أسعار الحلويات في درعا تضعف الإقبال على شرائها.. “الفاخرة” خارج المنال
شهدت مطاعم الحلويات في درعا إقبالًا ضعيفًا خلال التحضيرات لعيد الأضحى، نتيجة عزوف السكان لأسباب تتعلق بضعف القدرة الشرائية لديهم بعد غلاء أسعار الحلويات، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
وفي حال الشراء، يشتري معظم المقيمين في محافظة درعا الحلويات ذات النوع “الشعبي” في ظل وصول سعر الكيلو الواحد من بعض أنواع الحلويات “الفاخرة” إلى حدود 80 ألف ليرة سورية، كـ”المبرومة” و”البلورية” وغيرهما، إذ يقتصر شراؤها على فئات قليلة من السكان بحسب مالك مطعم حلويات في درعا.
أنواع “رخيصة” أو بدائل منزلية
في محل لبيع الحلويات بمدينة طفس بدرعا، وقفت جيهان (تحفظت على ذكر اسمها الكامل لأسباب أمنية) متفحصة أسعار الحلويات، إلى أن قررت في النهاية شراء بعض الأنواع “الشعبية” (كالبرازق والغريبة والمشكّل)، رغم أن سعر الأخير أيضًا يبدو لا يناسب ما كانت تخطط لدفعه، بحسب ما قالته لعنب بلدي.
تعمل جيهان معلمة مدرسة، وتتقاضى راتبًا شهريًا يبلغ 120 ألف ليرة سورية، ولتعيش طقوس الأعياد التي اعتادتها، تضطر لدفع أكثر من نصف راتبها لشراء الحلويات فقط.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، يصل سعر كيلو “البرازق” و”الغريبة” في مدينة درعا إلى نحو 12 ألف ليرة، بينما يتراوح كيلو الحلو المغلّف (النوغا والشوكولاتة) بين 20 ألفًا و25 ألف ليرة سورية.
كما اشترى وسام (35 عامًا) من سكان حوض اليرموك، هذا العيد كميات “قليلة” من الحلويات، وذلك تلبية لرغبات أطفاله، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
ولم يشترِ وسام الحلويات منذ أكثر من ثلاثة أعياد، مضيفًا أنها أصبحت من “الكماليات”، في ظل غلاء أسعارها المتسارع.
بينما عجزت ياسمين (38 عامًا) عن تأمين حوالي 100 ألف ليرة سورية تقريبًا لشراء حاجة عائلتها من الحلويات، لذا قررت صنع “المعمول” يدويًا في منزلها، كون تكلفة إعداده في المنزل تعتبر أقل بكثير من شرائه جاهزًا من السوق.
لماذا تضاعفت الأسعار؟
أدى ارتفاع أسعار المواد الأولية لصناعة الحلويات إلى ارتفاع أسعارها في الأسواق، ما أدى إلى تراجع الطلب على المادة في محافظة درعا، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
إسماعيل (28 عامًا) صاحب مطعم لبيع الحلويات في ريف درعا، أكد لعنب بلدي ارتفاع أسعار المواد الأولية، إذ تحتاج الحلويات في صناعتها إلى الطحين والسكر والسمن والمكسرات، ويحتاج طبخها أو شيها إلى الغاز.
ووصل سعر كيلو السكر لنحو أربعة آلاف ليرة سورية، وسعر كيلو الطحين لنحو ثلاثة آلاف ليرة، وسعر أسطوانة الغاز الواحدة لنحو 100 ألف ليرة.
وتختلف نكهة الحلويات باختلاف نوع السمن المستخدم في المادة، بحسب إسماعيل، إذ يصل كيلو السمن الحيواني لنحو 100 ألف ليرة، بينما يبلغ الحد الأدنى لسعر كيلو الأنواع الأخرى من مادة السمن إلى حوالي 20 ألف ليرة سورية.
ووصل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي إلى 3995 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات.
مبيعات الحلويات تنخفض بنحو 20%
وفي 6 من تموز الحالي، قال رئيس مجلس إدارة “الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات والمرطبات”، بسام قلعجي، إن نسبة “كبيرة” من المواطنين المقيمين في مناطق سيطرة النظام السوري عزفت عن شراء الحلويات، معتبرًا أنهم غير قادرين على تأمين مستلزماتهم الأساسية ليقوموا بشراء الحلويات.
وأوضح قلعجي في حديث إلى صحيفة “تشرين” الحكومية، في 6 من تموز الحالي، أن نسبة مبيعات محال الحلويات في اليوم الواحد تصل إلى 20% فقط من نسبتها في مواسم الأعياد السابقة، الأمر الذي أدى إلى توقف عدد من مطابخ الحلويات عن العمل في هذا القطاع، وخسارة رأس المال، فضلًا عن هجرة الحرفيين خارج سوريا.
وبرر قلعجي ارتفاع أسعار الحلويات بارتفاع أسعار المواد الأولية لصناعتها (سكر، طحين، سمون، زيوت)، بالإضافة إلى شراء المصانع أسطوانة الغاز بسعر 225 ألف ليرة، وليتر المازوت بأربعة آلاف ليرة، وهي تكاليف تنعكس على المنتج النهائي، بحسب تعبيره.
ويعاني حرفيو الحلويات من عدم وصول الكهرباء بانتظام إلى ورشاتهم، ما يضطرهم لدفع تكاليف إضافية على المحروقات لتشغيل المولدة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :