولم أخرج من المنزل لـ 7 أشهر؛ عندما كنت أسأل العائلة في دمشق عن القصف، كانوا يقولون إن الجيش يتدرب. كنت خائفة ولم أعرف عن الحرب إلا حينما استطعت الاتصال بالإنترنت”.
استطاعت ماغار أن تتواصل مع عائلتها عبر فيسبوك، ثم السفارة النيبالية في مصر التي أنقذتها.
وبعد 17 شهرًا عادت ماغار خالية اليدين إلى نيبال، وأضافت “كان من المفترض أن يدفعوا لي 160 دولارًا في الشهر، ولكنهم دفعوا عن 6 أشهر فقط؛ عندما غادرت طلبت راتبي من العائلة، لكن الزوجة أخذت 20 دولارًا من جزدانها ورمتها، ثم بصقت في وجهي”.
وقالت نيشا بانيا، عضو الاتحاد العام لنقابات العمال النيباليين، إنها ساعدت ماغار على الهرب وإن الحكومة النيبالية يجب أن تعمل على مساعدة النساء اللاتي لا يستطعن التواصل مع أحد بسبب عدم وجود قنصلية في سوريا والعراق”.
بينما قالت دوربادا سابكوتا، موظفة رفيعة المستوى في وزارة الخارجية النيبالية، إن 25 عاملة نيبالية اتصلت بالوزارة لإنقاذها ولكن من الصعب تعقب مكان وجودهن لأنهن لم يسافروا عن طريق القنوات الرسمية.
وأضافت سابكوتا “عينت الحكومة النيبالية موظفًا سوريًا في سفارتها في مصر للتعامل مع قضايا النساء في مثل هذه الحالات؛ ونحن ننظر بالقضايا التي تطلب منا فيها العائلات بإنقاذ بناتها”.
–