آخرها "لوغانسك" و"دونيتسك"..

دول غير معترف بها تملك علاقات مع النظام السوري

camera iconرئيس النظام السوري خلال استقبال وفد مشتركاً من روسيا و"جمهورية دونيتسك الشعبية" - 16 من حزيران 2022 (رئاسة الجمهورية العربية السورية)

tag icon ع ع ع

اعترف النظام السوري بـ”استقلال وسيادة” “جمهورية لوغانسك الشعبية” و”جمهورية دونيتسك الشعبية” المدعومتان من روسيا في إقليم “دونباس”، جنوب شرقي أوكرانيا.

وبحسب ما نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، الأربعاء 29 من حزيران، عن مصدر في وزارة الخارجية جاء ذلك “تجسيدًا للإرادة المشتركة والرغبة في إقامة علاقات في المجالات”.

وأضاف المصدر أنه سيجري التواصل بين سوريا وهذه البلدان لـ”الاتفاق على أطر تعزيز العلاقات بما فيها إقامة علاقات دبلوماسية وفق القواعد المتبعة”.

ويأتي هذا الاعتراف بعدما أجرى وفدًا مشتركًا من روسيا و منطقة “دونيتسك” في جنوب شرق أوكرانيا، زيارة إلى سوريا التقى خلالها برئيس النظام السوري، بشار الأسد في 16 من حزيران الحالي.

وصرحت وزيرة خارجية “جمهورية دونيتسك الشعبية”، ناتاليا نيكونوروفا، أن “الزيارة أتت لـ”توثيق العلاقات مع سوريا”، حسب ما نقلته وكالة “سانا“.

وتصدّرت منطقتا “دونيتسك” و”لوغانسك” بإقليم دونباس العناوين الإخبارية، في 21 من شباط الماضي، بعد اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلالهما عن أوكرانيا وإرسال قوات “حفظ سلام” إليهما، وذلك قُبيل أيام من شن روسيا غزوًا على أوكرانيا في 24 من شباط الماضي.

ولا تحظى هاتان المنطقتان اللتان اعترف فيهما بوتين باعتراف أممي، إذ اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، أن اعتراف روسيا فيهما “ينتهك سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية”.

وتحظى بعض الدول التي لا يعترف فيها العالم بعلاقات مع النظام السوري انطلاقًا من تحقيق رغبة روسيا الداعمة لهذه الدول، وهي:

“لوغانسك ودونيتسك”

منذ عام 2014، كانت منطقة “دونباس” الواقعة جنوب شرقي أوكرانيا، تشهد معارك بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا.

وفي 5 من كانون الأول 2014، تم توقيع اتفاق “مينسك 1” بين روسيا وأوكرانيا في العاصمة البيلاروسية لوقف المعارك لكنها فشلت في التهدئة ليعاود الطرفان توقيع اتفاقية “مينسك 2” عام 2015 التي تضمنت وقف القتال بين الانفصاليين والجيش الأوكراني وإيجاد حل سياسي للنزاع في شرق أوكرانيا.

لكن قُبيل الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلن مجلس النواب الروسي (الدوما) المصادقة على مشروع قانون، ورفعه إلى الرئاسة (الكرملين) للمصادقة، يقضي بالاعتراف رسميًا باستقلال المنطقتين في إقليم دونباس، المعلنتين من جانب واحد في 21 من شباط.

وحينها قال مكتب “رئاسة الجمهورية” في سوريا إن الأسد طرح قبل حوالي شهرين استعداده للاعتراف بجمهوريتي “لوغانسك” و”دونيتسك”.

وأضاف المكتب، في 22 من شباط، أن طرح الأسد جرى في أثناء زيارة وفد برلماني روسي إلى دمشق، ضم ممثلين عن “جمهورية دونيتسك”، في 21 من كانون الأول 2021، مشيرًا إلى أنه نتج عن اللقاء الاتفاق على بدء النظام ببناء علاقات معها.

