أسبابه وعلاجه.. لماذا يرتفع حمض البول في الجسم

  • 2022/07/10
  • 10:44 ص
حمض البول

د. أكرم خولاني

يعد تحليل حمض البول من التحاليل الطبية المهمة التي يطلبها الأطباء في كثير من الأحيان، ويقيس هذا التحليل مستوى حمض البول في الدم أو في البول، إذ إن إنتاج كميات كبيرة منه أو عدم التخلص منه بالشكل المطلوب يمكن أن يسبب بعض المشكلات الصحية.

ما حمض البول؟

حمض البول أو حمض البوليك أو اليوريك أسيد (Uric acid) هو مركب كيماوي موجود في الجسم ويتألف من الأكسجين، والكربون، والهيدروجين، والنيتروجين، وينتج عند تحطم مركبات البيورين في الجسم، بعد ذلك يذوب هذا الحمض في الدم، وينتقل عن طريقه إلى الكلى التي تقوم بإخراجه مع البول، ويطلق عليه حمض البول لأنه يُطرح مع البول.

يوجد البيورين في مجموعة من الأطعمة البروتينية سواء الحيوانية أو النباتية، مثل المأكولات البحرية واللحوم الحمراء والكبدة والبقوليات وغيرها.

ما أسباب ارتفاع حمض البول في الجسم؟

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع حمض البول في الجسم، وأهمها:

    • الإفراط في تناول مجموعة من الأطعمة البروتينية الحاوية على البيورين: مثل المأكولات البحرية (السردين وسمك القد والرنجة وبلح البحر)، والكبدة واللحوم الحمراء (الغنم والعجل والالبط والديك الرومي)، وبعض الخضراوات (الفاصولياء والهليون والبازلاء والسبانخ)، والبقوليات (الفاصولياء الجافة والحمص والفول والعدس).
    • الإصابة ببعض الأمراض: مثل السكري، ضغط الدم، اضطرابات الغدة الدرقية، قصور جارات الدرق، سرطان الدم، الورم النخاعي المتعدد، أمراض الكلى وقصور وظائفها، وكذلك أمراض الكبد، وذلك لأن هذه الأمراض تؤدي إلى صعوبة تخلص الجسم من البيورينات وبالتالي ارتفاع نسبتها.
    • السمنة وقلة النشاط البدني: فزيادة نسبة الدهون في الجسم وقلة الحركة والنشاط البدني تسببان ارتفاع حمض البول.
    • نقص التغذية: عند عدم حصول الجسم على الغذاء اللازم، لن تجد البيورينات ما تحتاج إليه من مركبات للقيام بوظيفتها.
    • حالات وراثية: يمكن أن يحدث هذا المرض نتيجة إصابة أحد الآباء به، فهو من الأمراض التي يمكن أن تنتقل وراثيًا.
    • خضوع الشخص للعلاج الكيماوي.

ما أعراض ارتفاع حمض البول في الجسم؟

أهم أعراض ارتفاع حمض البول في الجسم:

  • تورم أطراف الجسم: سواء أصابع اليدين أو القدمين، ويصاحب هذا التورم احمرار وآلام.
  • الشعور بسخونة بعض الأماكن في الجسم: وخاصة الأماكن المصابة بارتفاع حمض البول مثل القدمين.
  • الشعور بالتعب والإجهاد: عدم القدرة على ممارسة المهام اليومية بصورة طبيعية، والميل للكسل والخمول.
  • الشعور بالغثيان: وقد يصاحبه قيء بشكل متكرر ومستمر.
  • آلام في المفاصل والعضلات: وصعوبة تحريكها نتيجة الشعور بآلام مع أي حركة تقوم بها.

ما مضاعفات ارتفاع حمض البول في الجسم؟

في حالة الإصابة بارتفاع نسبة حمض البول في الجسم، قد يتعرض المصاب لمضاعفات تشمل:

  • مشكلات في العظام: يعاني المصاب من مشكلات في العظام وصعوبة تحريكها ووجود تورمات والتهابات مستمرة بها.
  • الإصابة بمرض النقرس: هو التهاب في المفاصل ينتج عن ترسب بلورات حمض البول فيها، وغالبًا ما يحدث التهاب مفصلي في مفصل إبهام القدم، ويمكن أن تتأثر المفاصل والعضلات والكلى، ويصاحب هذا المرض عدة مشكلات مثل الحكّة وآلام القدمين.
  • تكوّن حصيات الكلى: يؤدي ارتفاع مستوى حمض البول المطروح مع البول إلى تشكل حصيات كلوية تسبب ألمًا في الظهر وألمًا في أثناء التبول، وفي الحالات الحادة تؤدي إلى القولنج الكلوي (ألم حاد في أحد جانبي البطن مع غثيان واستفراغ ودم مع البول).

متى يُطلب إجراء تحليل حمض البول؟

يطلب حمض البول في الدم من الأفراد الذين يعانون من أعراض ترجح إصابتهم بارتفاع حمض البول، ومنها:

  • ألم المفاصل وتورمها وخصوصًا إصبع القدم الكبير، أو الركبة، أو الكاحل.
  • احمرار الجلد الموجود حول المفاصل.
  • الإحساس بسخونة في المفاصل أو القدمين عند لمسها.
  • لمراقبة الاستجابة لعلاج مرض النقرس.
  • عند مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيماوي أو العلاج الإشعاعي، يجب إجراء تحليل حمض البول في الدم، لمراقبة مستويات الحمض لديهم، حيث تزداد فرصة ارتفاع حمض البول في دم هؤلاء المرضى.
  • عند المرضى الذين يعانون من حصيات الكلى، وذلك للتأكد من أن حمض البول هو ما تسبب في ظهورها وليس سببًا آخر.

هل يحتاج إجراء تحليل حمض البول في الدم إلى شروط خاصة؟

يتم إجراء التحليل عن طريق سحب عينة دموية وريدية من ذراع المريض، ويفضّل التزام المريض ببعض التعليمات قبل إجراء التحليل:

  • أن يكون المريض صائمًا من أربع إلى ست ساعات قبل إجراء التحليل، والصيام يكون بالامتناع عن تناول المأكولات والمشروبات الغازية وكافة المشروبات التي فيها كافيين، وليست هناك إشكالية في شرب الماء.
  • عدم تناول بعض الأدوية قبل إجراء التحليل، والتي يمكن أن تؤثر على قراءة تحليل حمض البول في الدم، مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين أو فيتامين “C”، وكذلك عدم شرب الكحول، أو الأصباغ المستخدمة في فحوصات الأشعة السينية.

ما النسب الطبيعية لحمض البول في الدم؟

تختلف قراءة تحليل حمض البول في الدم الطبيعية بناء على عمر وجنس المريض:

  • الرجال البالغون: 4-8.5 ملغ/ديسيلتر.
  • النساء البالغات: 2.7-7.3 ملغ/ديسيلتر.
  • الرضع: 2- 6.2 ملغ/ ديسيلتر.
  • الأطفال والمراهقون: 2.5-5.5 ملغ/ديسيلتر.

وننوه إلى أن معدل تحليل حمض البول الطبيعي قد يختلف من مختبر لآخر، لذلك يجب اعتماد النسب الطبيعية في كل مختبر.

كيف يمكن علاج ارتفاع حمض البول في الجسم؟

يتكون علاج ارتفاع حمض البول في الجسم من شقين:

تناول بعض الأدوية التي تمنع تشكل هذا الحمض مثل ألوبيرينول أو فيبوكسوستات، أو الأدوية التي تساعد على طرح حمض البول من الجسم مثل البروبينيسيد.

اتباع بعض التعليمات خلال فترة العلاج، وتشمل:

  • شرب الماء بكميات كبيرة: بحيث لا تقل عن ليترين يوميًا ويفضّل أن تزيد على هذا، وذلك لأن الماء يساعد في قيام الكليتين بوظائفهما جيدًا، وبالتالي التخلص من الأملاح وارتفاع هذا الحمض.
  • تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين: مثل الشاي أو المشروبات الغازية، فالكافيين يسبب حدوث الجفاف وصعوبة تخلص الجسم من هذا الحمض.
  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف: مثل الخضار والفواكه، والشوفان، والمكسرات، والشعير.
  • تقليل تناول الأطعمة الغنية بالبيورين: سواء البروتينات الحيوانية أو البروتينات النباتية.
  • تناول الماغنسيوم ستريت، وكذلك بذور الكرفس التي تحد من تحول البيورين إلى حمض البول.

هل هناك حالات يحدث فيها نقص بحمض البول في الجسم؟

نعم، هناك حالات نادرة، وهي:

  • الإصابة بمرض ويلسون: وهو اضطراب وراثي يؤدي إلى تجمّع النحاس في أنسجة الجسم.
  • الإصابة بمتلازمة فانكوني: وهي اضطرابات في الكلى تُسبّبها الإصابة بالداء السيستيني.
  • إدمان الكحول.
  • الإصابة ببعض أمراض الكبد أو الكلى.

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية