ما الذي حملته زيارة ولي العهد السعودي القصيرة إلى تركيا؟
اتفق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على تعزيز التعاون (التركي- السعودي) في مختلف المجالات، بما فيها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.
وذكرت وكالة “الأناضول” التركية، في 22 من حزيران، أن البيان المشترك الصادر عقب لقاء أردوغان وابن سلمان، لفت إلى قرار الجانبين تعميق التشاور والتعاون في القضايا الإقليمية، إلى جانب التأكيد على حقبة تعاون جديدة في العلاقات الثنائية.
وتضمن البيان سبل تطوير وتنويع التجارة المتبادلة، وتكثيف التواصل بين القطاعين، العام والخاص، في البلدين، لبحث الفرص الاستثمارية، والإشادة بالمقومات الاقتصادية للبلدين العضوين في مجموعة العشرين الكبرى، والاتفاق على تفعيل أعمال مجلس التنسيق السعودي- التركي، ورفع مستوى التنسيق والتعاون حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، والعمل على تبادل الخبرات بين المختصين في البلدين.
وهذا اللقاء الثاني لأدوغان وابن سلمان، في أقل من شهرين.
وجرى خلال اللقاء أيضًا الاتفاق على تفعيل الاتفاقيات الموقعة بينهما، في مجالات التعاون الدفاعي، بما يخدم مصالح البلدين، مع التشديد على أهمية التعاون بمجال السياحة وتطوير حركتها بين البلدين.
وكان ولي العهد السعودي وصل الأربعاء إلى تركيا، ضمن جولة افتتحها بزيارة مصر، ثم الأردن، قبل وصوله إلى تركيا لإجراء مباحثات رسمية ضمن زيارة قصيرة اختتمها في اليوم نفسه، وهي الأولى للأمير السعودي منذ تعيينه وليًا للعهد عام 2017.
وتأتي زيارة ابن سلمان بعد أقل من شهرين على زيارة الرئيس التركي إلى السعودية، بصحبة وفد دبلوماسي رفيع المستوى، لإعادة علاقات البلدين السياسية إلى ما قبل موجة خلافات طاحنة اعترضت مسار العلاقات منذ حصار قطر عام 2017، من قبل أربع دول عربية، منها السعودية، وصولًا إلى مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده باسطنبول، عام 2018.
الزيارة التي افتُتحت بمراسم استقبال رسمية، وعزف النشيد الوطني لكلا البلدين، واستقبال الرئيس التركي ولي العهد السعودي عند مدخل المجمع الرئاسي في أنقرة، وإلى جانب ترسيخها طي صفحة خلافات البلدين، جاءت في وقت تعيد به دول المنطقة ترتيب أوراقها السياسية وصياغة تحالفاتها مجددًا.
كما تأتي تتويجًا لتحركات سياسية متسارعة في الآونة الأخير لتذويب جليد علاقات البلدين، إذ زار الرئيس التركي، السعودية، في 28 من نيسان الماضي، بدعوة من الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز.
والتقى أردوغان حينها الملك سلمان في مدينة جدة، كما التقى ولي العهد السعودي، وعقدا لقاء مغلقًا في قصر “السلام” الملكي.
وبرزت ملامح التقارب السعودي- التركي بوضوح أكبر، حين طلبت الرياض من أنقرة، في 16 من آذار 2021، شراء طائرات مسيّرة مسلحة تركية، وفق ما أعلنه الرئيس التركي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الرئاسي البوسني، ميلوراد دوديك، وذلك بعد نحو أسبوعين على حديث إعلامي غير رسمي، حول تدخل عسكري تركي مرتقب في الملف اليمني إلى جانب السعودية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :