تنشط المنظمات التركية في الآونة الأخيرة بمناطق الشمال السوري، على الشريط الحدودي مع تركيا، بإنشاء تجمعات سكنية، تشمل منازل “الطوب” ومنشآت اجتماعية واقتصادية.
وتزامن التزايد في نشاط عمل هذه المنظمات مع إعلان الحكومة التركية استعدادها لشن عملية عسكرية، وتوجهها لإنشاء منطقة آمنة، تؤمّن عودة مليون لاجئ سوري وأكثر، وفق تصريحات المسؤولين الأتراك.
ويجري تسليم المنازل التي ينتهي إنشاؤها إلى الأهالي الذين يقطنون المخيمات في تلك المناطق.
ووصل عدد المنازل التي سُلّمت حتى الآن، والتي أعلن عنها، في أوائل حزيران الحالي، وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، إلى نحو 60 ألف منزل، في 259 نقطة، شمالي سوريا.
صويلو، وفي تصريحاته الأخيرة في 26 من حزيران الحالي، صرّح عن العدد الكلي للمنازل التي تعمل الحكومة التركية على الانتهاء من إنشائها في مناطق مختلفة بالشمال السوري، مع حلول نهاية العام الحالي.
وجاء في كلمته خلال اجتماع مديرية الأمن التركي في ولاية إزمير غربي البلاد، أن “عدد المنازل التي يخطط للانتهاء من إنشائها في مدينة إدلب، مع حلول نهاية عام 2022، يصل إلى 100 ألف منزل”، وفق ما نقلته صحيفة “TRT Haber“.
وأضاف صويلو أنه وفق ما أعلنه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سيجري إنشاء 240 ألف منزل بالتعاون مع منظمات دولية، في مدن جرابلس، والباب، واعزاز في ريف حلب، بالإضافة إلى مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، ومدينة رأس العين في ريف الحسكة.
وأشار صويلو إلى أن هذه المشاريع ستشمل منشآت صحية من مستشفيات ومراكز طبية، بالإضافة إلى مراكز التعليم.
وبحسب ما أفاد به صويلو، فإن منظمة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، حصلت على طلبات (لم يحدد الجهة) لبناء سبعة آلاف منزل إضافي.
وقال صويلو، إنه “يأمل خلال مدة 10- 15 يومًا، أن يسكن اللاجئون السوريون في تركيا في هذه المنازل، بمجرد موافقتهم على العودة إلى المناطق الآمنة في سوريا” وفق تعبيره.
وأضاف أن مساحات المنازل تنقسم إلى ثلاثة أقسام، هي 60 و80 و100 متر مربع، مشيرًا إلى أن التسليم للعوائل سيجري وفق عدد الأطفال.
ويعتبر صويلو أن العوائل التي ستقبل بالعودة إلى سوريا ستعود إلى مدنها، بالإضافة إلى أنها ستقيم في مناطق آمنة، حسب تعبيره.
وفي 26 من حزيران الحالي، سلّم “الهلال الأحمر التركي” 901 منزل “طوب” لعائلات سورية نازحة في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، وانضم إلى مراسم التسليم مساعد والي هاتاي، أوغوزهان بينجول.
ويأتي ذلك ضمن المرحلة الثانية من مشروع “الهلال الأحمر التركي” لبناء خمسة آلاف منزل في محافظة إدلب، لإيواء العائلات السورية النازحة، وفق ما نقله موقع “en son haber“.
وذكر المدير العام لـ”الهلال الأحمر التركي”، إبراهيم ألتنن، أن المنظمة انتهت من إنشاء 2189 منزل “طوب” في إدلب، و272 في منطقة اعزاز بريف حلب، إلى جانب افتتاح مدرسة لتعليم الأطفال “ضحايا الحرب” في إدلب.
بدورها، أعربت أمينة تاش، رئيسة جمعية “فور تشلدرن سمايل”، عن امتنانها لافتتاح المدرسة، التي تضم 22 فصلًا دراسيًا.
ومن المقرر أن يواصل “الهلال الأحمر” مشروع بناء ثلاثة آلاف و200 منزل طوب في المرحلتين الثالثة والرابعة بإدلب، و272 مثلها في المرحلة الخامسة باعزاز.
وزار صويلو مدينة تل أبيض شمالي الرقة الحدودية مع تركيا، في 18 من حزيران الحالي، لتفقد مشروع بناء وحدات سكنية فيها.
وقال صويلو في تصريح للصحفيين، وفق ما ترجمته عنب بلدي، إن بلاده بصدد تنفيذ مشاريع بناء تجمعات سكنية، مشيرًا إلى وجوده في منطقة من ضمن ثلاث مناطق تعتبر عملية دراسة المشروع فيها مكتملة، وأوضح أن مساحة الأرض المخصصة للمشروع في مدينة تل أبيض تبلغ 1200 دونم.
Temel Stratejimiz:
Gönüllü, Güvenli ve Onurlu Geri DönüşSuriye'de, Şanlıurfa Akçakale sınırının karşı tarafında bulunan Tel Abyad'da, Tel Abyad İskân Bölgesi'ndeyiz pic.twitter.com/t0qouXItv7
— Süleyman Soylu (@suleymansoylu) June 18, 2022
ومن المخطط، بحسب وزير الداخلية، أن يتم في المرحلة الأولى بناء عشرة آلاف وحدة سكنية، وأن يعيش فيها حوالي 64 ألف شخص، لافتًا إلى إمكانية تملّك سكان هذه البيوت، وهم العائلات العائدة من تركيا، المنزل بعد فترة من الزمن.
ويشرف على بناء المشروع إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد).
وأكد صويلو أن تركيا أطلقت مشروعًا كهذا لإتاحة الفرصة للاجئين السوريين في تركيا لـ”العودة الطوعية والآمنة والكريمة إلى بلدهم”، مشيرًا إلى أن بعض المنظمات الإنسانية بدأت مشروعًا لبناء ألف وحدة سكنية في مدينة جرابلس، بريف حلب الشمالي.
في وقت سابق، صرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن مساعي الحكومة التركية لإعداد مشروع لضمان عودة مليون لاجئ سوري “عودة طوعية” إلى بلادهم، قائلًا إن الحكومة التركية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني التركية والعالمية، تسعى لإنشاء مشروع سكني وخدمي كامل، بحسب ما نقلته قناة “a Haber” التركية.
وجاءت تصريحات أردوغان، في 3 من أيار الماضي، عبر مكالمة فيديو، خلال مراسم تسليم مفاتيح منازل “الطوب” في مدينة إدلب، بالتنسيق مع إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، وبحضور وزير الداخلية التركي.
–