الأولمبي السعودي.. عشرة على عشرة
عروة قنواتي
قفز شباب المملكة العربية السعودية إلى منصة التتويج الآسيوية قبل أيام قليلة مع انتهاء مسابقة كأس آسيا لمنتخبات الـ23 عامًا، في نسختها الخامسة بالعاصمة الأوزبكية، طشقند، بعد الفوز المثير والمستحق بهدفين نظيفين.
هذا اللقب، الذي ضاع مرتين من الأيدي السعودية في نهائيين، أمام منتخب العراق في العام 2012 وأمام كوريا الجنوبية في العام 2020، جاء ليتوّج ويؤكد نجاح مرحلة إعداد وتحضير مثالية امتدت لسنوات مع هذه الجوقة الجميلة في شرايين وعروق الأخضر السعودي.
المنتخب الأولمبي السعودي حصد كل الجوائز والأرقام في البطولة الأخيرة، كأفضل هجوم بتسجيل 13 هدفًا من خمسة انتصارات وتعادل وحيد، وأفضل دفاع، إذ صار نواف العقيدي أول حارس في تاريخ البطولة يحافظ على نظافة شباكه في جميع المباريات التي لعبها (ست مباريات)، كما نال أيمن يحيى جائزة أفضل لاعب في البطولة وجائزة الهداف أيضًا من بين خمسة لاعبين في البطولة سجلوا ثلاثة أهداف في رصيدهم.
كما يعد المنتخب السعودي أول منتخب في البطولة يصل إلى النهائي ثلاث مرات.
إذا نجحت مجموعة المدرب المتألق سعد الشهري بمواصلة مستواها، يتأكد التألق السعودي بالمشاركات الخارجية والتمثيل الدولي على مستوى الأندية والمنتخبات، فمن تألق الهلال زعيم القارة الآسيوية في البطولة القارية وضمن كأس العالم للأندية، إلى تأهل المنتخب الأول وعبوره تصفيات آسيا نحو مونديال 2022، وما زال عشاق الأخضر السعودي ينتظرون من منتخباتهم وأنديتهم أقوى حضور واستعداد للمونديال وتصفيات الأولمبياد وكأس أمم آسيا للرجال في العام 2023.
المدرب الوطني سعد الشهري استطاع وخلال سنوات أن يسجل اسمه ببريق الذهب ضمن الأسماء الوطنية السعودية التي نجحت سابقًا مع منتخبات الفئات العمرية منذ العام 1984 وحتى اليوم، صانعًا لنفسه ولمجموعته قالبًا خاصًا بهوية احترافية أسهمت بالصعود المميز نحو منصة التتويج الآسيوية، كما أن مرحلة الإعداد والتحضير والاحتكاك خدمت المنتخب الأول ومديره الفني، هيرفي رينارد، الذي اعتمد على أسماء شابة ضمن تشكيلته في التصفيات، ومن المؤكد أنه سيعتمد على أسماء أكثر قبل خوض غمار دور المجموعات في المونديال إلى جانب الأرجنتين والمكسيك وبولندا.
“الأوركسترا” الشابة الجميلة التي شاهدناها عبر الشاشات تسجل أرقامًا مهمة في البطولة الأخيرة لم تكن نتيجة العمل خلال عامين فقط، بل هذا الجيل يعبر الموانع والحواجز منذ العام 2017 ليكون الرقم 1 بعد مونديال 2022 وحاملًا للمشعل السعودي في المحافل الدولية، وهذا النجاح في التخطيط والعمل تفتقده العديد من الاتحادات الكروية العربية في السنوات الأخيرة، فلا تظهر إلا بأسلوب “الترقيع” والاعتماد على الأسماء المحترفة في الأندية الأوروبية، بينما تشهد قواعدها ومنتخبات الفئات العمرية فيها تصدعات بالجملة وإهمالًا لا يبشر بالخير، الكرة السعودية استطاعت أن تتجاوز هذه المطبات والموانع، والنتيجة كانت نجمة آسيوية وحلمًا بالوصول إلى الأولمبياد مجددًا.
أسماء فراس البريكان ونواف العقيدي ومتعب الحربي وأيمن يحيى والغامدي والشهري… احفظوها جيدًا، فسنعود إليها في يوم قريب لنقارن بين زمانها وزمان الجابر والتمياط وأنور ومسعد والعويران… مبارك بلون الذهب للأخضر السعودي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :