“هيومن رايتس ووتش” تنتقد الإعادة القسرية للاجئين السوريين من قبل لبنان
أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريرًا ينتقد الإعادة القسرية للاجئين السوريين من قبل لبنان بشكل غير آمن وغير قانوني.
وقالت المنظمة في تقريرها الصادر، الأربعاء 6 من تموز الحالي، إن الإعادة القسرية للاجئين السوريين تعتبر انتهاكًا لالتزامات لبنان بعدم إعادة اللاجئين قسرًا إلى بلدان يواجهون فيها خطرًا واضحًا بالتعرض للتعذيب أو غيره من أشكال الاضطهاد.
وأكّدت المنظمة أن ادعاءات لبنان بأن سوريا “آمنة” لعودة اللاجئين غير صحيحة، مشيرة إلى تعرّض اللاجئين العائدين إلى سوريا بين عامي2017 و2021 إلى انتهاكات لحقوق الإنسان من قبل النظام السوري.
ويعتبر لبنان ملزمًا بعدم إعادة أو تسليم أي شخص معرض لخطر التعذيب، وملزمًا بمبدأ عدم الإعادة القسرية في القانون الدولي العرفي، بصفته طرفًا في اتفاقية مناهضة التعذيب والعقوبات القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
وفي ظل تعرّض الاقتصاد السوري والبنية التحتية للدمار وغياب شبكات معلومات موثوقة للسوريين لاتخاذ قرارات العودة إلى جانب افتقار وكالات الإغاثة الدولية إلى الوصول الكافي لرصد عمليات العودة، يجب على دول مثل لبنان التي تستضيف اللاجئين السوريين ألا تجبر أي شخص على العودة، بحسب التقرير.
وأوصى التقرير الحكومات المانحة الدولية مساعدة البلدان المضيفة مثل لبنان من خلال التمويل الكامل لبرامج المساعدة الإنسانية وإعادة توطين عدد أكبر من السوريين الذين يعيشون في لبنان.
كما طالب المنظمات والمجتمع الدولي برفض الإعادة القسرية إلى سوريا التي تحدث من خلال اتباع أجندة عودة عدوانية واتخاذ قرارات وأنظمة مصممة لجعل حياة اللاجئين السوريين صعبة من أجل الضغط عليهم للمغادرة.
وجاء التقرير ردًا على إعلان لبنان عن خطة تنص على إعادة 15 ألف “نازح” بشكل شهري، وفق ما نقلته “الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام” عن وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عصام شرف الدين.
وأكّد شرف الدين، الأربعاء 4 من تموز، رفض بلاده عدم عودة اللاجئين السوريين في لبنان إلى سوريا “بعدما انتهت الحرب فيها وباتت آمنة”، وفق تعبيره.
وفي 20 من حزيران الماضي، دعا رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، المجتمع الدولي للتعاون مع لبنان لإعادة اللاجئين السوريين، مهددًا الدول الغربية باتخاذ لبنان موقفًا لن يكون مستحبًا بالنسبة للغرب، وهو العمل على إخراج السوريين من لبنان بما وصفها بـ”الطرق القانونية”، عبر “تطبيق القوانين اللبنانية بحزم”.
يأتي ذلك تزامنًا مع استمرار التأكيدات من قبل العديد من الدول والمنظمات على ان سوريا غير آمنة لعودة اللاجئين.
وتتصدّر سوريا أعداد اللاجئين حول العالم، إذ فر منها 6.8 مليون شخص، وفق ما قالته المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، شابيا مانتو، في أواخر نيسان الماضي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :