“غاندي الصغير” يذكّر بسلمية الثورة زمن غياث مطر
عرض مساء أمس، الأربعاء 30 كانون الأول، بدعوة من الائتلاف الوطني السوري، الفيلم الوثائقي الطويل “غاندي الصغير” للمخرج السوري سام قاضي، من إنتاج المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية، والذي يلخص مسيرة الثورة في مدينة داريا من خلال شخصية الناشط غياث مطر.
العرض الأول من “غاندي الصغير” خارج الولايات المتحدة الأمريكية، كان في صالة زبيدة هانم في مدينة اسطنبول التركية، وتناول فترة انتقال الثورة من سلميتها إلى العسكرة، مؤكدًا أن العسكرة كانت نموًا طبيعيًا وحلًا اضطراريًا بعد السلمية، في ظل القتل المستمر من قبل نظام الأسد.
وتجنب مخرج الفيلم التركيز على مطر كبطل للقصة، رغم تناوله جوانب حياة الشهيد الثورية، معتمدًا التركيز على الفكرة التي أضاءت على الحراك الشبابي السلمي.
عنب بلدي حضرت الفيلم الذي استمر ساعة ونصف وأعقبه مناقشات بين القائمين والمشاركين فيه والحضور، والتقت عددًا من الشخصيات السورية.
وقال أسامة القاضي، المستشار والخبير الاقتصادي السوري، إن الفيلم أكثر من رائع، وضرب مثلًا “لو أن الطبيب يأخذ نقطة دم واحدة ليشرح كل القضية السورية، أعتقد أن غياث مطر هي تلك النقطة المضيئة التي تشرح كل القضية السورية في كل الجسد السوري”، وشدد على أن يكون هناك ماكينة إعلامية ثورية من أجل إعادة تخليد الرموز أحياء أو أموات، وعدم السماح لأي آلة أخرى أن تشوه الرموز والقامات الوطنية.
عبد الرحمن الحاج، معاون وزير التعليم في الحكومة المؤقتة، اعتبر أن “غاندي الصغير” هو واحد من أجمل الأفلام التي من الممكن أن تختصر فكرة تاريخ الثورة السورية، كيف نشأت وما العوامل التي حركت الشباب، ثم دخولها في مسارات أخرى مثل مسار العنف.
ولفت إلى أن الفيلم شكّل ذاكرة حية للثورة الأولى في بداياتها، ويساعد على استعادة مسار الثورة في وقت لاحق، ويسهم في استلهام النموذج السلمي وتطويره حتى في زمن الحرب.
ورأى أن الفيلم غفل عن مقاطع قصيرة، وهي إلى أين انتهت سلمية غياث مطر؟، وأضاف “في الحقيقة إن سلمية غياث مطر أزهرت حالة فريدة في داريا، وهي حالة المجلس المدني الذي يتحكم بالحراك العسكري، وبالرغم من عسكرة الثورة ماتزال الحالة المدنية والسلمية موجودة في داريا حتى اللحظة”.
ياسر الفرحان، عضو الائتلاف الوطني، قال “نحن بحاجة لاستعادة الفن في الثورة، وما من شك أن غياث من أجمل أيقوناتها، تذكرت مئات الأشخاص الذين أعرفهم، في كل مقطع من المقاطع كنت أعيش نفس قصة غياث”.
وأضاف “نرجو من الله أن يفك أسر الأستاذ يحيى الشربجي، هذا الرجل الذي زرع بذور الثورة عند غياث، ومايزال معتقلًا في سجون الأسد، ولا يمكن أن نتخلى عن إسقاط النظام ورحيله ومحاسبته”.
سهير الأتاسي، الناشطة الحقوقية وعضو الائتلاف الوطني، اعتبرت أن توقيت الفيلم قبيل المفاوضات المقبلة مع نظام الأسد مهم جدًا، لأنه يعيد الالتزام بالرسالة التي قدمها كل شهداء الثورة بمن فيهم غياث مطر.
وأضافت “لا يمكن أبدًا للسياسيين أن يتنازلوا ولو عن ذرة واحدة من المبادئ الأساسية التي بدأها ثوارنا الشباب، لذلك اليوم حمّلنا الفيلم الرسالة من جديد”، وأردفت “أتصور أن مع هذا النظام والبيئة التفاوضية هناك استحالة أن نذهب دون أن نحقق المبادئ الأساسية التي تحدث عنها غياث مطر وأبطال الفيلم”.
وأشارت إلى أن “غاندي الصغير” ركز بشكل جميل على عامودين أساسيين تراهما متضاربين، وهما السلمية والعمل العسكري، وقالت “كنا نصغي إلى كل كلمة في هذا الفيلم الذي قدم رسائل رائعة، وهو صرخة في وجه المجتمع الدولي أن السلمية مازالت موجودة حتى لو حمل الشعب السوري السلاح للدفاع عن نفسه”.
أحمد طعمة، رئيس الحكومة السورية المؤقتة، لفت إلى جملة وردت فيه “الثورة السلمية بالرغم من كل شيء تكاليفها أقل ونتائجها أكبر”، معتبرًا أنه وجب التركيز عليها بشكل أكبر.
وأضاف طعمة “تمنيت أن يضاف إليه شيء آخر، وهو الحديث عن جذور المدرسة التي تخرج منها غياث مطر وهي المدرسة السلمية، وأشير هنا إلى الأستاذ عبد الأكرم السقا والأستاذ جودت سعيد رائد هذه المدرسة”، وأنهى “يحزنني كثيرًا قلة عدد الحضور وهذا مؤسف جدًا”.
لم يكن الحضور على مستوى الحدث ولم يرتقِ إلى أهمية الفيلم، برأي عدد ممن شاهدوه، واقتصر على شبابٍ من جمعيات ومنظمات مدنية، إلى جانب المشاركين في مؤتمر “العدالة الانتقالية في سوريا بعد مفاوضات فيينا”، والذي عقد في مدينة اسطنبول خلال يومي 29 و30 كانون الأول، برعاية المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :