النسوية في سوريا العثمانية.. الجندرية الليبرالية المبكرة

  • 2022/07/10
  • 9:46 ص

يبحث الكاتب الفلسطيني- السوري تيسير خلف في كتابه “الحركة النسائية المبكرة في سوريا العثمانية”، بواكير نشوء الحركة النسوية في المشرق العربي، والاتجاهات الفكرية والفلسفية التي أثّرت فيها، حيث لم تكن معزولة عن غيرها من الحركات النسوية في العالم، ولا عن حركة الإحياء الثقافي العربي في الولايتين العثمانيتين (سوريا وحلب)، وأيضًا في مصر الخديوية في وقت نهضة القرن الـ19.

يرصد الكتاب، الصادر عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” عام 2019، التفاعلات الفكرية والمجتمعية التي نتجت عنها مشاركة الرائدة النسوية (اللبنانية) في سوريا العثمانية هنا كوراني، ومواطنتها المقيمة في القاهرة زينب فواز، في مؤتمر “شيكاغو” النسائي الذي عُقد على هامش المعرض الكولومبي “إكسبو” عام 1893 في الولايات المتحدة الأمريكية.

يعرض الكتاب أفكار هنا كوراني التي تمجد الأنوثة، والتي دعت بنات جنسها إلى التعلم، رافعة لواء النسوية بصيغتها الجندرية الليبرالية المبكرة أواخر عام 1895، إذ إن نقطة الارتكاز الرئيسة في هذا الكتاب، هي انتقال هنا كوراني من ضفة فكرية إلى أخرى، بتحولات فكرية كبيرة، كانت فيها كوراني سفيرة للمرأة العربية في العالم الناطق بالإنجليزية.

قدّمت الناشطة السورية العثمانية في بداية سفرها إلى شيكاغو انطباعًا عبّر عن تعصبها لأفكارها المتعلقة بالمرأة وحريتها، ولكن اختلاطها بنساء مجتمع النخبة الأمريكي، سيخفف من حدة أفكارها تمهيدًا لانقلابها عليها، وتبنّي أخرى بديلة عبرت عنها في محاضرة قالت فيها، إنها مقتنعة بوجود أسباب وجيهة تدعو السيدات الأمريكيات للتصويت، وهو ما يناقض ما كتبته لصديقتها هند نوفل، رئيسة تحرير مجلة “الفتاة”، بأن الأمريكيات نساء “لم يقتنعنَ ويرضين بما قسم الله لهنّ”.

يقسم الكتاب (157 صفحة) حياة هنا كوراني الإنسانية والفكرية إلى ثلاث مراحل، الأولى هي مرحلة السفر إلى شيكاغو، وما حدث فيها من نشاط إعلامي، وما طرأ عليها من تحولات فكرية، والثانية هي مرحلة احتراف الخطابة، وتحوّلها إلى “نجمة من نجمات المجتمع الأمريكي”، بحسب توصيف الكاتب، والثالثة هي مرحلة المرض والعودة إلى بيروت، وإعلان الأفكار الجديدة، ومحاولة تأسيس نادٍ للمرأة السورية.

مقالات متعلقة

كتب

المزيد من كتب