وجه مدير شؤون المعتقلين في فرقة عمل الطوارئ السورية، المعتقل السابق عمر الشغري، 14 رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، في جلسته التي انعقدت أمس الأربعاء، 29 من حزيران.
وحمل الشغري رسائل لأعضاء مجلس الأمن موجهة من 14 سوريًا، وتعبر عن السوريين كافة، إذ نقل رسالة سيّدة من درعا، تقول فيها “لديكم الصلاحية لتحويل الكابوس إلى حلم، فلماذا لا تفعلون ذلك”.
بينما قالت رسالة أخرى لمواطن سوري من دمشق “أليس من المستغرب مدى قوتكم وصلاحياتكم ولكن مدى عجزكم في مواجهة أعدائنا!”.
رسالة أخرى من حمص تقول فيها سيّدة سورية “ابنتي مريضة، هل لكم أن تساعدوا في خروجها لأي مشفى آمن في العالم”.
وإلى جانب ذلك، يقول أحد المواطنين السوريين من محافظة حماة في الرسالة التي نقلها الشغري، “فقدت كل شيء أمام ناظريكم، وكل ما تستطيعونه لوم روسيا والنأي بأنفسكم عن هذه المسؤولية”.
وهناك رسالة نقلها الشغري من مواطنة سورية من اللاذقية، المحافظة التي ينتمي رئيس النظام السوري لإحدى قراها، جاء فيها “لم تكن سوريا بهذا الخوف والرعب والترويع، حتى مؤيدو النظام لا يسلمون أيضًا من التوقيف والتعذيب والقتل”.
وارتفعت حدة الخطاب الذي قدمه الشغري مؤكدًا أنه لا ينتقي من كلمات الشعب السوري، لكنه يصدح بأصوات الناس، وتجلى ذلك في إحدى الرسائل التي نقلها عن مواطن من أبناء محافظة إدلب ونصّها “لقد كنتم عاجزين بل ومشلولين منذ عام 2011، لقد فقدت كل شيء أحببته يومًا ما، تبًا لكم، يا ويحكم، إذ إنكم لم تحترموا الأرواح الإنسانية”.
أما رسالة مواطنة من محافظة حلب، فجاء فيها “كل ما نحتاجه هو الحماية، سئمت من خشية السماء، فلست بحاجة لمزيد من القنابل”.
وعن أحد أبناء محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، نقل الشغري، “لا تدعوا روسيا والصين وإيران يتلاعبون بكم، تصرفوا بقدر مستواكم، ومنصبكم وقوتكم كمجلس للأمن، لا مجرد لعبة في (ديزني لاند)”.
وتقول رسالة لسيّدة سورية من محافظة ريف دمشق “لدي رهاب من الأماكن المغلقة، وكلما شن علينا النظام هجمة علي الاختباء ولا أستطيع التنفس”.
كما نقل الشغري رسالة عن شاب صغير للغاية من أبناء القنيطرة يقول فيها “لقد استأنست قطة منذ مدة، وهي عالمي كله، رجاء ساعدوني لأبقي هذه القطة على قيد الحياة وأحفظها، واسمها جودي”.
وفي رسالة من مواطنة سورية من أهالي السويداء، “لقد بدى أن كل شيء مستحيل ولن يحدث أبدًا إلى أن يقع ويتحقق وتقع علينا الواقعة”.
ومن الرقة نقل الشغري رسالة لشاب سوري قال فيها “فيما كنتم تفكرون أن الحرب انتهت، فهي لم تنته وما زال السوريون يقتلون”.
تبع ذلك رسالة من دير الزور ونصّها “ثمة سبيل واحد لإنهاء الحرب في سوريا، وهو محاسبة نظام الأسد”.
بعد ذلك قدّم الشغري رسالته نيابة عن محافظة طرطوس، لتكون الرسالة الـ14، مشيرًا للغطاء السياسي الذي منحته روسيا للنظام السوري عبر استخدامها المتكرر لحق النقض” فيتو، لعرقلة قرارات تغطي انتهاكات حقوق الإنسان واستخدام القوة بحق المدنيين وتدعو لوقف شامل لإطلاق النار في سوريا.
الشغري موجهًا الحديث لأعضاء مجلس الأمن، قال “ماذا دهاكم؟ أما تبقى لديكم النذر اليسير من الإنسانية؟ ألا تُقض مضاجعكم ليلًا؟ كيف تنظرون بأعين أطفالكم؟”.
وتابع “ولا تتجرأوا أن تحاضروا بسيادة النظام السوري فما هذا إلا دليل على عجزكم”، كما لفت إلى الانتهاكات الإيرانية في سوريا والعراق، إلى جانب انتهاكات روسيا.
وفي سياق منفصل، ندد الشغري باستقبال الإمارات لرئيس النظام السوري ، بشار الأسد، في 18 من آذار الماضي، “أليس لديكم أي احترام لملايين يعانون منذ سنوات بسبب الأسد، للأمهات الثكلى اللواتي فقدن أبنائهن، وللسواح في جميع أنحاء العالم ينبغي أن تعرفوا أنكم تؤيدون قتل الأطفال والنساء في سوريا وتعذيبهم، (…) لن تفلتوا مني أبدًا سأتخذ كل الخطوات اللازمة لأفضحكم”.
كما ندد برفض الأردن السماح لامرأة حبلى تقيم في مخيم الركبان بالوصول إلى مستشفى على أراضيها، لتضع حملها.
الشغري دعا لموقف أمريكي أكثر جدية ويتعدى ما وصفها بـ”التصريحات الجوفاء”، مشددًا على ضرورة الضغط على موسكو لفتح جميع المعابر الإنسانية، إلى جانب “باب الهوى” للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
ودعا لجمع الأدلة واستخدامها لمحاسبة النظام السوري وإبطاء عملية التطبيع، وناشد المجتمع الدولي لـ”القتال” مع الشعب السوري، لتحرير كل المحتجزين بسبب مطالبتهم بحقوقهم.
وختم الشغري رسالته بالعربية “لكل ضحية، لكل مهجر، لكل أرملة، لكل يتيم، لكل سوري عندو أمل بالحرية، الحرية جاية، والأمل كبير”.
وشكك ممثلو العديد من الدول بما فيها، الولايات المتحدة وبريطانيا، بجدية “مرسوم العفو” الذي أصدره النظام في 30 من نيسان الماضي، إذ طالب المندوب الأمريكي بعدم استخدامه كذريعة لإعادة اللاجئين، باعتبار أن الظروف غير مواتية لعودة كريمة.
ودعت العديد من الدول لتمديد تمرير المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، على خلاف الموقف الروسي.