ما مبرراته؟
بايدن يدافع عن زيارته للسعودية وسط حساسيات حقوق الإنسان
دافع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن قراره في السفر إلى المملكة العربية السعودية، وسط انتقادات لسجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان، وأصر على أنه دعم الإصلاحات منذ فترة طويلة وسعى إلى إعادة العلاقات مع ولي العهد، الذي ندد به سابقًا باعتباره منبوذًا.
جاء ذلك في مقال رأي كتبه بايدن، بعنوان، “لماذا أنا ذاهب إلى المملكة العربية السعودية” ونشرته صحيفة “واشنطن بوست” في وقت متأخر من مساء السبت، 9 من تموز، وأشار فيه إلى التطورات في الشرق الأوسط، ومن بينها الدبلوماسية، التي أكد أنها جعلت المنطقة أكثر استقرارًا وأمنًا مما كانت عليه عندما انتهت إدارة سلفه السابق، دونالد ترامب.
لكن تأطيره للعلاقة السعودية على وجه الخصوص بدا دفاعيًا، خاصة مع مطالبة البعض في الولايات المتحدة بعدم إضفاء الشرعية على الحكومة بزيارة، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.
ربط بايدن، قوة الولايات المتحدة وأمنها بمواجهة العدوان الروسي والمنافسة من الصين، ثم جادل بأن الانخراط مباشرة مع دول مثل المملكة العربية السعودية، يمكن أن يساعد في تعزيز هذه الجهود.
وقال إنه يهدف إلى تعزيز الشراكة الأمريكية السعودية “للمضي قدمًا على أساس المصالح والمسؤوليات المشتركة، مع التمسك أيضًا بالقيم الأمريكية الأساسية”، وأوضح أن هدفه منذ البداية، كان إعادة توجيه العلاقات، وليس قطعها مع دولة كانت شريكًا استراتيجيًا لمدة 80 عامًا.
أوضح بايدن، أن رحلته تأتي في وقت حيوي بالنسبة للمنطقة، وستعمل على تعزيز المصالح الأمريكية المهمة، وقال إن وجود شرق أوسط أكثر أمنًا وتكاملًا يعود بالفائدة على الأمريكيين من نواحٍ عديدة.
وأكد أهمية الممرات المائية، للتجارة العالمية وسلاسل التوريد التي يُعتمد عليها، بالإضافة إلى مواردها من الطاقة الحيوية للتخفيف من التأثير على الإمدادات العالمية للحرب الروسية في أوكرانيا، حسب قوله.
لم يكن بايدن، واضحًا بشأن ما إذا كان سيجري محادثات وجها لوجه مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الزعيم الفعلي للسعودية، الذي خلص مجتمع المخابرات الأمريكية إلى أنه وراء مقتل الصحفي والمعارض السياسي جمال خاشقجي عام 2018.
لكن المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، أوضح الخميس 7 من تموز، أن بايدن، سيجلس في اجتماع ثنائي مع الملك السعودي وفريق قيادته، قائلًا، “وكما تعلمون، فإن ولي العهد في فريق القيادة هذا. لذلك سيكون جزءًا من هذا الاجتماع”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء “رويترز“.
في هذه القضية، ادعى بايدن أنه رد بفرض عقوبات جديدة على على قوة التدخل السريع السعودية المتورطة في مقتل خاشقجي، وأصدر 76 حظر تأشيرة بموجب قانون جديد يمنع دخول أي شخص إلى الولايات المتحدة، متورط في مضايقة المنشقين في الخارج.
وأشار أيضًا إلى أنه أصدر تقريرًا استخباراتيًا أمريكيًا، أكد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وافق على العملية التي أدت إلى مقتل خاشقجي، حسبما ورد في المقال.
وكتب بايدن، “أعلم أن هناك كثيرين ممن يختلفون مع قراري بالسفر إلى السعودية، آرائي حول حقوق الإنسان واضحة وطويلة الأمد، والحريات الأساسية دائمًا ما تكون على جدول الأعمال عندما أسافر إلى الخارج، كما ستكون خلال هذه الرحلة”.
يحتاج بايدن إلى مساعدة المملكة العربية السعودية الغنية بالنفط في وقت ترتفع فيه أسعار البنزين، بالإضافة إلى تشجيعه الجهود لإنهاء الحرب في اليمن بعد أن مدد السعوديون مؤخرًا وقف إطلاق النار هناك، وتريد الولايات المتحدة أيضًا كبح نفوذ إيران في الشرق الأوسط ونفوذ الصين العالمي.
نوه بايدن إلى مساعدة السعودية في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، ودعمها الهدنة في اليمن بشكل كامل، وأكد أنها تعمل الآن مع الخبراء الأمريكيين للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي “أوبك” الآخرين.
يحظى بايدن بكونه أول رئيس أمريكي، يزور الشرق الأوسط دون مشاركة القوات الأمريكية في مهمة قتالية، منذ هجمات “11 سبتمبر” عام 2001، وهو ما أشار إليه في مقاله.
وقال بايدن، “سأكون أيضًا أول رئيس يطير من إسرائيل إلى جدة بالمملكة العربية السعودية، الجمعة المقبل، وسيكون هذا السفر أيضًا رمزًا صغيرًا للعلاقات الناشئة والخطوات نحو التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي، والتي تعمل إدارتي على تعميقها وتوسيعها”.
وعن إنجازاته الدبلوماسية، أشار بايدن، إلى أن الشرق الأوسط الذي سيزوره، أكثر استقرارًا وأمانًا من الذي ورثته إدارته قبل 18 شهرًا، وتحدث عن مساعدته في إنهاء الحرب في غزة، التي كان من الممكن أن تستمر شهورًا في 11 يومًا فقط.
وقال، “عملنا مع إسرائيل ومصر وقطر والأردن للحفاظ على السلام دون السماح للإرهابيين بإعادة التسلح، كما أعدنا بناء العلاقات الأمريكية مع الفلسطينيين”.
وأشاد بدعمه للفلسطينيين بما يقرب من 500 مليون دولار، مع تمرير أكبر حزمة دعم لإسرائيل “في التاريخ”، والتي بلغت أكثر من 4 مليارت دولار، وفي السياق ذاته، أشار بايدن، إلى المحادثات التي جرت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي مع رئيس السلطة الفقلسطينية، لأول مرة منذ خمس سنوات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :