تضاربت تصريحات قادة “الإدارة الذاتية”، في اليومين الماضيين، حيال التحشيد بشأن عملية عسكرية تركية مرتقبة في شمالي سوريا، وتطوّرات الموقف الدولي وخصوصًا الأمريكي والروسي من العملية.
تصريحات المسؤولين الأكراد حيال موقف الحلفاء، اتسمت بالخيبة، لدرجة اتهام الأمريكيين بأنهم وجهوا للأكراد طعنة في الظهر.
وبحسب شبكات محلية عديدة، فإن الجيش التركي دفع فجر اليوم، الثلاثاء 5 من تموز، بتعزيزات عسكرية ضخمة تضم آليات وجنودًا وذخائر إلى خطوط التماس مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، على جبهات شمال وشرق حلب.
التعزيزات تزامنت مع قصف مدفعي من قبل “الجيش الوطني” لمواقع تتمركز فيها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وقوات النظام السوري، على جبهة البوغاز بريف مدينة الباب شرقي حلب، استمر لساعات صباح اليوم.
في حين جاءت آخر التصريحات التركية على لسان الرئيس، رجب طيب أردوغان، في 1 من تموز الحالي، قائلًا إنه “ليس هناك داعٍ للاستعجال” بشأن العملية العسكرية المحتملة في شمال شرقي سوريا، مؤكدًا أن العملية ستجري في الوقت المناسب.
تضارب بين “قسد” و”مسد”
صرحت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، إلهام أحمد، خلال ورشة عمل الأحد الماضي استضافها مركز “القدس للدراسات السياسية” عبر الإنترنت، بعنوان “المسألة الكردية ومستقبل سوريا”، بأن “مسد” في صف الثورة، ومع تحقيق تطلعات الشعب السوري.
وأوضحت الأحمد موقف “مسد” قائلة، “نحن نعرّف أنفسنا أننا أصحاب الثورة، قد يكون هناك اختلاف في الآليات والرؤية، لكننا مع سوريا جديدة، ونرفض عودة سوريا بمركزتيها الصارمة، ونحن مع التغيير وحصول السوريين على جميع حقوقهم، وندعو للخلاص من المركزية الفظة”.
وأضافت، “تتحمل السلطة في دمشق الجزء الأكبر من المسؤولية، لأنها كانت تستطيع أن تتفادى كل ذلك من خلال البدء بإحداث التغيير الديمقراطي، وقبول المطالب الشعبية، وإجراء حوارات حقيقية مع السوريين للوصول الى حل سياسي شامل، لكن التعنت الذي ما زال موجودًا إلى الآن أوصل سوريا إلى ما هي فيه”.
بينما أكد أمس مدير المكتب الإعلامي لـ”قسد”، فرهاد شامي، حصول تفاهم جديد بين “قسد” والنظام، موضحًا أن ما حصل بين “قسد” ودمشق لم يكن اتفاقًا حديثًا، بل هو “تفاهم عسكري” لصد أي غزو تركي محتمل.
وأضاف أنه بعد “التفاهم الأولي”، وصل 550 جنديًا من قوات النظام إلى مناطق “قسد” مساء أمس، وتمركزوا في بلدة عين عيسى، إضافة إلى مدن الباب ومنبج وعين العرب/كوباني.
وأشار إلى أن هذه القوات سوف تحارب إلى جانب المجالس العسكرية التي تتبع لـ”قسد”، إذا ما حصل أي هجوم تركي.
كما أفاد المتحدث باسم وحدات “حماية الشعب الكردية” (YPG)، نوري محمود، عن وجود تطور إيجابي في التنسيق مع النظام السوري، قائلًا، “نعمل وبالتنسيق مع المسؤولين السوريين لتطوير صيغة عمل مشترك، ورسم خطة دفاعية في مواجهة أي عدوان تركي، وهناك تطور إيجابي في هذا المجال”، بحسب مانقلته عنه وكالة “سبوتنيك” الروسية أمس.
إدانة يقابلها تأييد لرئيسي “PYD” و”مسد”
أدان رئيس حزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، صالح مسلم، الولايات المتحدة، وروسيا، والتحالف الدولي، بسبب عدم دعمهم “الإدارة الذاتية” في مواجهة العملية العسكرية التركية المرتقبة.
وقال مسلم لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، أمس، “الذين أسندنا ظهورنا إليهم للأسف قد طعنونا، سواء كان التحالف الدولي أو أمريكا وحتى روسيا، ليس هناك من يحمل السلاح بدلًا عنا، سنحارب بأنفسنا”.
ودعا مسلم الأمم المتحدة إلى نشر قوات دولية على الحدود السورية كمراقبين، مُستشهدًا بالتجربة اللبنانية، وأكد بدوره خطوة الأحزاب السياسية في “الإدارة الذاتية”، بمطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بفرض حظر للطيران على أجواء المناطق الخاضعة لنفوذها، واصفًا ذلك بأنه خطوة “جيدة لكن غير كافية لو حدثت”.
رئيسة “مسد”، أمينة عمر، أكدت لذات الصحيفة، الأحد الماضي، وجود “إجماع” من الولايات المتحدة وروسيا على رفض أي عملية تركية داخل الأراضي السورية، في إشارة إلى دعم الطرفين بقاء “الإدارة الذاتية”.
كما طالبت النظام السوري بحماية “سيادة الدولة” وحدود الأراضي السورية، مُحذرة من أن أي عملية تشنها تركيا، تهدد بإمكان حدوث “فوضى” وعودة تنظيم “الدولة”.
ومنذ مطلع حزيران الماضي، تهدد أنقرة بشن هجوم عسكري على مناطق تخضع لسيطرة “قسد”، بهدف إنشاء “منطقة آمنة” على طول الحدود السورية الشمالية بعمق 30 كيلومترًا.
وتعتبر تركيا “قسد” في سوريا التي تضم وحدات “YPG”، امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني” (PKK)، المحظور والمصنف إرهابيًا، كما تصنف حزب “PYD” من المنظمات الإرهابية.
–