التقى الرئيس التونسي، قيس سعيّد، مع وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، على هامش احتفال الجزائر في الذكرى الـ60 لاستقلالها.
وبحسب ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية اليوم، الأربعاء 6 من تموز، طلب سعيّد من المقداد نقل تحياته إلى رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
واعتبر سعيّد أن “الإنجازات التي حققتها سوريا، وكذلك الخطوات التي حققها الشعب التونسي ضد قوى الظلام والتخلّف، تتكامل مع بعضها لتحقيق الأهداف المشتركة للشعبين الشقيقين في سوريا وتونس”.
ويعتبر هذا التعليق التونسي من قبل سعيّد دعمًا واضحًا للنظام السوري في إطار مسار العلاقات بين سوريا وتونس التي دعمت الثورة السورية في بداية انطلاقها عام 2011، إذ أعرب الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، في مقابلة له مع “فرانس 24” عام 2011، عن أسفه من تحوّل الثورة من سلمية إلى مسلحة قائلًا، “أريد أن تبقى الثورة ديمقراطية غير طائفية ومن دون تدخل أجنبي”.
وأضاف حينها أن الحل يكمن بـ”لجوء بشار الأسد إلى الخارج حتى يتم حقن الدماء”، وأن “القضية محسومة”، كما طرد السفير السوري عام 2012.
وعند قدوم الباجي قايد السبسي إلى السلطة في تونس عام 2014، نفى في 2015 عودة السفير السوري إلى تونس، مؤكدًا أن أي قرار بخصوص المسألة سيكون ضمن الإجماع العربي، مشددًا على أن بلاده لن تغير سياستها بخصوص المسألة، ولن تقوم بأي عمل دون موافقة كل الأطراف في الجامعة العربية.
وقررت الحكومة التونسية المؤقتة برئاسة المهدي جمعة في عام 2014، فتح مكتب في دمشق لإدارة شؤون رعاياها في سوريا.
وفي عام 2017، أجرى عدد من النواب التونسيين زيارة إلى دمشق، طالبوا السبسي حينها بالتدخل وإحياء العلاقات المقطوعة.
وفي 2019، أكد وزير الخارجية التونسي حينها، خميس الجهيناوي، أن “المكان الطبيعي” لسوريا هو “داخل جامعة الدول العربية”،
وأضاف أنه “بالنسبة إلى سوريا، القرار يعود إلى وزراء الخارجية العرب الذين لهم أن يقرروا ما يمكن أن يفعلوه، على اعتبار أن قرار عودتها إلى الجامعة العربية ليس بقرار وطني تونسي”.
وعند وفاة السبسي في تموز من 2019، نعاه الأسد قائلًا في برقية تعزية، “تلقيت بألم بالغ وفاة رئيس الجمهورية التونسية، محمد الباجي قايد السبسي، الذي قضى حياته في العمل الوطني وخدمة بلاده”، مقدما التعازي إلى الشعب التونسي.
وفي تموز من عام 2021، أجرى الرئيس التونسي، قيس سعيّد، إقالات في الحكومة، وجمّد العمل في البرلمان.
وأبدت خارجية النظام حينها دعمها لسعيّد، قائلة “سوريا تشدد على أحقية الشعوب في تقرير مصيرها، والدولة الشرعية في تونس والشعب التونسي قادران على الانطلاق إلى مستقبل يقرره التونسيون أنفسهم”، واعتبر المصدر أن ما حصل في تونس هو في “إطار الدستور الذي صوّت عليه الشعب التونسي”.
–