أحمد الشامي
«سكت دهرًا ونطق كفرًا» يبدو خير ما يلخص خطاب «بشار اﻷسد» اﻷخير الذي أفرح السوريين مع عودة الكهرباء لخمس وخمسين دقيقة بالتمام والكمال، استفاد منها المواطنون في التدفئة وشحن البطاريات وقلائل منهم هم من أضاعوا هذه الدقائق الثمينة من الكهرباء في اﻹصغاء لحديث مكرر وممجوج.
مع ذلك، نتمنى على الرئيس الوريث أن يزيد من ٳطلالاته التلفزيونية وأن يكثر من الاستقبالات والتشريفات، ٳن كان هناك من لا زال يرغب بـ «التشرف» بزيارة الرئيس القاتل. الروس واﻹيرانيون وكل مرتزقة العالم ندعوهم لطلب مقابلة «السيد الرئيس» وطلب تغطية نشاطاتهم تلفزيونيًا. أيضًا، نرجو من الرئيس الوريث أن يجعل ٳطلالته يومية، سبعة أيام في اﻷسبوع على اﻷقل وأن يجعل خطاباته طويلة بقدر اﻹمكان، على اﻷقل من ثلاثة ٳلى أربعة ساعات وأن يقتدي بزميله «فيدل كاسترو» الذي كان قادرًا على الحديث لثمانية ساعات متواصلة، أو الراحل «القذافي» الذي ظل «يعلّك» على منصة اﻷمم المتحدة في أيلول 2009 لمدة ستة وتسعين دقيقة حتى أوقفه رئيس الجلسة كونه تجاوز «العشرين دقيقة» المخصصة له.
من المستحسن أن تكون هذه الخطابات في الليل، ﻷن الليل أكثر هدوءًا من النهار وﻷن الكهرباء تلزم للمواطنين في الليل أكثر من النهار. مع ذلك، لا مانع من ٳعادة خطابات «السيد الرئيس» نهارًا أكثر من مرة بشرط أن لا تنقطع الكهرباء أثناء الخطاب ويُحرم المواطنون «لا سمح الله» من التمتع بالدرر الكلامية وبالبلاغة اللغوية للسيد الرئيس.
بهذا التصرف سوف يرضي الرئيس الوريث غروره ونرجسيته وسيقدم خدمات جلى للمواطنين الذين سيتمتعون بنعمة الكهرباء لعدة ساعات كل يوم، وسيتوقف الطيارون عن قصف المخابز من أجل اﻹصغاء للخطاب ومثلهم سيفعل سدنة المدفعية لكي «لا يشوشوا» على خطاب الرئيس.
الثورة من جهتها ستستفيد أكبر فائدة، فالرئيس الوريث هو من أهم أسباب انتفاضة السوريين وهو من أكبر «داعمي» الثورة بشكل غير مباشر، يكفي اﻹصغاء له لدقائق كي نفهم لماذا يثور السوريون على هكذا نظام أخرق ولماذا يرفض السوريون بقاء هذا الرئيس السفيه.