حذرت منظمة “أنقذوا الأطفال” من الارتفاع الحاد في عدد النساء اللواتي قُتلن في مخيم “الهول” شمال شرقي سوريا في الأشهر الأخيرة، الأمر الذي يخيف الأطفال الذين يعيشون هناك
وفي بيان نشرته المنظمة، اليوم الخميس 30 من حزيران، قالت إن “بعض الأطفال رأوا حتى جثة أمهاتهم متروكة على جانب الطريق”.
تأتي عمليات القتل وسط تصاعد العنف في “الهول” وهو أحد المخيمين إلى جانب مخيم “الروج” اللذين يأويان نازحين في شمال شرق سوريا منذ انهيار تنظيم “الدولة الإسلامية” في عام 2019، إذ يضم مخيم الهول حوالي 55 ألف شخص من سوريا والعراق وحوالي 60 دولة أخرى أكثر من نصفهم من الأطفال.
في حين أن أسباب القتل غير واضحة، إلّا أنها تكشف عن مستويات مروعة من العنف القائم على النوع الاجتماعي في المخيم حيث قُتل أكثر من شخصين في المتوسط أسبوعيًا في عام 2021، مما يجعل من مخيم “الهول من أخطر الأماكن في العالم للأطفال.
وفي إحدى الحوادث، تم تهديد سيدة بالسلاح واختطافها أمام أطفالها، تُركت جثتها المصابة على طريق في المخيم وشاهدها أطفالها.
وقال ابنها أحمد (10 سنوات) لمنظمة “أنقذوا الأطفال”، “كنت أعرف أن والدتي تعرضت للتهديد ولكني لم أتوقع أبدًا رؤية دم والدتي أمامي وعدم القدرة على فعل أي شيء حيال ذلك”.
وجد البحث الأخير الذي أجرته “أنقذوا الأطفال” أن الأطفال يتأثرون بشدة بالعنف في المخيم، وهذا يشمل الكوابيس المنتظمة التي تنطوي على العنف والأرق والتبول في الفراش والقيء وفقدان الشهية.
وأدى ذلك إلى سلوك عدواني وعدم القدرة على التركيز في المدرسة، ويشعر الكثير منهم، بما في ذلك الأطفال الصغار جدًا باليأس بشأن مستقبلهم، إذ أخبر طفل يبلغ من العمر خمس سنوات والديه أنه يريد الموت.
وقالت المنظمة إن إحدى الأمهات التي شاركت في بحثهم الأخير تدعى هادية، قُتلت بشكل مأساوي الأسبوع الماضي.
وفي حديثها إلى مجموعة الإغاثة أواخر العام الماضي، قالت إن ابنها البالغ من العمر 12 عامًا شهد مقتل أفضل صديق له ووالد أقرب أصدقائه بالرصاص، وسيسأل عما إذا كان بإمكانهم مغادرة “الهول” كلما وقعت جريمة قتل، لم يتمكنوا من مغادرة المخيم لأن منزلهم قد دمر وشعرت هادية أنها لن تتمكن من العثور على عمل أو مكان للعيش فيه بأمان.
ودعت المنظمة إلى بذل جهود عاجلة لدعم العودة الآمنة والطوعية والكريمة للأسر السورية والعراقية من مخيم الهول، وفي غضون ذلك يحتاج المانحون إلى زيادة الدعم للخدمات المقدمة للأطفال والأسر المتضررة من العنف، بما في ذلك الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدتهم على التكيف مع ما يواجهونه.
وصرّح القائم بأعمال مدير الاستجابة لسوريا في منظمة أنقذوا الأطفال، ماثيو سوغرو، “عمليات القتل هذه تخيف الأطفال الذين يعيشون في مخيم (الهول) الذين يقضون ساعات يقظتهم في التفكير بأنه (من سيكون التالي؟)”
وأضاف، “لا يمكننا التخلي عن الأطفال في مخيم الهول ليعيشوا كل يوم خوفًا على حياتهم ومن أن تكون أسرهم هي التالية التي تتعرض للهجوم، يجب علينا إيجاد حلول دائمة على وجه السرعة حتى يتمكن الأطفال من الوصول إلى الخدمات التي يحتاجون إليها للتعافي من تجاربهم إنهم يستحقون نفس الفرص التي يحصل عليها جميع الأطفال لكي يكبروا بأمان وسعادة، لا يمكنهم فعل ذلك وهم محاصرون”.
وصرحت الأمم المتحدة أن أكثر من 100 جريمة قتل حصلت خلال عام ونصف في المخيم، وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا، عمران رضا، إن العديد من الضحايا في مركز احتجاز عائلات مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” كانوا من النساء، بحسب ما نقلته صحيفة “The Guardian” البريطانية.