احتفل الزعيم الصيني، شي جين بينغ، بالذكرى السنوية الـ25 لعودة هونج كونج، بخطاب ألقاه اليوم، الجمعة 1 من تموز، مؤكدًا سيطرة بكين على المستعمرة البريطانية السابقة في ظل رؤيتها المتمثلة في “دولة واحدة ونظامين”.
وأعادت بريطانيا هونج كونج إلى الحكم الصيني في 1 من تموز 1997، بعد إدارتها كمستعمرة لأكثر من قرن، ووعدت بكين هونج كونج بحكم ذاتي واسع النطاق، وحقوق فردية غير مقيدة، واستقلال قضائي على الأقل حتى عام 2047، وفقًا لوكالة الأنباء “رويترز“.
صدم هذا التحول الكثيرين في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 7.4 مليون نسمة، وعارض ناشطو هونج كونج في السنوات التي تلت التسليم، الجهود الصينية لتقييد الحريات، وطالبوا بإجراء انتخابات ديمقراطية بالكامل، ما جذب مئات الآلاف من الناس إلى مسيرات في الشوارع.
يتهم منتقدو الصين السلطات بالدوس على تلك الحريات غير المتوفرة في البر الرئيس الاستبدادي للصين، مع قانون الأمن القومي الشامل الذي فرضته بكين على المدينة عام 2020 بعد الاحتجاجات الجماهيرية المؤيدة للديمقراطية عام 2019.
أشاد جين بينغ بالمدينة لتجاوزها “الاضطرابات الاجتماعية العنيفة”، في إشارة إلى الاحتجاجات الضخمة المؤيدة للديمقراطية عام 2019، التي أعقبتها حملة قمع بقيادة بكين أدت إلى القضاء على المعارضة وأغلقت وسائل الإعلام المستقلة، ما أدى إلى محاذاة هونج كونج بشكل وثيق مع ضوابط أكثر صرامة في ظل الحزب “الشيوعي” الحاكم في الصين.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الخميس 30 من حزيران الماضي، أن الصين فشلت في الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالتسليم.
بينما رفضت الصين الاتهامات، قائلة إن القانون “أعاد النظام من الفوضى” حتى تزدهر المدينة.
في عهد جين بينغ، قُمعت الاحتجاجات لسنوات، فيما وصفه الحزب “الشيوعي” بأنه يعيد الاستقرار إلى المدينة، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.
قال جين بينغ، إن بكين تتمتع “بسلطة قضائية شاملة” على هونج كونج، وإن هونج كونج يجب أن تحترم القيادة الصينية، حتى مع سماح بكين لمناطق مثل هونج كونج وماكاو المجاورة بالحفاظ على نظامها الرأسمالي ودرجة من الحكم الذاتي.
وأشار إلى أن هونج كونج، بعد العودة إلى الوطن الأم، تغلبت على جميع أنواع التحديات، وتقدمت إلى الأمام بثبات، قائلًا، “بغض النظر عن الأزمة المالية العالمية أو جائحة فيروس (كورونا) أو الاضطرابات الاجتماعية العنيفة، لم يوقف أي شيء تقدم هونج كونج”.
منذ احتجاجات 2019، استخدمت السلطات قانون الأمن الوطني الشامل لاعتقال عشرات الناشطين والإعلاميين وأنصار الديمقراطية، وأدخلت منهجًا أكثر وطنية في المدارس، وجددت قوانين الانتخابات لإبعاد السياسيين المعارضين الذين يُعتبرون غير وطنيين بما فيه الكفاية عن المجلس التشريعي للمدينة.
من وجهة نظره، أعاد الحزب “الشيوعي” الصيني الاستقرار إلى مدينة مزقتها مظاهرات يُنظر إليها على أنها تحدٍ مباشر لحكمها، ويُنظر إلى أن جين بينغ جعل من المدينة مركزًا ماليًا وتجاريًا عالميًا.
قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسون، في بيان، إن سياسات الصين تجاه هونج كونج، بما في ذلك قانون الأمن القومي، زعزعت المؤسسات والقواعد والأنظمة التي كانت أساس الثقة الدولية في المدينة.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، “لقد شهدنا تآكلًا مطّردًا للحقوق السياسية والمدنية منذ فرض قانون الأمن القومي في 30 من حزيران 2020، وأكدت أن السلطات قمعت المعارضة وجرّمتها وطردت أي شخص يمكنه قول الحقيقة للسلطة”.
وحذر جين بينغ من أنه لن يكون هناك تسامح مع التدخل الأجنبي أو تدخل من وصفهم بالخونة في شؤون هونج كونج، وقال إن حماية السيادة الوطنية والأمن والمصالح التنموية هي أولوية قصوى.
كما شدد على أهمية الاهتمام بشباب هونج كونج، إذ كان العديد من المتظاهرين في الحركات المؤيدة للديمقراطية في عامي 2014 و2019 من الطلاب، وكثير منهم خاب أملهم ليس فقط بسبب فقدان الحريات السياسية الموعودة، ولكن أيضًا بسبب المنافسة المتزايدة في سوق العمل وارتفاع تكاليف الإسكان.
كانت رحلة جين بينغ إلى هونغ كونغ هي الأولى له خارج البر الرئيس للصين منذ انتشار جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في كانون الثاني 2020، وآخر مرة زار جين بينغ هونج كونج كانت عام 2017 للاحتفال بالذكرى الـ20 للتسليم.
كتبت صحيفة “جلوبال تايمز” القومية، اليوم، أن ما حدث على مدى السنوات الـ25 الماضية، أثبت أن مستقبل ومصير هونج كونج يجب أن يكونا في أيدي الوطنيين الذين يبكون بفخر لكونهم صينيين.
وقالت في الافتتاحية، “التجديد العظيم للأمة الصينية لا رجوع فيه، وغد هونج كونج سيكون أكثر إشراقًا”.
–