أصدر الاتحاد الرياضي العام في سوريا قرارًا بحل وإعادة تشكيل مجلس إدارة نادي الوحدة الرياضي المحلي.
وأعاد الاتحاد تشكيله بتكليف ماهر السيد رئيسًا، وغياث دباس نائبًا، بالإضافة إلى سبعة أعضاء، وفق بيان اطلعت عليه عنب بلدي اليوم، الأربعاء 6 من تموز، لم ينشره الاتحاد عبر معرفاته الرسمية.
وعُيّن السيد بعد قبول استقالة الرئيس السابق لإدارة النادي، أنور عبد الحي.
قرار الاتحاد جاء بعد عدة قرارات متعلقة بحل مجالس إدارة عدة أندية وإعادة تشكيلها من جديد، إلى جانب جملة قرارات ارتبطت بتعيين أعضاء لجان تنفيذية، ورئاسة أندية محلية، ضمن عدة منافسات رياضية.
تعرية انتخابات اتحاد الكرة
في 22 من أيار الماضي، أعلن السيد انسحابه من منافسات الانتخابات لمنصب رئيس اتحاد كرة القدم في سوريا، وبرّأ نفسه حينها من المشاركة بما اعتبره “مهزلة”، وتوعّد باتخاذ الخطوات القانونية ووضع الجهات “القيادية” بالصورة التي تدعم ادعاءاته، “لضمان عملية انتخابية نزيهة لا تشوبها شائبة”، حسب تعبيره.
وفاز صلاح رمضان في الانتخابات، التي جرت في 23 من أيار الماضي، بعد حصوله على 38 صوتًا من أصل 68 صوتًا، وحصل فادي دباس على 29 صوتًا، مع وجود ورقة ملغاة، وذلك في افتتاح اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد، في ولاية تستمر أربع سنوات حتى 2026.
وقال ماهر السيد حينها، إنه وثّق بالأدلة بعض حالات لـ”شراء ذمم” بعض المندوبين إلى المؤتمر الانتخابي بـ”مال مشبوه”، ووضعها بين يدي رئيس المنظمة، لكنه لم يتخذ أي إجراء قانوني أو تحقيقي حتى اللحظة.
وأوضح السيد أنه لمس في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات التدخل الواضح من بعض أصحاب القرار في تسمية مندوبين بعينهم (في الأندية واللجان الفنية والروابط) لمصلحة أحد المرشحين لمقعد رئاسة الاتحاد.
اقرأ أيضًا: رجل في الأخبار.. “شراء ذمم” يخرج ماهر السيد من منظومة الكرة في سوريا
ولم يصدر عن الاتحاد الرياضي العام أي تعليق رسمي أو إجراءات قانونية حول ما نشره السيد من “مال مشبوه، وشراء ذمم” في الانتخابات.
وعود بإدارة الوحدة
وكان من المتوقع أن يتولى السيد إدارة النادي بعد تصريحات أطلقها مؤخرًا عن وعود من شخصيات رياضية بتسليمه إدارة الوحدة.
وفي 12 من حزيران الماضي، قال السيد عبر برنامج “المختار” على إذاعة “المدينة” المحلية، إن فترة توليه رئاسة نادي الوحدة سابقًا كانت جيدة ومليئة بالإنجازات رغم الضغوط التي مورست عليه، وإن عاد للرئاسة “سُيصلح ما تخرّب”.
وأعلن ماهر السيد حينها أن رئيس الاتحاد الرياضي العام، فراس معلا، وعده بالعودة لرئاسة النادي، وأن القرار ليس بيد رئيس نادي الوحدة، أنور عبد الحي، الذي اعتبره رئيسًا “شكليًا” للنادي، وأن الرئيس الفعلي هو طريف قوطرش.
ووعد السيد بتشكيل فريق كرة قدم “محترم” ومنافس، وأفضل من الفريق السابق، وإعادة الحسابات بكرة السلة وخاصة على صعيد الفئات العمرية، مشيرًا إلى أنه سيلغي بعض عقود المستثمرين.
ورغم “المال المشبوه” والتشكيك بنزاهة الانتخابات، ذكر السيد أن علاقته برئيسَي الاتحاد الرياضي العام، فراس معلا، واتحاد كرة القدم الذي انتُخب مؤخرًا، صلاح الدين رمضان، ممتازة على الصعيدين الشخصي والرسمي.
غياث دباس يرفض منصبه
من جهته، اعتذر نائب رئيس نادي الوحدة سابقًا، غياث دباس، عن عدم قبول منصبه الجديد، معربًا عن تفاجئه بقرار تعيينه نائبًا لرئيس إدارة الوحدة، وأرجع سبب اعتذاره إلى عدم مشاورته واتخاذ قرار يخصه دون الرجوع له.
وقال دباس، إن رئيس الاتحاد الرياضي العام، فراس معلا، عيّن مجلس الإدارة دون إخبار أحد، وفق ما نقلته إذاعة “شام إف إم” المحلية، وذكر أنه حاول الاتصال بمعلا بعد صدور القرار، ورد الأخير بإغلاق هاتفه بسبب سفره إلى روسيا.
وأشار دباس إلى وجود مشاورات منذ أربعة أيام ليكون على رأس مجلس إدارة نادي الوحدة، مضيفًا أن خلافًا حدث، مساء الثلاثاء 5 من تموز، على الأسماء.
وترافق قرار تعيين دباس نائبًا لماهر السيد موجة من التعليقات حملت عدة توقعات بأن إدارة النادي ستشهد تخبطات وتصفية حسابات واتهامات بين الطرفين، إذ شهدت السنوات السابقة تنافسًا بين السيد وعائلة دباس لتولي إدارة الوحدة.
تجربة سابقة مع البرتقالي
وسبق لماهر السيد أن تولى رئاسة إدارة نادي الوحدة بعد فوزه، في تشرين الثاني 2019، بالانتخابات الداخلية للنادي البرتقالي في العاصمة السورية دمشق، أمام المرشح الثاني غياث دباس (شقيق رئيس اتحاد كرة القدم السوري المستقيل فادي دباس).
وشهدت الانتخابات فوضى وأنباء عن رصاص تطاير في أثناء الانتخابات، وهزيمة لحقت بلاعبين من رموز كرة السلة في النادي، على رأسهم أنور عبد الحي وعمر حسينو، ومع انتهاء الانتخابات وإعلان ماهر السيد رئيسًا، استقال مدرب فريق كرة القدم في النادي، رأفت محمد، وأعلن انتقاله لتدريب نادي الجيش حينها.
وفي 27 من تشرين الأول 2021، أصدر الاتحاد الرياضي العام قرارًا بحل مجلس إدارة نادي الوحدة، وتشكيل لجنة مؤقتة لتسيير أمور النادي، بعد تقديم أكثر من نصف أعضاء مجلس إدارة النادي استقالاتهم.
وأُقيل السيد من إدارة نادي الوحدة بعد توليه المنصب لمدة عامين تقريبًا، تعرّض خلالهما لكثير من الضغوطات، أبرزها رسالة تهديد وُضعت أمام باب منزله، مرفقة برصاصة، دعته لترك النادي، دون معرفة مصدرها، في 4 من تشرين الثاني 2019.
–