زار رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مدينة حلب شمالي سوريا، لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية، اليوم الجمعة 8 من تموز، بحسب ما نقله موقع “رئاسة الجمهورية”.
وجاءت زيارة الأسد إلى ريف محافظة حلب الشرقي، بهدف إطلاق عمل مجموعة التوليد الخامسة من محطة “حلب الحرارية” بعد إعادة تأهيلها، التي استمرت الأعمال بها لمدة أكثر من سنة ونصف.
وبحسب موقع “رئاسة الجمهورية”، قال الأسد للعمال والفنيين العاملين على إعادة تأهيل المحطة، إن محافظة حلب “عانت جراء الإرهاب والتخريب أكثر من المحافظات الأخرى”، معتبرًا أن “من حق أبناء حلب أن يكونوا المستفيد الأكبر من إصلاح المحطة”.
وحول الكمية التي ستولدها المجموعة الخامسة من الكهرباء، أصدرت حكومة النظام عدة أرقام، قيل إنها ستكون مخصصة لمحافظة حلب دونًا عن بقية المحافظات.
وقال موقع “رئاسة الجمهورية” اليوم، إن المجموعة الخامسة من المحطة، بعد إعادة تأهيلها، ستولد 200 ميغاواط، لتغذية محافظة حلب بالطاقة الكهربائية.
بينما تحدث رئيس غرفة صناعة حلب، فارس الشهابي، في 28 من أيار الماضي، عن وجود وعود بمنح مدينة حلب شمالي سوريا كمية 50 ميغاواطًا من إنتاج العنفة.
وفي شباط 2021، وقعت “الشركة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية” عقدًا تضمّن إعادة تأهيل وإصلاح محطة “حلب الحرارية”، على أن توضع مجموعتا التوليد الأولى والخامسة بالخدمة، وسترفد شبكة الكهرباء في سوريا بكمية 400 ميغاواط من الكهرباء، بحسب ما أعلنه مدير الشركة، محمد مازن سماقية، حينها.
وبحسب حديث فارس الشهابي، تتزوّد مدينة حلب حاليًا بكمية من التغذية الكهربائية تتراوح وسطيًا ما بين 180 و200 ميغاواط، بينما تحتاج إلى كمية 900 ميغاواط على أقل تقدير.
وتعاني حلب، إلى جانب مناطق سيطرة النظام الأخرى، من غياب التيار الكهربائي لساعات طويلة يوميًا، وتعتمد المدينة بشكل شبه تام على كهرباء “الأمبيرات”، التي تسجل منحى تصاعديًا على صعيد أسعارها نتيجة عدم توفير المازوت “المدعوم” اللازم لتشغيلها.
ويؤثر فقدان الكهرباء على مناخ وآلية عمل المعامل والمصانع، مع حاجة الكثير من المحطات الكهربائية في المدينة وريفها إلى صيانة العنفات ومقاسم التغذية الكهربائية.
محطة “حلب الحرارية” باستثمار إيراني
تعد المحطة الحرارية في حلب من كبرى محطات توليد الكهرباء في المحافظة، وكانت مسؤولة سابقًا عن توليد 1025 ميغاواطًا ساعيًا موزّعة على خمس مجموعات، كل منها تعطي 205 واطات ساعية.
وكانت شركة “آر بي آر سي“، التابعة لوزارة الطاقة الإيرانية والعاملة في مجال البناء والتعمير والإصلاح، وقّعت عقدًا استثماريًا لإعادة تأهيل محطة كهرباء حلب بطاقة عمل 1065 ميغاواطًا.
وتتألف المحطة من خمسة خطوط لتوليد الكهرباء، لكن الخطين الأول والخامس توقفا عن العمل بفعل الاشتباكات المسلحة في المنطقة.
كما تعد المحطة مسؤولة أيضًا عن جلب المياه من سدي “تشرين” و”الفرات” إلى حلب.
وبدأت وسائل الإعلام الرسمية الحديث عن إعادة تأهيل المحطة الكهربائية، منذ منتصف عام 2017، عقب انسحاب فصائل المعارضة السورية من حلب الشرقية واستعادة النظام سيطرته عليها.
وكانت وزارة الكهرباء في حكومة النظام وقّعت عقودًا مع إيران بقيمة 135 مليون يورو، لتوريد مجموعات توليد خاصة بمحافظة حلب.
–