اللقاءات الاستخباراتية هدفها "المصلحة الوطنية".. فقط
تركيا تستبعد أي اتصال سياسي مع النظام السوري حاليًا
قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، إنه لا يوجد أي اتصال سياسي بين الحكومة والنظام السوري حتى الآن.
وأشار في مقابلة مع صحيفة “Haber Türk“، مساء الأحد 26 من حزيران، إلى التعاون الاستخباراتي بين الدولتين بين الحين والآخر، وذلك بهدف “المصلحة الوطنية”، وفق تعبيره.
ولفت إلى أن هذا التعاون الاستخباراتي ليس له أي بعد آخر، ولا يتقاطع مع الحوار السياسي، وفق ما ترجمته عنب بلدي عن الصحيفة.
وبحسب ما جاء في موقع وزارة الخارجية التركية حول سياسة تركيا الحالية، فإنها تسعى في الوقت الحالي لتطبيق سياسة “صفر مشاكل” على الصعيد العالمي استنادًا إلى هذا المفهوم، إذ بدأت بالتطبيع مع كل من دول السعودية وأرمينيا ومصر والإمارات وإسرائيل ودول أخرى، الأمر الذي توليه أهمية كبيرة لرؤية النتائج الإيجابية لهذه السياسة في محيطها القريب، أي في علاقاتها مع جوارها.
ومن هذا المنطلق، فإن سياسة “صفر مشاكل مع الجوار”، تعتبر شعارًا يلخص تطلعات الحكومة التركية حيال علاقاتها مع الدول التي تجمعها معها حدود مشتركة.
وترغب تركيا في إزالة جميع المشكلات من علاقاتها مع الدول المجاورة لها، أو على الأقل تقليص هذه المشكلات وتخفيضها إلى أدنى المستويات، وفق وزارة الخارجية التركية.
لكن تصريحات كالن الأخيرة أوضحت الموقف من النظام السوري، في ظل هذا التحول بالسياسة التركية الخارجية.
عودة اللاجئين السوريين
أوضح كالن أن عقد صفقة مع النظام السوري، وإقناع اللاجئين السوريين بالعودة إلى مناطق سيطرته أو إرسالهم ليس بالأمر السهل، مشيرًا إلى أن هؤلاء فروا من الحرب هناك.
وفيما يتعلق بعودة اللاجئين، قال كالن، إن الحكومة التركية تعمل على إنشاء مناطق آمنة في الشمال السوري، بالإضافة إلى خلق بيئة تؤمّن استمرارية حياة اللاجئين في تلك المناطق.
وأفاد أن الحكومة التركية تعمل على بناء منازل في مناطق عفرين وإدلب وتل أبيض ورأس العين “بوسائلها الخاصة”، على حد تعبيره، مشيرًا إلى ضرورة عودة اللاجئين في نهاية الأمر، ولكن دون التسبب بمأساة إنسانية، وفق الصحيفة.
وكانت صحيفة “المدن” اللبنانية، نقلت عن مصدر في حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا (لم تسمِّه)، حديثه عن لقاء “استخباراتي” جمع تركيا بالنظام السوري في العاصمة الروسية موسكو، على حد قوله.
وأضاف المصدر، بحسب تقرير الصحيفة المنشور في 14 من نيسان الماضي، أن اللقاء تناول ملفات أمنية واستخباراتية فقط، وكان الهدف منه “الالتزام بالتفاهمات” المبرمة بين موسكو وأنقرة في سوريا، موضحًا أن سبب انعقاد اللقاء في موسكو يعود إلى “مخاوف الكرملين من امتداد تداعيات أوكرانيا إلى سوريا”، دون ذكر تفاصيل إضافية حول هوية حاضري اللقاء.
وقالت صحيفة “المدن”، إن الاجتماع عُقد قبل أيام من نشر تقريرها، لكن وكالة “سبوتنيك” الروسية كانت قد نقلت، في كانون الأول 2021، عن الرائد حيدرة جواد، وهو ضابط في قوات النظام السوري كان مشاركًا في الاجتماع، قوله، إن الجانبين اتفقا على بنود عدة “تصب في مصلحة البلدين”، منها الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعدم المساس بها، وبسط السيادة على كامل الأراضي السورية.
بينما نفى المصدر التركي لصحيفة “المدن” صحة ذلك، موضحًا أن الاجتماع لم يناقش مواضيع على هذا المستوى، إنما مواضيع تخص الأمن فقط.
ونفت أيضًا مصادر مطلعة لجريدة “البعث” التابعة للنظام السوري حدوث لقاء بين كل من رئيس الاستخبارات السورية ونظيره التركي في موسكو.
وقالت المصادر للصحيفة، في 15 من نيسان الماضي، إن “كل ما يتم نشره على بعض المواقع الإلكترونية وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي عن استضافة موسكو للقاء أمني سوري- تركي، برئاسة اللواء علي مملوك وهاكان فيدان، هي أخبار كاذبة وغير صحيحة”.
وكان وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أبدى استعدادًا لتطبيع العلاقات مع الحكومة التركية لكن وفق شروط.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في فعاليات منتدى “فالداي” بموسكو، في 22 من شباط الماضي، شارك فيه المقداد، وقال، “سوريا وتركيا جيران، ويربطنا تاريخ طويل و500 سنة احتلال، تكفي حتى نفهم بعضنا”.
وأضاف أن هنالك عدة أشياء يجب أن تتحقق لتعود العلاقات السورية- التركية، وهي سحب تركيا قواتها من الأراضي السورية، والكفّ عن دعم “الإرهابيين” وحرمان السكان السوريين من الموارد المائية، وبناء علاقات مع سوريا على أساس الاحترام المتبادل، وفق تعبيره.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :