لجنة التحقيق في سوريا: الحديث عن إيقاف المساعدات عبر الحدود غير معقول
قدمت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في سوريا تحديثها الشفوي لمجلس حقوق الإنسان حول وصول الاحتياجات الإنسانية في سوريا إلى أعلى مستوياتها.
وقال رئيس اللجنة، باولو بينيرو، خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان، الأربعاء 29 من حزيران، “من غير المعقول أن تركز نقاشات مجلس الأمن على إغلاق معبر (باب الهوى) الحدودي، عوضًا عن البحث عن كيفية توسيع نطاق الوصول إلى المعونة المنقذة للحياة في جميع أنحاء البلاد وعبر كل الطرق المناسبة”.
واعتبر بينيرو أن أطراف النزاع في سوريا أخفقت باستمرار بتسهيل المرور السريع ودون عوائق للمساعدات الإنسانية للمدنيين المحتاجين في جميع أنحاء سوريا، مطالبًا بإزالة جميع العوائق التي تمنع وصول المساعدات أو تؤخره.
يأتي ذلك في وقت يعتمد فيه 14.6 مليون سوري على المساعدات الإنسانية، ويواجه 12 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد.
مخاوف من العودة
وخلال الجلسة نفسها، أظهر الخبير الحقوقي بينيرو، مخاوفه حول حقيقة العودة الآمنة لأكثر من 13.4 مليون سوري فرّوا من ديارهم.
وقال بينيرو، “يتعرض ملايين اللاجئين الذين فرّوا من البلاد الآن لضغوط متزايدة للعودة”، مؤكدًا رفض معظم السوريين في دول اللجوء لخيار العودة.
وأوضح بينيرو، أنه عندما أجرت مفوضية اللاجئين مؤخرًا استطلاع رأي للاجئين السوريين، أكّد أن حوالي 93% أنه لا يفكرون بالعودة في العام المقبل.
كما تحدثت لجنة التحقيق حول قضية وجود آلاف أقارب المقاتلين الأجانب محتجزين في ظروف مروعة في مخيمات شمال شرقي سوريا، لافتة إلى وجود حوالي 40 ألف طفل لا يزالون محتجزين في ظروف مروعة في مخيمي “الهول” و”الروج”.
ولا يزال انعدام الأمن منتشرًا في الهول، إذ جرى الإبلاغ عن 24 جريمة قتل خلال العام الحالي، كما استهدف العاملين في المجال الإنساني، وقُتلت ممرضة من الهلال الأحمر وطُعن طبيب تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر، وفق ما قاله بينيرو.
من جهته رفض ممثل سوريا، حسام الدين علاء، ما وصفه بـ “الاتهامات والمغالطات”، مؤكدًا رفضه أي محاولة ترمي “لتشجيع إنشاء آليات دولية جديدة حول سوريا” إلى جانب “الاتهامات المعلّبة والقرارات الخلافية والتقارير الزائفة”.
وتواصل تحذيرات المنظمات الإغاثية من منع وصول المساعدات عبر الحدود في ظل تخوّف من استخدام روسيا حق النقض “فيتو” لمنع تمديد تفويض مجلس الأمن الدولي الذي ينتهي في 10 من تموز القادم، ويقضي بالسماح ببدخول شاحنات المساعدات إلى سوريا عبر تركيا عبر معبر “باب الهوى”.
وفي 29 من حزيران الحالي، حذر نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية، مارك كاتس، من موت الأشخاص الذين يعيشون في شمال غرب سوريا بسبب سوء التغذية، أو نقص المياه، إذا استخدمت روسيا حق النقض ضد تفويض الأمم المتحدة للمساعدات عبر الحدود.
كما حذر فريق “منسقو استجابة سوريا”، في 21 من حزيران الحالي، من حالة الهشاشة الشديدة التي يمر بها أكثر من 4.3 مليون مدني، بينهم 1.5 مليون نازح في مخيمات، ومواقع عشوائية لا تفي بمعايير الطوارئ الدنيا للمأوى والصرف الصحي.
ولفت الفريق إلى وصول آلاف النازحين إلى نقطة الانهيار، متسائلًا عن مدى قبول المجتمع الدولي بتحويل النظام السوري المساعدات الإنسانية إلى سلاح لارتكاب المزيد من الفظائع.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :