خطوة للوراء..
ارتفاع الوقود يعيد درعا إلى المحراث اليدوي
درعا– حليم محمد
داخل أحد بساتين الرمان في ريف درعا الغربي، يسير محمد ممسكًا بمحراث يجرّه حصان، وهي طريقة بدائية نسيها الفلاحون لولا أن أعادتها الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.
لجأ محمد (26 عامًا)، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، إلى الطريقة القديمة بالاعتماد على الحصان لحراثة أرضه التي تبلغ مساحتها عشرة دونمات، ليوفر أجور الحراثة، مع ارتفاع أسعار المازوت، والتكاليف الباهظة لاستئجار الجرار الآلي.
المازوت يرهق المزارعين
ارتفع سعر ليتر المازوت، مطلع تموز الحالي، إلى 6500 ليرة سورية، الأمر الذي أسهم بارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي كحال القطاعات الأخرى.
وقال محمد لعنب بلدي، إن أصحاب الجرارات والمرشات ومختلف الآلات الزراعية يواصلون رفع أسعارها، مبررين ذلك بارتفاع سعر المازوت.
وبلغت أجرة حراثة دونم الأرض 50 ألف ليرة سورية، وأجرة مرشة الأدوية الزراعية 40 ألفًا، كما وصلت أجرة نقل الخضار من درعا إلى سوق “الهال” بدمشق إلى 500 ألف ليرة، ما يتجاوز المرابح المتوقعة التي يمكن أن يجنيها محمد ومئات المزارعين.
وتحصل الجرارات النظامية التي لديها “بطاقة ذكية” على مخصصات من المازوت المدعوم بسعر 580 لليتر الواحد، لكنّ أصحاب الجرارات والسيارات يتقاضون أجورهم من المزارعين وفق سعر المازوت “الحر”، بحسب ما قاله محمد.
“خطوة للوراء”
لم يكن مزارعو درعا يتوقعون العودة للعمل بالأساليب التقليدية القديمة للزراعة، وقال مهند (35 عامًا) لعنب بلدي، من سكان ريف درعا الغربي، “لجأت للحراثة على الحصان لعجزي عن دفع تكلفة استئجار الجرار”، رغم أن عزق الأرض على الجرار أو “العزاقة” أفضل من الناحية الفنية، بسبب قدرتهما على قلب التراب بشكل أفضل والقضاء على الأعشاب، معتبرًا ذلك “خطوة للوراء” في قطاع الزراعة.
وفي مشهد آخر، يحمل هاني (25 عامًا) على ظهره مضخة يدوية ليرش أشجار الزيتون، عوضًا عن استخدام المرشة.
ورغم تحذيرات المهندسين الزراعيين من عدم وصول الدواء إلى كامل أوراق الشجر، أصبحت المرشات اليدوية وسيلة لتوفير تكلفة الإنتاج، وفق ما قاله هاني.
من جهته، قال صالح (40 عامًا)، وهو شاب يملك حصانًا يؤجره للمزارعين لحراثة أراضيهم، إن اعتماد المزارعين على الدوابّ في فلاحة الأرض زاد بشكل كبير.
وأضاف صالح أنه يتقاضى حوالي 15 ألف ليرة أجرة لحراثة الدونم الواحد، مشيرًا إلى أن رعاية الحصان مكلفة.
وصل النفط.. الوضع على حاله
رغم الوعود بتوفير المازوت وخفض أسعاره تزامنًا مع وصول توريدات النفط، تواصل أسعاره الارتفاع.
وفي 29 من حزيران الماضي، اعتبر مدير التشغيل والصيانة في “الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية” (محروقات)، عيسى عيسى، أن توزيع المحروقات النفطية في مناطق سيطرة النظام السوري بدأ يشهد تحسّنًا “تدريجيًا”، وهذا ما نفاه المزارعون والأهالي ممن تحدثت إليهم عنب بلدي.
وفي 4 من تموز الحالي، وصلت ناقلتا نفط إلى ميناء “بانياس”، في إطار الخط الائتماني الجديد بين إيران وسوريا، بحسب ما نشره الناشط “Samir”، المهتم بتدقيق الخرائط العسكرية في سوريا.
وفي 29 من حزيران الماضي، صرح مصدر من ميناء “بانياس” باقتراب وصول ناقلة نفط جديدة إلى الميناء، لتكون الناقلة النفطية الرابعة خلال شهر واحد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :