بدأ زيارته من إسرائيل وينهيها في السعودية
بايدن في المنطقة بمواجهة ملفات التطبيع والنفط والنووي الإيراني
وصل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى إسرائيل اليوم، الأربعاء 13 من تموز، كمحطة ضمن رحلة شديدة الأهمية على المستويين الإقليمي والدولي، حيث تنصبّ الجهود فيها على إقناع الحلفاء الخليجيين بضخ المزيد من النفط، والتقريب بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، ويبدو الملف النووي الإيراني حاضرًا على الطّاولة.
ويقضي بايدن يومين في القدس لإجراء محادثات مع القادة الإسرائيليين، قبل الاجتماع بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في 15 من تموز الحالي، بالضفة الغربية المحتلة، وهي أعلى مستوى من الاتصال وجهًا لوجه بين الولايات المتحدة والفلسطينيين منذ أن اتخذ الرئيس السابق، دونالد ترامب، نهجًا صارمًا تجاه الفلسطينيين عند توليه منصبه عام 2017.
وستصدر الولايات المتحدة وإسرائيل “إعلان القدس” واسع النطاق، الذي سيتخذ موقفًا متشددًا من البرنامج النووي الإيراني، وفق معلومات قدمها مسؤولون إسرائيليون للصحفيين قبل مغادرة بايدن واشنطن، الثلاثاء.
يُلزم الإعلان كلا البلدين باستخدام “كل عناصر قوتهما الوطنية ضد التهديد النووي الإيراني”، بحسب مسؤول إسرائيلي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.
في وقت لاحق من الجمعة المقبل، يستقل بايدن طائرة مباشرة من إسرائيل إلى جدة بالمملكة العربية السعودية، وهي الأولى لرئيس أمريكي، لإجراء محادثات مع المسؤولين السعوديين ولحضور قمة الحلفاء الخليجيين، ومن المقرر أن يدلي بايدن بتصريح رئيس حول رؤية إدارته للشرق الأوسط خلال وجوده في جدة.
وفقًا للبيت الأبيض، سوف يمنحه اجتماع مجلس التعاون الخليجي الفرصة لمخاطبة شريحة واسعة من القادة العرب من السعودية والبحرين والكويت وعمان وقطر والإمارات العربية المتحدة، وكذلك قادة الدول غير الخليجية، مثل مصر والعراق والأردن، التي دُعيت للانضمام إلى الاجتماع.
ويقول المسؤولون الأمريكيون، إن الرحلة، وهي أول زيارة يقوم بها بايدن إلى الشرق الأوسط كرئيس، يمكن أن تسفر عن مزيد من الخطوات نحو التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
قال مسؤول إسرائيلي، إننا نتخذ خطوات تدريجية نحو هذه الغاية، “حقيقة أن الرئيس بايدن يزور إسرائيل، ومن هنا سوف يطير مباشرة إلى المملكة العربية السعودية، يلخص الكثير من الديناميكيات التي تطورت خلال الأشهر الماضية”.
تهدف رحلة بايدن إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي وتعميق اندماج إسرائيل في المنطقة، ومواجهة النفوذ والعدوان الإيراني من قبل روسيا والصين، وفقًا لوكالة الأنباء “رويترز“.
من المتوقع أن يضغط بايدن، الذي يتعرض لضغوط في الداخل لخفض أسعار البنزين المرتفعة التي أضرت بمكانته في استطلاعات الرأي العام، على حلفاء الخليج لتوسيع إنتاج النفط للمساعدة في خفض أسعار البنزين.
لكن مسؤولي البيت الأبيض ومحللي الطاقة يقولون إن هناك توقعات منخفضة بأن السعوديين أو أعضاء “أوبك+” سيقدمون الإغاثة.
وستكون إحدى ركائز زيارة بايدن المحادثات في جدة مع القادة السعوديين، بمن فيهم ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي يتهمه مجتمع المخابرات الأمريكية بالوقوف وراء مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018.
وقال آرون ديفيد ميلر، الزميل البارز في مؤسسة “كارنيغي للسلام الدولي” والمسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، “لديك رئيس متضارب بشدة بشأن هذا الاجتماع، إنه لا يستطيع حتى الاعتراف، في جميع تصريحاته العامة، بأنه حتى سيلتقي مع محمد بن سلمان”.
وفي مقال رأي نُشر في صحيفة “واشنطن بوست”، الثلاثاء، كتب فريد رايان أن بايدن يحتاج إلى أن يزيد السعوديون إنتاجهم النفطي للمساعدة في إبقاء أسعار الطاقة العالمية تحت السيطرة.
وأضاف، “الرحلة ترسل رسالة، مفادها أن الولايات المتحدة مستعدة للنظر في الاتجاه الآخر عندما تكون مصالحها التجارية على المحك”.
عامل آخر في السعي إلى انفراج في العلاقات السعودية، هو القلق المتزايد في الإدارة الأمريكية من أن السعوديين يمكن أن يقتربوا من الصين وروسيا وسط توترات مع الولايات المتحدة.
لكن المسؤولين الإسرائيليين متفائلون بحذر بأن زيارة بايدن يمكن أن تكون لحظة انفراج على مسار بطيء نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وقد أدى العداء المشترك بين البلدين لإيران إلى تعاون خفي.
من المرجح أن يواجه بايدن أسئلة من إسرائيل ودول الخليج، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حول الحكمة من محاولاته لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وجعل إحياء الاتفاق، الذي توسط فيه الرئيس باراك أوباما عام 2015 وتخلى عنه دونالد ترامب، عام 2018، أولوية رئيسة عندما تولى بايدن منصبه.
لكن المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة لإعادة الدخول في الاتفاق تعثرت، وحققت إيران مكاسب سريعة في تطوير برنامجها النووي، أدى ذلك إلى تشاؤم إدارة بايدن بشكل متزايد بشأن إحياء الصفقة، التي فرضت قيودًا كبيرة على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :