الرقة.. الماء لري بساتين المنازل والأحياء عطشى
عنب بلدي- حسام العمر
تجمع أمينة مساء كل يوم أواني يمكن ملؤها بالماء، وتجلس قرب الصنبور، بانتظار موعد قدوم الماء، لتملأ ما تيسر منه لقضاء حاجات منزلها في اليوم التالي.
أمينة المحمد (35 عامًا) من سكان حي الدرعية، الواقع على أطراف مدينة الرقة الغربية، قالت لعنب بلدي، إن معاناة السكان في الحي من نقص المياه زادت جراء انتشار ظاهرة ري البساتين المنزلية بمياه الشرب.
سقاية بعض السكان في مدينة الرقة بساتين صغيرة داخل منازلهم بمياه الشرب، تسببت بحرمان بعض المنازل الأخرى من المياه.
وتتكرر المشكلة في معظم أحياء الرقة التي تقع على أطراف المدينة، وتتصف المنازل بالمساحات الكبيرة التي قد تتجاوز 500 متر في أغلبيتها، ومنها أحياء الحصيوة والرومانية ورميلة والمشلب والسباهية.
ويضطر السكان في هذه الأحياء إلى الانتظار حتى ساعات متأخرة من الليل ليتمكنوا من الحصول على المياه، حيث يتراجع الضغط على أنابيب المياه الرئيسة.
المشكلة تتفاقم صيفًا
في استطلاع للرأي أجرته عنب بلدي، قال عدد من سكان حي الدرعية، إن المشكلة قائمة طوال أيام السنة، لكنها تتفاقم خلال فصل الصيف، مع زيادة الحاجة إلى المياه، وزيادة ري الأهالي بساتينهم المنزلية من شبكات مياه الشرب.
مسلّم العلي (36 عامًا)، من سكان الحي، قال لعنب بلدي، إنه جمع عددًا من جيرانه، وتوجهوا لتقديم شكوى رسمية لبلدية الرقة، يطالبونها فيها باتخاذ إجراءات صارمة ضد الأشخاص الذين يستجرون مياه الشرب لري البساتين.
وأوضح مسلّم أنهم تلقوا وعودًا من مسؤولين في البلدية بحل المشكلة قريبًا، وإرسال دوريات ميدانية للكشف على البساتين وإزالة المخالفات الموجودة.
وتعرضت معظم شبكات وأنابيب المياه في مدينة الرقة للتخريب بفعل العمليات الحربية التي شهدتها المدينة خلال السنوات الماضية، وإثر ذلك، أعاد “مكتب المياه” في الرقة إصلاحها بتمويل من المنظمات الدولية العاملة في المدينة.
مخالفات لم توقف الاستجرار
أحد العاملين في “قسم مكافحة المخالفات” بـ”مكتب المياه” في الرقة، قال لعنب بلدي، إن “المكتب”، وبعد تقديم السكان عدة شكاوى، أجرى جولات ميدانية للكشف على تلك المخالفات.
وأضاف أن “المكتب” نظّم مخالفات مالية بحق الأشخاص الذين يستجرون المياه بشكل غير مشروع، وأنذرهم باقتلاع المزروعات في حال تكررت المخالفة، أو استمروا في ري البساتين ولم يتوقفوا عن الاستخدام المفرط لمياه الشرب.
وتعتمد مدينة الرقة على نهر “الفرات” في تأمين مياه الشرب لسكان المدينة والقرى والبلدات القريبة من النهر، وتُضخ المياه بمضخات تقع على ضفاف النهر باتجاه أحياء المدينة وريفها.
ووفقًا للأمم المتحدة، تقدّر الحاجة اليومية للفرد الواحد من المياه بين 50 و100 ليتر، تُستخدم للشرب والاحتياجات الشخصية والمنزلية.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن المياه غير النظيفة وسوء الصرف الصحي هما السبب الرئيس لوفيات الأطفال، ويرتبط إسهال الأطفال بشكل وثيق مع إمدادات المياه غير الكافية، وعدم كفاية مرافق الصرف الصحي، والمياه الملوثة بالأمراض المعدية، والممارسات الصحية السيئة.
ويقدّر بأن الإسهال يتسبب في وفاة 1.5 مليون طفل سنويًا، معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة من الذين يعيشون في البلدان النامية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :