ارتفاع أسعار المحروقات يضاعف أجور الحصّادات في حمص
ارتفعت أجور الحصّادات والدرّاسات في أرياف محافظة حمص إلى الضعف منذ منتصف حزيران الماضي، بسبب ارتفاع أسعار المازوت، وعدم توفر النوع المدعوم منه عن طريق الجمعيات الزراعية.
وقال مراسل عنب بلدي في حمص، إن أجور الحصّادة في بداية الموسم كان يتراوح بين 40 ألفًا و50 ألف ليرة سورية، ويبلغ إيجار الدرّاسة لساعة واحدة حوالي 35 ألف ليرة، بينما ارتفعت الأسعار للضعف منذ منتصف حزيران الحالي.
ويتحمل الفلاحون وحدهم هذا الارتفاع دون أي مبادرة من قبل الجمعيات الزراعية والجهات المعنية لمعالجة المشكلة، بحسب فلاحين قابلتهم عنب بلدي بريف حمص الشمالي.
وارتفع سعر ليتر المازوت من أربعة آلاف إلى ستة آلاف ليرة قبل بداية موسم الحصاد بنحو 15 يومًا.
ويضطر أصحاب الحصّادات والجرّارات الزراعية لشراء المازوت من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، بينما تفتقد محطات المحروقات لطلبات المازوت بسعر التكلفة منذ أكثر من شهر.
وكانت محطات الوقود تبيع المازوت المدعوم بسعر 2500 ليرة لليتر الواحد عبر “البطاقة الذكية” بمعدل 20 ليترًا لكل بطاقة.
أحد المزارعين في قرية تير معلة شمالي حمص، قال لعنب بلدي، إن أجر الحصّادة ارتفع منذ بداية الموسم، إذ تضاعفت الأسعار من 40 ألفًا إلى 75 ألف ليرة للساعة الواحدة، بينما ارتفعت أجور الساعة الواحدة للدرّاسة من 35 ألفًا إلى 65 ألف ليرة.
أما عن أجور نقل المحصول من المزارع إلى صوامع الحبوب، فوصلت أجرة السيارة إلى 200 ألف ليرة بينما كانت في بداية الموسم حوالي 125 ألف ليرة، بحسب معلومات تحققت منها عنب بلدي.
وأرجع مزارعون من ريف حمص الشمالي ارتفاع أسعار جني المحاصيل إلى ارتفاع سعر المازوت في السوق السوداء، وتوقف الجمعيات الزراعية عن تزويد الحصّادات والجرّارات الزراعية بالمادة بحجة عدم توفرها.
ويبلغ معدل استهلاك الحصّادة للدونم الواحد (ألف متر مربع) حوال خمسة ليترات من المازوت، فيما يبلغ مصروف الجرّار الزراعي الذي يشغل الدرّاسة حوالي ليتر ونصف من المازوت للمساحة ذاتها.
أسعار غير مناسبة للجميع
أحد أصحاب الحصّادات العاملة في سهل الحولة، والذي تحفظ على اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن من المعروف لدى أصحاب الحصّادات في ريف حمص أن أجرة دونم الحصاد 125%، وبالتالي يحقق مالك الحصّادة 25% ربحًا في حال لم يحتج إلى عمليات صيانة وإصلاح.
وكانت تكلفة حصاد الدونم الواحد حوالي 35 ألف ليرة على السعر القديم للمازوت، بينما بلغت اليوم عقب ارتفاع أسعار المازوت 70 ألف ليرة مع وصول سعر ليتر المازوت إلى ستة آلاف.
وأضاف صاحب الحصّادة أن الجمعية الزراعية التزمت مع أصحاب الحصّادات لمدة عشرة أيام تقريبًا بتسليم برميل من المازوت يوميًا لدعم عملهم، بينما توقفت عن توزيع المحروقات منتصف حزيران الحالي بحجة نفاد الكمية، بينما تحتاج الحصّادة إلى برميلين من المازوت في اليوم الواحد.
منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، ذكرت في تقرير صادر في أيار عام 2021، أن ما عاناه المزارعون السوريون لتأمين احتياجاتهم الأساسية منذ عام 2011، كان له أثر مباشر على الأمن الغذائي في البلاد.
وأضاف التقرير أن الأزمة التي تعانيها سوريا أثرت على قدرة الاستجابة للمؤسسات الحكومية المعنية، بسبب غياب الكوادر المؤهلة في البلاد، ونقص فرص التدريب لتطوير مهارات من تبقوا ليستطيعوا مواجهة الصدمات المتتالية للقطاع الزراعي.
أزمات امتداد لأزمات
مشكلة ارتفاع أجور جني المحاصيل لا تُعتبر فريدة من نوعها في قطاع الزراعة بمحافظة حمص، إذ باتت اليوم امتدادًا لمشكلة نقص المياه المستمرة منذ عام 2021.
وبقيت المشكلة رغم محاولات عديدة من قبل حكومة النظام لتسوية أزمة المياه في حمص، كان أحدثها في 22 من نيسان الماضي، عندما عادت المياه إلى قنوات الري بريف حمص، قبل موعدها الروتيني بثلاثة أشهر مقارنة بعام 2021، الأمر الذي أنذر بضائقة تنتظر العاملين في القطاع خلال الفترة المقبلة، بحسب فلاحين قابلتهم عنب بلدي في المنطقة.
وأكد لعنب بلدي حينها مصدر مطلع في “اتحاد الفلاحين” بمحافظة حمص، أن دفق المياه إلى المزارع لن يستمر أكثر من شهر واحد ليستفيد منها المزارعون بثلاث “ريات” فقط لسقاية موسم القمح، بحسب المصدر الذي تحفظت عنب بلدي على اسمه لأسباب أمنية.
وتقع بحيرة “قطينة” في الجنوب الغربي لمدينة حمص، على مجرى نهر “العاصي”، وتبلغ مساحتها 61 كيلومترًا مربعًا، وتعتبر المورد الأول للثروة المائية في المنطقة، إذ تلعب دورًا مهمًا في استمرار الزراعة في أراضيها.
ونفذت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، في عام 2020، مشروع إعادة تأهيل قنوات الري في ريف حمص الشمالي، في برنامجها التنموي وتعزيز سبل العيش بالمنطقة.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في حمص عروة المنذر
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :