بدأ الأسطول الخامس التابع للبحرية الأمريكية في الشرق الأوسط بتقديم مكافآت مقابل المعلومات التي يمكن أن تساعد البحارة في اعتراض الأسلحة والمخدرات وغيرها من الشحنات غير المشروعة عبر المنطقة، وسط توترات بشأن البرنامج النووي الإيراني وتسليح طهران لـ”الحوثيين” في اليمن.
تأتي هذه المبادرة التي أطلقها الأسطول الخامس، في 28 من حزيران الماضي، من خلال برنامج مكافآت وزارة الدفاع، ويمثّل البرنامج أحدث مبادرة تحت قيادة نائب قائد الأسطول الخامس، براد كوبر، الذي أطلق أيضًا فرقة عمل للطائرات دون طيار العام الماضي وسط توترات مع إيران.
وتصل المدفوعات إلى 100 ألف دولار، أو ما يعادلها في المركبات أو القوارب أو الطعام للحصول على نصائح تتضمّن أيضًا معلومات عن الهجمات المخطط لها التي تستهدف الأمريكيين.
وكان الأسطول الخامس وشركاؤه صادروا 500 مليون دولار من المخدرات وحدها عام 2021 (أكثر من السنوات الأربع السابقة مجتمعة)، كما اعترض الأسطول الخامس تسعة آلاف قطعة سلاح في نفس الفترة، أي ثلاثة أضعاف العدد الذي ضُبط عام 2020.
ولم يتضح ما إذا كان سبب الزيادة في المضبوطات يمثّل عودة إلى الشحن بعد جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، أو زيادة عامة في عدد الشحنات غير المشروعة في المنطقة.
وفي حديثه لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس“، قال المتحدث باسم الأسطول الخامس، تيموثي هوكينز، شهدنا في عام 2021 نجاحًا هائلًا في ضبط كل المخدرات والأسلحة غير المشروعة، وهذا يمثّل خطوة أخرى في جهودنا لتعزيز الأمن البحري الإقليمي، مضيفًا، “أي نشاط يزعزع الاستقرار يحظى باهتمامنا”.
ويستخدم المهربون عادة المراكب الشراعية من دون جنسية، وهي مراكب شراعية خشبية تقليدية شائعة في الشرق الأوسط، لنقل المخدرات والأسلحة، وإحدى وجهات الأسلحة هي اليمن.
ومع تجنب ذكر إيران بشكل مباشر، فإن قرار الأسطول الخامس تقديم أموال وأغراض أخرى للاستخبارات العملية في الخليج الفارسي والممرات المائية الاستراتيجية، قد يزيد الضغط على تدفق الأسلحة إلى “الحوثيين”، إذ لا يزال وقف إطلاق النار هشًا في اليمن.
وأوضح هوكينز أن المشغلين الذين يجيدون اللغات العربية والإنجليزية والفارسية سيديرون خطًا ساخنًا، في حين أن البحرية ستأخذ نصائح إضافية عبر الإنترنت، باللغتين الدرية والبشتونية المحكيتين في أفغانستان.
رغم حظر الأسلحة الذي يفرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على اليمن، تنقل إيران منذ فترة طويلة البنادق والقذائف الصاروخية والصواريخ وغيرها من الأسلحة إلى “الحوثيين”، وتنفي تسليحهم، إلا أن خبراء مستقلين ودول غربية تتبعوا مكوّنات تعود إلى إيران.
لا تزال البحرية الأمريكية وإيران تواجهان مصادمات متوترة في مضيق “هرمز”، المصب الضيق للخليج الفارسي الذي يمر عبره خُمس إجمالي تجارة النفط.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت عمليات الضبط الجديدة يمكن أن تزيد التوترات مع إيران، قال هوكينز، “هذا ما نسعى إليه، هذا ليس في مصلحة الاستقرار والأمن الإقليميين”.
وصف عضو المكتب السياسي لـ”الحوثيين”، علي القحوم، عبر حسابه على “تويتر”، الأسبوع الماضي، زيادة النشاط الأمريكي في البحر الأحمر ومياه الخليج العربي بالخطِر، وأكد أن خيارات الدفاع والمواجهة مفتوحة، قائلًا، “لن يكون لهم ولمشاريعهم الشيطانية مكان ولا قرار”.
٢-نقول للأمريكان الشعب اليمني يعي خطورةتحركاتهم ويرصدها عن كثب في البحر الأحمر وحضرموت ومناطق أخرى فهم رأس حربةفي العدوان وأعلنوا ذلك من واشنطن ولهذا خيارات الدفاع والمواجهةمفتوحةولن يكون لهم ومشاريعهم الشيطانيةمكان ولا قرار وعليهم ادراك ذلك و٨سنوات كافيةللإعتبار إن كانوا يعتبرون
— علي القحوم (@alialqhoom) June 27, 2022
–