وكانت آخر جهود هذه العلاقات ما أعلنت عنه وزيرة خارجية “دونيتسك”، ناتاليا نيكونوروفا، في 28 من حزيران، بأن “العلاقات بين سوريا وجمهورية دونيتسك تتنامى بشكل ملحوظ في العديد من المجالات”.

بدوره، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس الأربعاء إنهاء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد اعترافها باستقلال الجمهوريتين.

وقال، في فيديو عبر تطبيق “تيلجرام”، “انتهت العلاقات بين أوكرانيا وسوريا”، مضيفًا أن “ضغوط العقوبات على دمشق الحليفة لموسكو ستزداد شدة”.

“أبخازيا”

تقع أبخازيا، وعاصمتها سوخومي، في شمال غربي جورجيا على البحر الأسود، ويبلغ عدد سكانها نحو ربع مليون نسمة.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي تفاقمت الأوضاع بين جورجيا وأبخازيا، ونتج عنها حربًا دامية في عامي 1992 و1993، لتهزم فيها القوات الجورجية وتعلن أبخازيا استقلالها.

وفي 2008 اعترفت روسيا، وفنزويلا، ونيكاراغوا (دولة في أمريكا الوسطى)، وناورو (في المحيط الهادئ) وسوريا بأبخازيا كدولة مستقلة.

وكان النظام السوري اعترف في أيار 2018، بمنطقتي أبخازيا وأوسيتيا الواقعتين تحت النفوذ الروسي، وأقام علاقات دبلوماسية معهما، وافتتحت جمهورية أبخازيا سفارتها في دمشق، في 6 من تشرين الأول عام 2020.

وخلال زيارة رئيس أبخازيا السابق، راؤول خاجيمبا، إلى سوريا، في أيلول من عام 2018، وقع بشار الأسد، معاهدة الصداقة والتعاون بين البلدين.

وأبرم النظام السوري اتفاقيات تعاون مختلفة مع أبخازيا آخرها اتفاقية تعاون في المجال العسكري.

“أوسيتيا الجنوبية”

جاء الاعتراف بجمهورية أوسيتيا الجنوبية، التي تقطنها الأغلبية الروسية، تزامنًا مع الاعتراف بأبخازيا عام 2008 باعتبارهما في ذات الإقليم في جورجيا.

وتقع وسط جورجيا من ناحية الشمال، على الجانب الجنوبي من القوقاز، تفصلها الجبال عن أوسيتيا الشمالية، وتمتد جنوبًا إلى قرب نهر متكفاري في جورجيا، وعاصمتها تسخينفالي وتبلغ مساحتها 3900 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 50 ألفًا و572 نسمة، معظمهم من الديانة المسيحية.

وانتهت الحرب بين جورجيا وروسيا بإعلان أوسيتيا الجنوبية استقلالها، وتعترف فيها ذات الدول التي تعترف بأبخازيا.

وكان وزير خارجية أوسيتيا الجنوبية أعلن في كانون الأول 2018 أن بلاده ستفتح سفارة لها في دمشق عام 2019، معتبرًا أن الاعتراف السوري بأوسيتيا الجنوبية هو “أهم حدث سياسي” للجمهورية في عام 2018.

وأجرى الرئيس الأوسيتي، أناتولي بيبيلوف، زيارة رسمية إلى دمشق، في تموز 2018، إذ كان حينها أول رئيس يزور الرئيس السوري، بشار الأسد، رسميًا، منذ اندلاع الثورة السورية في آذار 2011.

ولاقى قرار النظام السوري إقامة علاقات دبلوماسية مع إقليمين منشقين عن جورجيا تنديدات من قبل أمريكا والاتحاد الأوروبي، إذ قالت المتحدثة السابقة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، عام 2018 إن “روسيا تحتل هذين الإقليمين اللذين يعتبران جزءًا من جورجيا، فموقف الولايات المتحدة الأمريكية ثابت”.

كما قطعت جورجيا علاقتها الدبلوماسية مع سوريا إثر الاعتراف باستقلالية هذه البلدان.
نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة