أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تقريرًا يسلّط الضوء على ما يعانيه الأطفال في أوقات الحروب، إذ إن هناك يوميًا 71 انتهاكًا جسيمًا تم التحقق منها ضد الأطفال من قبل أطراف النزاع في أكثر من 30 مكانًا في جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأمريكا اللاتينية.
ووصفت المنظمة هذه النتائج بـ”الصادمة” في بيان نشرته اليوم، الثلاثاء 28 من حزيران، وهذه هي إحدى النتائج الرئيسة لتقرير جديد من “يونيسف” بعنوان: “25 عامًا من الأطفال والنزاع المسلح.. اتخاذ إجراءات لحماية الأطفال في الحرب”.
وصرّحت كبيرة مستشاري “يونيسف” بشأن حماية الطفل في حالات الطوارئ، تاشا جيل، في حديثها بمؤتمر صحفي في الأمم المتحدة بجنيف، أنه بين عامي 2005 و2020، تحققت المنظمة من أكثر من 250 ألف انتهاك جسيم في المجموع ضد الأطفال في 30 موقعًا.
ويحلل التقرير بيانات استمرت 16 عامًا حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال في حالات النزاع، لإظهار تأثير النزاع المسلح على الأطفال في جميع أنحاء العالم.
خمس نقاط ساخنة
أكدت جيل أنه في الإطار الزمني الذي جرت الدراسة فيه، “وقعت 82% من الحالات لجميع الضحايا الأطفال الذين تم التحقق منهم في خمسة مواقع فقط، أفغانستان وإسرائيل وفلسطين وسوريا واليمن والصومال”.
ويفحص التقرير كيف يمكن التعامل مع أطراف النزاع، الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية على حد سواء، لإنهاء انتهاكات حقوق الطفل ومنعها.
وفقًا لجيل، “يُظهر تحليلنا أنه على الرغم من عقود من المناصرة مع أطراف النزاع وأولئك الذين يؤثرون عليهم، بالإضافة إلى تعزيز المراقبة والإبلاغ وتوثيق الانتهاكات الجسيمة للحقوق، لا يزال الأطفال يتحملون وطأة الحرب”.
“أهوال لا توصف”
ذكر التقرير أن “الفتيات والفتيان الذين يعيشون في مناطق تشهد صراعًا كل يوم، يختبرون ويتحملون أهوالًا لا توصف ولا ينبغي لأحد أن يختبرها”.
فخلال الفترة من 2005 إلى 2020، وجدت “يونيسف” أنه تم التحقق من مقتل أو تشويه أكثر من عشرة آلاف و400 طفل، وتم التحقق من تجنيد واستخدام أكثر من 93 ألف طفل من قبل أطراف النزاع، وتم التحقق من اختطاف ما لا يقل عن 25 ألفًا و700 طفل من قبل أطراف النزاع.
“لإعطاء فكرة عن حجم المشكلة، في عقد واحد فقط من 2010 إلى 2020 ، كانت هناك زيادة بنسبة 185% في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الطفل التي تم التحقق منها ضد الأطفال في حالات النزاع”، بحسب ما قالته كبيرة مستشاري “يونيسف” المعنية بحماية الطفل في حالات الطوارئ، تاشا جيل.
وأضافت أن “من المهم أيضًا ملاحظة أن العديد من الأطفال يتعرضون لأكثر من انتهاك واحد، ما يزيد من ضعفهم، على سبيل المثال، غالبًا ما يتم الجمع بين الاختطاف وانتهاكات أخرى، مثل التجنيد والاستخدام والعنف الجنسي”.
أسفرت الجهود التي يبذلها موظفو “يونيسف” والمنظمات الأخرى التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الشريكة عن نتائج إيجابية عبر جمع المعلومات المتعلقة بالانتهاكات الجسيمة والتحقق منها من أجل فهم احتياجات الأطفال والاستجابة لها بشكل أفضل.
وسبق أن أصدرت منظمة “أنقذوا الطفولة” تقريرًا بمناسبة الذكرى الـ11 للثورة السورية، تحدثت فيه عن الظروف الكارثية التي يعيشها الأطفال في جميع أنحاء سوريا.
وقال التقرير المنشور في 15 من آذار الماضي، إنه بعد 11 عامًا من الصراع، لا يزال الأطفال في جميع أنحاء سوريا يعيشون في ظروف كارثية وفي مخيمات غير صحية وغير آمنة، كما يتعرضون للقصف والغارات الجوية، ويواجهون الجوع والمرض وسوء التغذية، إضافة إلى نقص في المساعدات الإنسانية والتعليم، وأزمات الجفاف في بعض مناطق سوريا التي تهدد حياة الأطفال.
–