“غربة الياسمين” تروي حياة مهاجرين مسلمين في فرنسا
“منذ صغرها، توصيها أمها بألا تتحدث إلى الغرباء أو تأخذ منهم شيئًا، لكنها حين التقت ذلك الغريب رمت بكل وصاياها عرض الحائط”.
بهذه الكلمات بدأت الكاتبة التونسية خولة حمدي روايتها “غربة الياسمين”، بنفَس محافظ ونهج مدافع عن الإسلام، بدت ملامحه في سطور الرواية المتتالية، منتقدة الكلمات التي يطلقها الغرب على المسلمين والتي تشكّل كابوسًا كبيرًا، مشددة على رفض كلمة “الإرهاب” التي يربطها الغرب بالإسلام.
الرواية المكوّنة من 407 صفحات، صدرت عام 2015، وتركّز على قضية الثقافة العربية ومدى تأثرها بالغرب، وصعوبة تكيّف وتعايش العرب والمسلمين مع المجتمع الغربي، والفرنسي خاصة.
بطلة الرواية تجسّدها الشابة التونسية التي تُدعى “ياسمين”، فتاة محجّبة وملتزمة، تهاجر إلى فرنسا لتحصل على شهادة الدكتوراه تاركة أمها في تونس، إذ تحمّلت الأم مسؤولية تربية “ياسمين” بمفردها بعد أن انفصلت عن زوجها الذي هاجر أيضًا إلى فرنسا وأسّس أسرة هناك.
واجهت “ياسمين” مشكلات عديدة بسبب حجابها في أرض الحريات، وتفاجأت بنمط وأسلوب الحياة الذي تعيشه زوجة أبيها “إيلين” وإخوتها الصغار، وعزّزت هذه المشكلات صعوبة اندماجهم في المجتمع الفرنسي الذي يغلب عليه موقف رفض الحجاب، وهو ما عرّضها لمشكلات مهنية.
البطلة “ياسمين” و”رنيم” و”عمر”، تحدثت الرواية عن ثلاث شخصيات عربية تعيش في فرنسا، ونقلت استجابة كل شخصية منها للمؤثرات الغربية على هويتها العربية المسلمة.
“عمر” الشاب الملتزم الذي بدا عربي الملامح حين تبادلت “ياسمين” معه النظرات وأطراف الحديث في أثناء تنقلها بـ”المترو”، وهو باحث في مجال الطاقة يعمل في شركة مواد كيماوية، يختفي بعد اتهامه بتفجير مبنى الشركة التي يعمل بها.
بعد أن توطدت علاقة “ياسمين” بعائلة خالتها “زهور”، طلبت الخالة يد “ياسمين” للزواج من ابنها “هيثم”، وانتقلت بعدها “ياسمين” للعيش مع “رنيم” وهي فتاة مصرية، ومحامية متأثرة بالثقافة الغربية ومتحررة وقوية الشخصية، توكل إليها قضية الشاب “عمر”.
بلغتها السهلة والسلسة والأحداث المترابطة بين أجزائها، تتسارع الأحداث وتتنوع الأمكنة في الرواية، لتترك نهاية مفتوحة بعدة تساؤلات، عن انسجام الفتاتين مع بعضهما، وعن إثبات براءة “عمر” من تهمته، وعن زواج “ياسمين” من ابن خالتها “هيثم”.
لم تكن رواية “غربة الياسمين” التجربة الأولى ولا الأخيرة التي أعقبتها عدة كتب وروايات للكاتبة التونسية خولة حمدي (38 عامًا)، الأستاذة الجامعية في تقنية المعلومات بجامعة “الملك سعود” بالرياض.
دخلت خولة حمدي عالم الكتابة والتأليف والنشر بكتاب “أحلام الشباب” الذي عكس ذكريات فتاة مسلمة، ثم صدرت رواية “في قلبي أنثى عبريّة” باللغة العربية في عام 2012، تناولت قصّة حقيقية لفتاة يهودية تونسية اعتنقت الإسلام بعد أن تأثرت بشخصية الفتاة المسلمة اليتيمة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :